قصة دخول عمر بن الخطاب بيت المقدس

قصة دخول عمر بن الخطاب بيت المقدس ، متى تم فتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب ، قصة عمر بن الخطاب مع الراهب .

mosoah

قصة دخول عمر بن الخطاب بيت المقدسقصة دخول عمر بن الخطاب بيت المقدس

ما هي قصة دخول عمر بن الخطاب بيت المقدس ؟ انتشر هذا السؤال في الآونة الأخيرة بشكل كبير جدا علي جميع منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث العربية، خصوصا وأن موقف دخول الفاروق عمر بن الخطاب لأراضي فلسطين، وتقلده لمفاتيح بيت المقدس، كان واحد من أهم القصص التاريخ الإسلامي، حيث أنه قد ذكر فيها خطابه الذي سمي ” بالعهدة العمرية ” والتي خلدها التاريخ حتي الآن.

خصوصا وأن الفاروق عمر بن الخطاب، بخلاف كونه واحد من المبشرين بالجنة، وثاني الخلفاء الراشدين، فهو واحد من أهم شخصيات العالم الإسلامي، والذي قد خلد التاريخ الإسلامي اسمه حتي الحظة الحالية، وسيدوم حتي لحظة قيام الساعة، فعمر بن الخطاب هو من قد قال عنه رسول كسري حينما رأه ” حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر “، فكان عمر بن الخطاب واحد من أبرز شخصيات التاريخ الإسلامي حتي وقتنا الحالي.

وبناءا علي كثرة التساؤلات التي حامت حول قصة دخوله لفلسطين وبيت المقدس تحديدا، فستحمل طيات السطور الأتية كافة المعلومات حول فتحه لبيت المقدس، مع توضيح كافة التفاصيل الخاصة بتقلده مفاتيح بيت المقدس، وصلاته في كنيسة القيامة، وخطبته حينما فتح المدينة، والتي سميت بالعهدة العمرية، فكل ذلك وأكثر من خلال مقالنا عبر موسوعة .

قصة دخول عمر بن الخطاب بيت المقدس

من الجدير بالذكر حول الفاروق عمر بن الخطاب، هو أنه حينما أسلم كان في طريقه إلى حبيبنا رسول الله لقتله، إلا أنه بينما هو متجه له، كان قد أستوقفه أحد المارة ليعلمه بأن أخته قد أعلنت إسلامها، ليقوم بتحويل اتجاهه ناحية أخته وهو حامل لكم غضب رهيب، وبالفعل حينما وصل إليها كانت هي تقوم بتلو سورة طه.

حينها قد أدرك أنها بالفعل قد أسلمت حتي أنه قد إنهال عليها بالضرب هي وزوجها، ومن ثم قد طلب منها أن يقرأ ما كانت تقرأ منه، فأمرته بالاغتسال فأغتسل، وبالفعل قد بدأ بقوله تعالي في سورة طه في الآية الرابعة عشر ” إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ” وحينها قد أنطلق إلى رسول الله صل الله عليه وسلم معلننا إسلامه، فكان الفاروق هو من تحققت دعوة رسول الله فيه، فقد دعا رسول الله قائلا ” اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ فكان أحبُّهما إلى اللهِ عمرَ بنَ الخطابِ “، وبناءا علي هذا فقد تساءل الكثيرون حول قصة دخوله لبيت المقدس حينما كان أميرا للمسلمين، ولهذا ففيما يلي سنسرد سويا أحداث هذه القصة الطيبة.

  • في بدء الأمر وجب توضيح أن بيت المقدس كانت واحدة من أهم المدن التابعة للامبراطورية القسطنطينية، وذلك للكثير من الوقت فيما قبل الفتح الإسلامي، إلا أنه تحديدا في سنة 641 ميلاديا، قد قام الاسانيون بغزو المدينة أثناء حربهم مع البيزنطيين وقام الفرس بسرقة ثروات المدينة، حتي أنهم قد قتلوا ما يزيد عن تسعين ألف مسيحي، حتي أنهم قد اضطهدوا كافة المسيحين في المدينة، وكان كل ذلك بمساعدة اليهود.
  • والجدير بالذكر هو أنه حالما قد توفي رسول الله، وتولي أبو بكر الصديق ولاية المسلمين، كان قد أنشغل في بداية حكمه بحروبه مع المرتدين، حتي تمكن من إرجاع السيادة لشبه الجزيرة العربية، ومن ثم أتجه إلى الفتح، وقد وجه المسلمين ناحية الشرق، بادئ بفتح العراق والتي كانت حينها تحت الحكم الفارسي، ومن ثم قد أتحه أيضا غربا، وذلك نحو الامبراطورية البيزنطية، فكان قد فتح طريق الغزو في سبيل الله.
  • وحينما قد توفي أبو بكر الصديق، وتولي عمر بن الخطاب من بعده، كان هرقل حاكم الامبراطورية البيزانطية، قد أرسل حملة كبيرة لاسترجاع الأراضي التي فتحها أبو بكر الصديق، إلا إن الفاروق قد تصدي له محبطا هذه الحملة في حرب اليرموك سنة 636 ميلاديا.
  • وبعدما قد أنتصر المسلمون أمر عبيدة بن الجراح خالد بأن يذهب خلف الروم حتي وصل إلى مدينة حمص، بينما قد توجه أبو عبيدة ناحية دمشق، وهناك قد قام بتقسيم المنطقة لأربع أقسام، الأولي كانت دمشق وقد ولي عليها يزيد بن أبي سفيان، والثانية هي فلسطين وولي عليها عمرو بن العاص، والثالثة كانت الأردن ووولي شرحبيل بن سنة عليها، بينما الرابعة كانت حمص وهو من تولاها.
  • والجدير بالذكر هو أنه حينما قد فتح دمشق، قد كتب أبو عبيدة إلى أهل القدس والتي كانت تعرف باسم إيلياء، يدعوهم إلى دخول الإسلام، أو دفع الجزية، أو الحرب، إلا أنهم قد رفضوا الثلاث حلول التي هي أمامهم، مما أدي إلى قيام أبو عبيدة باستخلاف سعيد بن زيد علي حمص وأخذ جيشه قاصدا القدس.
  • ومن ثم قد بدأ في حصاره للقدس، حتي أنه قد عرض علي أهلها الصلح إلا أنهم رفضوا،وذلك ليخرج رهبانهم ليقولوا بأن المدينة لن يفتحها إلا واحد ذو مواصفات معينة، منها مواصفات جسدية، حتي أن اسمه مكون من ثلاثة أحرف، فاستنتج المسلمون بأنه عمر بن الخطاب، خصوصا وأن المواصفات التي ذكرت لا تنطبق إلا عليه.

متى تم فتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب

  • حينما أرسل أبو عبيدة بن الجراح لعمر بن الخطاب أحداث ما حدث، قد تشاور مع كلا من عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب حول ذهابه لبيت المقدس بنفسه، وحينها أشار عليه عثمان بألا يذهب، بينما أيده علي في ذهابه، وقد مال لرأي علي حتي أنه قد قام باستخلاف علي بن أبي طالب علي شئون المسلمين في المدينة.
  • وفي الخامس عشر من شوال لسنة 636 ميلاديا،الفاروق ليتقلد مفاتيح القدس، إلا أنه لم يدخل إلى القدس بشكل مباشر، بل توجه إلى منطقة الجابية، حيث أنه كان يتمركز هناك أبو عبيدة والجيش الإسلامي، وهناك وبعدما قد أستقبلوه استقبال الملوك، قد خطب فيهم عمر بن الخطاب قائلا الأتي.
    • ” أيها الناسُ أصلحوا سرائركم تَصلُحْ علانيتكم، واعملوا لآخرتكم تُكْفَوْا أَمْرَ دنياكم “.
    • ” فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد “.
  • وبعدها دخل الفاروق بيت المقدس، وقد قام بتأمين المسحيين علي حيواتهم وأملاكهم وحريتهم ودينهم، ومن ثم قد حضر أهل القدس إلى الجابية وتم الاتفاق علي صلح القدس، وهناك قد كتبت العدة العمرية، والتي حفظها التاريخ بسطورها، والتي نصت علي الأتي.
    • ” بسم الله الرحمن الرحيم؛ هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرَهون على دينهم، ولا يُضَارّ أحدٌ منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، (لأنهم كانوا يعادون اليهود عداءً حقيقيا)، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرِجُوا منها الروم، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصُلُبَهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم، ومن أقام منهم فعليه مثل ما على أهل إيلياء، ومن شاء أن يسير مع الروم، سار مع الروم وهو آمن، ومن شاء أن يرجع إلى أهله، رجع إلى أهله، وهو آمن، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية، شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان وكُتِبَ وحُضِرَ سنة خمس عشرة “.

قصة عمر بن الخطاب مع الراهب

  • بعد كتابة العهدة العمرية، قد دعا البطريرك صفرونيوس عمر بن الخطاب لزيارة كنيسة القيامة، وبالفعل قد لبي دعوته ودخل إلى الكنيسة، إلا وبينما هو في الداخل قد أدركته الصلاة، فسأله أين يصلي فأجابه البطريرك بأن يصلي مكانه.
  • إلا أن عمر بن الخطاب فخشي أن يصلي بداخل الكنيسة، فيتخذها المسلمون من بعده قبلة، حتي أنه قد قال ” ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدا ” ومن ثم قام بالابتعاد عن الكنيسة مسافة رمية الحجر ووضع عباءته وصلي.
  • وبالفعل قد بناء المسلمون مسجد عمر بن الخطاب في المكان الذي قد صلي فيه، وقد بقي الحكم الإسلامي في بيت المقدس قرابة الأربعمئة عام، حتي دخلت الحملة الصلبية الأولي سنة 1099.

في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب علي سؤال ما هي قصة دخول عمر بن الخطاب بيت المقدس فنكون قد سردنا كامل القصة منذ أول ما يتعلق بالفتح الإسلامي وحتي دخول الفاروق لفلسطين، وحتي خسارة المسلمين لها.

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!