‘);
}

العقل الباطن

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وميزه عن سائر المخلوقات بالعقل، وجعل له القدرة على اتخاذ القرارات وتمييز الأشياء، والقيام بكل ما يحتاج من تفكيرٍ وتخاطب مع الآخرين، ومن حكمة الله سبحانه وتعالى، أن جعل عقلاً ظاهرياً وعقلاً باطنياً، والعقل الباطن هو مركز انفعالات الإنسان، ومركز خروج العواطف وتخزينها، وهو المركز الذي تخزن به الذكريات، وهو بمثابة أرشيف لكلّ ما يتخلص منه العقل الظاهر ويخفيه، مثل ذكريات الطفولة القديمة جداً، وهو يحتفظ بكل الأشياء التي يعتبرها العقل الظاهري غير مهمة، وللعقل الباطن تأثير غير مباشر على العقل الظاهر، وردود أفعال الإنسان وتصرفاته، وهو يُسمى أيضاً “العقل اللاواعي”؛ لأنه يُحرك الذكريات القديمة، ويوجه تصرفات الإنسان، ويتحكّم بمشاعره، وتصرفاته، دون وعيٍ منه بأنّ العقل الباطن هو الذي يرشده.[١]

يعتمد مخزون العقل الباطن، على السلوكيات والتصرفات، التي يتلقاها الإنسان ويتعلمها من غيره من الناس، ويكتسب شخصيته الأساسية من هذه الأشياء التي يخزنها العقل الباطن، ويمرّ العقل الباطن بحالات من الخمول وحالات من النشاط أيضاً، ويعتمد نشاطه وخموله على الإنسان نفسه، فهو يستجيب لأيّ أفكار إيجابية أو سلبية يتم توجيهها له، والجدير بالذكر؛ أنّ العقل الباطن يعمل دون توقفٍ، أثناء الصحو وأثناء النوم، وعليه تعتمد الروح المعنوية العالية أو الروح المعنوية المنخفضة، بناءً على البرمجة التي يرسلها إليه العقل الظاهري، والذاكرة.[١]