قصة واقعية للرجال فقط

أحببــت أن أذكر هـــذه القصة الواقعية لأبيّن أن أكبر خطأ يعيشه الزوجان وهما فــي بداية زواجهما وانسجامهما، هــو الاعتقاد بأن حياتهما ستبقى هكذا إلى النهاية، ولا يتصوران أن هنـــاك متغيـــرات ستطـــرأ عليهما فيخططان للتعامل معها. 

وكم مـــن علاقـــة زوجيـــــة أعرفها فشلــــت أمـــام أول متغيـــرّ في حياتهما، والسبب يعود إلى عــدم توقعهمــــا للحدث الجديد أو عـــدم الاتفـــاق على خطة للتعامـــل مـــع الحيـــاة الجديدة، وقـــد يكــــون المتغيّـــر (مرض مفاجئــــا لأحــــد الزوجين، أو ترقية في العمل أو تعيــــين الزوج فــــي منصب سياسي مرمــــوق فـــي بلـــده، أو انتقال الزوجـــين إلى منزلهما الجديد بعـــد أن كانا يعيشان في شقة صغــيرة، أو هدايــــة أحــــد الزوجــــين واستقامته أو انتقـــال عمــــل الـــزوج إلى بلـــد غيـــر بلــــده، أو حصول أحد الزوجين على مـــال كثيـــر مـــن الإرث).

 

كل هــــذه المتغيرات وغيـــــرها كثير، لا بـــــد أن يحســــن الزوجـــان التعامـــل معها، لأن أي متغير يحدث قد يُشْعُِــــر الطــــرف الآخــــر بعدم الأمان وبالخوف من المستقبل، ولهذا فــــإن صاحبــــنا الذي تحدثــــت عنــــه في بداية المقــــال كان أول عمـــل عملـــه أنـــه كتب عدة مقــــالات عن زوجتــــه وكيف أنها السبــب وراء شهرتــــه ونجاحــــه، وكان يقــــرأ عليها المقـــالات هـــذه ثـــم إنــه شاركها في محنتــــها ودعمها معنــــويا، كما كانت تدعمـــه في بداية عملــــه، فشعــــرت بالأمـــان والاطمئنان إلى تصرفاتــــه هـــذه، وازداد الحب بينهمــا أكثــــر وأكثــــر…

 

وأقول كلمةً خاصــــة للرجـــال، نحن نتمنى لكم جميعاً النجاح فــــي الحياة والتميّــــز والتألق، ولكن لا تهمّش زوجتك إذا نجحت أو تحقّر من شأنها، بــــل أشعِرها أنها هي سر نجاحــــك، وكــــن وفياً لها كمــــا كان سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وفياً لخديجة – رضي الله عنها – ودعمها له في النجاح الدعوي الذي حققـــه في عهدها.

 

إن علاقـــــة الحــــب مثل الحديقـــــة كلما أوليتهـــا رعايـــتك واهتمامـــك كلما كانت مزدهـــرة أكــثر، وأنـــا لا أتوقــع منـــك أن تتوقع كل المتغيرات الإيجابية والسلبيــــة في حياتك، ولكـــن بإمكانك أن تستخدم آليات لتقوية العلاقة مــــع زوجتك وتنمية الحـــــب، وعندها سيصبح التغيير في حياتكما شيئاً لا يسبـــب القـــلق وإنما فرصـــة لتقويــــة العلاقــــات.

 

بقلم: د. جاسم المطوع

 

 

موقع الأسرة السعيدة

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!