في مدرسة الشكر الإلهي

 

فالعمل الصالح (الإيجابي) الذي نقوم به – تحت أي صنف من الأعمال كان – هو من بعض عطاء الله تعالة لنا: (العقل) الذي نفكر فيه بالعمل .. (هبة الله )… و (الإرادة) التي تتحرك فينا كوقود وطاقة.. (منحة الله).. و(الأدوات) التي تعبر عن هذه الإرادة وتترجمها الى أعمال (أعضاؤنا) ..(عطايا الله).. و(التوفيق) الذي يرافق حركتنا وعملنا.. (بركة الله)..
وإذاً:
فالعمل الصالح والنافع الذي نوفق للقيام به هو في الحقيقة:
(هبة) و (منحة) و (عطايا) و (بركات) من الله الغني الحميد, فلماذا الشكر منه تعالى على شيء هو منه وله؟!
الشكر منه بعض من رحمته بنا, فلأننا وضعنا ذلك كله في الطريق التي قال عنها أنها التي يحبها ويفضلها لنا لن فيها صلاحنا ومصلحتنا, فهو يشكر لنا ذلك, ألاترى أن أباك يشكرك أحياناً على عمل هو الذي أرشدك اليه, وأعانك عليه, لتقديره أن فيه مصلحة ؟! شكر أبيك هنا ,شكر على حسن استماعك له, وطاعتك له, وتقديرك لتوجيهاته ونصائحه, أي أنك بار, وأذنك واعية لما يقول, وقلبك متفاعل مع مايدعوك اليه.
شكر الله لبعده فضل إضافي منه على ماأنعم وتفضل به أصلاً من منح وهبات وعطايا وبركات, تصور – مثلاً – إنك إذا سجدت لله شكراً على نعمة أو نجاح أو توفيق أو النجاة من بلاء..
فإنه تعالى يخاطب ملائكته قائلاً: عبدي سجد لي شكراً ,فماذا تروني صانعاً به, أو له ؟
هنا يعدد الملائكة مايعرفون من نعم الله الفضلية بما في ذلك الجنة, فيقول تعالى : له ذلك وفوق ذلك, شكرني عبدي فحق لي أن أشكره !!
ولك أن تتصور شكر الله ,هذه الساحة المفتوحة من العطاء الجميل والجليل والجزيل ! أليس في شكر الله لعبده – وهو المتفضل عليه – درس لنا نحن الذين نحاول أن نتعلم أبجدية الشكر في المدرسة الإلهية ؟!
تريد أن تكون عبداً شكوراً؟ تذكر شكر الله لعبده !
 

المصدر: شباب عا نت

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!