‘);
}

الضغط المرتفع

يُعتبر القلب العضو المسؤول عن ضخ الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة، ليقوم بتزويدها بحاجتها من الأكسجين والطاقة، وإنّ جريان الدم في الأوعية الدموية خلال قيامه بمهمة إيصال الدم إلى مختلف أجزاء الجسم يعمل على إحداث ضغط أو قوة دافعة على جدران هذه الأوعية، وإنّ هذه القوة هي ما يُولّد ما يُعرف بضغط الدم، وفي الحقيقة هناك قيم طبيعية ومثالية لهذا الضغط، وإنّ تجاوز هذه القيم يتسبب بإحداث المزيد من الجهد على القلب والشرايين، وهذا ما يُعرّض المصاب لمشاكل واضطرابات، وتُعرف مثل هذه الحالة بالضغط المرتفع (بالإنجليزية: High Blood Pressure)، وتجدر الإشارة إلى أنّ قراءات ضغط الدم تُكتب على شكل بسط على مقام، فأمّا البسط فيمثل ضغط الدم الانقباضي (بالإنجليزية: Systolic Blood Pressure) وهو أعلى قيمة ضغطٍ يُحدثها الدم على جدران الأوعية الدموية عند انقباض عضلة القلب، وأمّا المقام فيُمثل ضغط الدم الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic Blood Pressure) وهو أدنى قيمة ضغطٍ يُحدثها الدم على جدران الأوعية الدموية عند انبساط القلب بين النبضة والأخرى، وتجدر الإشارة إلى مرض الضغط المرتفع يُعدّ مرضاً مزمناً، أي أنّه غالباً ما يُرافق المصاب طول حياته، ويمكن تقسيم هذا المرض إلى نوعين أساسيين، أمّا النوع الأول فيُعرف بارتفاع ضغط الدم الأولي (بالإنجليزية: Primary Hypertension)، وأمّّا النوع الثاني فيُعرف بمرض ارتفاع ضغط الدم الثانوي (بالإنجليزية: Secondary Hypertension)، وإنّ الفرق بين هذين النوعين يأتي على صعيد المُسبّب، إذ إنّ حالات ارتفاع ضغط الدم الأوليّ لا تُعزى لسبب واضح، ولا تتطور بشكل مفاجئ، وإنّما بشكل تدريجي مع مرور الوقت وتلعب العوامل الوراثية دوراً جلياً في ظهورها، وأمّا النوع الثانويّ فهو الذي يتمثل بحدوث ارتفاع في مستويات ضغط الدم نتيجة وجود عامل محدد أو سبب مباشر واضح.[١][٢]

كيفية معرفة الضغط المرتفع

أعراض وعلامات الضغط المرتفع

تكمن مشكلة الإصابة بمرض الضغط المرتفع بشكلٍ أساسيّ بعدم معرفة الإصابة به في كثير من الحالات، إذ إنّ ما يُقارب ثلث المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم لا يُدركون إصابتهم به، ويمكن تفسير ذلك بأنّ مرض الضغط المرتفع غالباً لا يُرافق الإصابة به ظهور أيّة أعراض أو علامات، ولهذا فإنّ كثيراً من المصابين يُشخَّصون به عن طريق المصادفة، ومن هنا يجدر القول إنّ الفحص الدوري لضغط الدم أمر لا بد منه للاطمئنان على الصحة العامة. وفي حال ظهور بعض الأعراض أو العلامات، فإنّها غالباً ما تدلّ على ارتفاع شديد في مستويات ضغط الدم، وعادة ما تتمثل بما يأتي:[٣]