كم مقدار زكاة الفطر في انجلترا

كم مقدار زكاة الفطر في انجلترا

يسهل على كثير من المسلمين المقيمين في دول مسلمة معرفة مقدار القيمة المطلوبة إخراجها لزكاة الفطر في كل عام، لأداء السنة المؤكدة عن رسول الله- ﷺ-، سواء عن طريق دور الإفتاء أو وزارات الأوقاف الموجودة في تلك البلاد، ولكن ما الحال إذا كان المسلم مقيماً في بلد غير مسلم؟ يريد كل المسلمين دفع قيمة زكاة الفطر لما لها من فضل عظيم، ولأن الرسول – ﷺ-أكد عليها وأوجبها على كل المسلمين، فيا ترى كم مقدار زكاة الفطر في انجلترا، وقد قدر العلماء قيمة زكاة الفطر على المسلم في دولة غير مسلمة مثل إنجلترا بخمسة جنيهات إسترلينية.

كيف يتم حساب قيمة زكاة الفطر

عرفنا قيمة الزكاة الواجبة على كل مسلم في إنجلترا، ولكن في الأصل كيف يتم حساب قيمة زكاة الفطر؟ وهل يختلف من كل دولة إلى أخرى؟ في واقع الأمر أعلنت دار الإفتاء المصرية- وهي جهة ذات مصداقية كبيرة لما لها من تاريخ كبير في مجال الفتوى وكثرة علمائها الأفاضل- أن قيمة زكاة الفطر يتم حسابها بمقدار صاع من الطعام الذي يأكله غالبية المسلمين في البلد المراد حساب الزكاة فيها، ووزن ذلك الصاع من الطعام حوالي 2.04 كجم، الأمر الذي جعل دار الإفتاء المصرية حساب ذلك الوزن من القمح؛ لأن كل الشعب المصري يأكل الخبز، وهكذا يتم حساب قيمة زكاة الفطر باستخدام قيمة الطعام الأكثر انتشاراً في كل بلد على حد.

ما هو وقت إخراج زكاة الفطر

يذكر العلماء اختلافات بينية بسيطة بين آراء ومذاهب الأئمة الأربعة، وسنعرض لكم رأي كل مذهب فيهم ثم رأي دار الإفتاء المصرية في هذا الشأن فيما يلي.

رأي الحنفية

رأى الحنفية أن موعد زكاة الفطر واجبة بدخول فجر يوم العيد، فيوجب الحنفية إخراج زكاة الفطر بعد صلاة فجر أول أيام عيد الفطر.

رأي الشافعية

رأى الشافعية أن موعد إخراج زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من أيام شهر رمضان، أضاف الشافعية أنه لا وجود مانع شرعاً في تعجيل موعد إخراج زكاة الفطر قبل هذا الموعد، ويجوز إخراجها من أول أيام شهر رمضان الكريم، ولكن ليس من أول ليلة.

رأي الحنابلة

رأى الحنابلة كما رأي الشافعية أن موعد إخراج زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من أيام شهر رمضان، وأجاز الحنابلة إخراجها قبل وقتها بيومين استنادا إلى قول عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما- (كانوا يعطون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين)

رأي المالكية

رأى المالكية كما الحنابلة بجواز إخراج زكاة الفطر قبل وقتها- وهو غروب آخر يوم من أيام شهر رمضان- بيومين.

دار الإفتاء المصرية

أجازت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني إخراج زكاة الفطر من أول ليلة في شهر رمضان الكريم، وأوضحت أن موعد إخراجها مستمر حتى صباح يوم العيد.

حكم زكاة الفطر في الإسلام

• يرى الإمام ابن باز أن حكم إخراج زكاة الفطر هو أن إخراج زكاة الفطر فريضة على كل مسلم صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، استناداً إلى قول رسول الله- ﷺ- عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- (فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ.) (حديث صحيح)، ويجب على عائل الأسرة إخراج زكاة الفطر عن كل فرد في أسرته صغيراً وكبيراً وعلى زوجته ونفسه.
• اتفق حكم دار الإفتاء المصرية مع حكم ابن باز السابق ذكره. ولكن تختلف دار الإفتاء المصرية مع ابن باز في مقدار زكاة الفطر، فيرى ابن باز أن مقدارها ثلاثة كجم من طعام غالبية أهل الدولة، أما دار الإفتاء المصرية فحددتها بـ2.02 كجم، وقد اختلف ابن باز مع دار الإفتاء المصرية أيضاً في الكيفية التي يتم إخراج الزكاة عليها، فقد أجازت دار الإفتاء المصرية إخراج زكاة الفطر بما يعادل قيمتها مالاً، ولكن يرى ابن باز أنه يجب إخراجها طعاماً فقط.
• نهاية الأمر أن اختلاف آراء العلماء رحمة لنا من الله- ﷻ- فمن أراد الأخذ برأي أحدها دون الآخر، فقد صح عمله، والله أعلم.

أوجه إنفاق زكاة الفطر

حدد الله- ﷻ- الأوجه التي يستحق إخراج الزكاة والصدقات لها في قوله- تعالى- (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (سورة التوبة الآية: 60)، وسنعرض لكم تلك الأوجه الثمانية تفصيلاً فيما يلي.

الفقراء

وقد قدم الله- ﷻ- الفقراء، وجعلهم أول أوجه الإنفاق؛ لشدة حاجتهم من البقية، ويرى الجمهور من العلماء أن الفقير هو المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئاً،

المساكين

جعل الله- ﷻ- للمساكين من الصدقات والزكاة نصيب، فجعلها ثاني أوجه الإنفاق، وقد وضح رسول الله- ﷺ- المسكين بقوله عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: ليسَ المِسْكِينُ بهذا الطَّوَّافِ الذي يَطُوفُ علَى النَّاسِ، فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ قالوا، فَما المِسْكِينُ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: الذي لا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ له، فيُتَصَدَّقَ عليه، وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ شيئًا.) (حديث صحيح)

العاملون عليها

هم الجباة والسعاة الذين يعملون على جمع الصدقات، فهم يستحقون منها قسطاً على عملهم هذا. إلا لو كان العامل عليها من آل النبي، فهو محرم عليه الصدقة، فقد كرم الله- ﷻ- كرم نبيه محمد- ﷺ- وأهل بيته ألا يقبلوا الصدقات أبدا، وهذا كما في قول رسول الله- ﷺ- (إنَّ هذِه الصَّدَقاتِ إنَّما هي أوْساخُ النَّاسِ، وإنَّها لا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، ولا لِآلِ مُحَمَّدٍ) (حديث صحيح).

المؤلفة قلوبهم

المؤلفة قلوبهم هم عدة أقسام، وسنذكرها لكم فيما يلي.

1. من يعطى له الصدقات ليدخل الإسلام: كما فعل الرسول- ﷺ- مع صفوان بن أمية- رضي الله عنه- فقد ذكر صفوان أن الرسول- ﷺ- كان يعطيه من غنائم غزوة حنين، وقد شهدها صفوان بن أمية مشركاً، حتى أحب صفوان ين أمية الرسول-ﷺ-، وذكر في ذلك عن صفوان بن أمية قوله: (أَعْطاني رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يومَ حُنَينَ، وإنَّه لأَبْغضُ النَّاسِ إليَّ، فمَا زالَ يَعْطيني حتَّى صارَ، وإنَّه لأَحَبُّ النَّاسِ إليَّ) (حديث صحيح)
2. من يعطى له الصدقات ليحسن إسلامهويثبت قلبه: كما فعل رسول الله- ﷺ- في غزوة حنين أيضاً، فقد أعطى رسول الله- ﷺ- مجموعة من صناديد الطلقاء وأشرافهم مائة من الإبل، وقال رسول الله- ﷺ-: (إنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ، وغَيْرُهُ أحَبُّ إلَيَّ منه، مَخافَةَ أنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ في النَّارِ) (حديث صحيح)
3. من يعطى له الصدقات لمن يرجى إسلام نظرائه.

ولكن في قسم المؤلفة قلوبهم أولئك خلاف على هل يجوز التصدق على هذا الوجه بعد رسول الله- ﷺ- فهناك من رأى جوازها ومنهم من رأى المنع فلا حاجة لها في يومنا.

الرقاب

تحرير الرقاب هو شراء العبد وتحريره وجعله حراً، وقد رأى أحمد بن حنبل في هذا الوجه أن الرقاب أعم من أن هذا.

الغارمون

منهم من تحمل حمالة أو ضمن ديناً فلزمه، ولم يستطع سداده بماله، أو غرم في أداء دينه أو في معصية ثم تاب، فعن قبيصة بن مخارق- رضي الله عنه- قال: (تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً، فأتَيْتُ رَسولَ اللهِ- ﷺ- أسْأَلُهُ فيها، فقالَ: أقِمْ حتَّى تَأْتِيَنا الصَّدَقَةُ، فَنَأْمُرَ لكَ بها، قالَ: ثُمَّ قالَ: يا قَبِيصَةُ، إنَّ المَسْأَلَةَ لا تَحِلُّ إلَّا لأَحَدِ ثَلاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَها، ثُمَّ يُمْسِكُ، ورَجُلٌ أصابَتْهُ جائِحَةٌ اجْتاحَتْ مالَهُ، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَ قِوامًا مِن عَيْشٍ -أوْ قالَ: سِدادًا مِن عَيْشٍ- ورَجُلٌ أصابَتْهُ فاقَةٌ حتَّى يَقُومَ ثَلاثَةٌ مِن ذَوِي الحِجا مِن قَوْمِهِ) (حديث صحيح)

في سبيل الله

هم الغزاة الذين لا حق لهم في الديوان.

ابن السبيل

المسافر المجتاز في بلد ليس معه شيء يعينه على سفره، فيعطى من الصدقات ما يكفي إلى أن يصل إلى بيته،وإن كان معه مال، ولكن غير كافي ليصل إلى بلده، وكذلك من أراد السفر وليس معه مالاً.