كيف أتعامل مع موهبة طفلي؟
}
الطفل الموهوب
يتميَّز كل طفلٍ بصورةٍ مختلفة عن أقرانه، وهذا يوجب على الأهل الإيمان بقدرات ومهارات طفلهم إلى أقصى حدّ، وعدم وضعه في حيز المقارنة مع الغير، فرؤية الأبناء أشخاصًا سعداء وناجحين في حياتهم، تُعتبر واحدة من أمنيات كل أبٍ وأم، وقد يظن البعض أن النجاح محصورًا بالتفوق الدراسي، ولكن عندما ننظر حولنا، نلاحظ أن الكثير من الأشخاص لم يحققوا تفوقًا دراسيًّا يُذكر، ولكنَّهم على الرغم من ذلك قد وظّفوا مواهبهم في مكانها المناسب، ولمع صيتهم فيها، وهنا تكمن أهمية اكتشاف مواهب الطفل، ودور الأهل في تنميتها.
يتمتع الطفل أحيانًا بقدرات عقليَّة متفوقة، أو مهارات عالية في مجالٍ معيّن؛ في الرياضة مثلًا، أو في المعرفة، ويُطلق عليه حينئذٍ وصف الموهوب، وفي الحقيقة، يعدّ تحديد موهبة الطفل واحدًا من الواجبات المُلقاه على عاتق الأهل، وربما تشارك بعض المدارس أيضًا في تقييم موهبة الطفل باستخدام مقاييس وأُسُس عِدّة، والتي قد تتضمن اختبار القدرات اللفظية، والحسابيَّة، والتفكير المرئي، والموهبة الموسيقية.[١]
‘);
}
كيف أكتشف موهبة طفلي؟
قد يواجه الأهل صعوبةً في اكتشاف مواهب الأطفال، وعلى الرغم من ذلك، يوجد مجموعه من الاستراتيجيات والطرق السليمة التي يُمكن اللجوء إليها لاكتشاف موهبة الطفل، ومن هذه الطرق نذكر الآتي:[٢]
- مراقبة ميول الطفل: قد يُظهِر بعض الأطفال اهتمامًا بأمور معينة تُشير إلى ميولهم ومواهبهم، فعلى سبيل المثال، قد يدلّ اهتمام الطفل بعلبة الألوان على امتلاكه موهبة الرسم، فالأطفال يتبعون مواهبهم بشكلٍ غريزي، ولا يمكنهم اكتشاف الموهبة وحدهم.
- توفير الفرصة: تحتاج بعض المواهب إلى الاهتمام لإبرازها، وقد تكون عرضةً للاختفاء في حالة عدم تطويرها، لذلك يمكن تسجيل الطفل وإشراكه في نشاطاتٍ، وألعاب، ومهارات متنوعة، والتي تعتبر من أكثر الطرق فاعلية في المُساعدة على اكتشاف مواهب الطفل وقدراته، وخلال ممارسة الطفل لأي نشاط، يجب تتبّع أسلوبه ومراقبته عن كثب، وكمثال على ذلك، يمكن مساعدة الطفل الذي يُظهِر شغفًا بالأصوات والإيقاع، بتوفير الطبول له، وتركه ليبدأ بقرعها وتشجيعه.
- استخدام أسلوب التعزيز: يمكن للوالدين إظهار الفخر بقدرات الطفل ومهاراته، ومشاركته في تطويرها، وإظهار هذا الجانب لديه وعرضه على الأقارب والأصدقاء، والاستعانة بالمعلمين والأساتذة في المدرسة لاستثمار مواهب الطفل في التعليم، وإشراكه في الدورات والمسابقات التي تُقام في المدرسة.
- تسجيل سلوكيات الطفل: وهي من طرق تحديد مواهب الطفل والكشف عنها، وفيها يقوم الأبوين بتدوين ملاحظات حول أيْ علامات للتقدم والإنجاز في المجالات المختلفة، وطبيعة الأسئلة التي يطرحها الطفل، وآراء المدرسين أو المربين حول الطفل.[٣]
- مراقبة نتائج الطفل في المدرسة: ربما يساعد ذلك على ملاحظة مهاراته في مادّة الرياضيات، أو الأدب، فارتفاع علاماته في هذه المواد قد يساعد في الكشف عن موهبة الطفل.[٣]
كيف أتعامل مع موهبة طفلي؟
تعتبر موهبة الطفل واحدة من الأمور التي يتميّز بها عن أقرانه، وقد تختفي هذه الموهبة بسهولة إذا لم يتمّ التعامل معها بطريقةٍ مناسبة، فعلى سبيل المثال، قد يمتلك الطفل موهبةً موسيقية بالفطرة، غير أنَّه لن يتمكَّن من العزف على الآلات الموسيقيَّة دون تطوير هذا الجانب لديه.[٤]
ويجدر الذكر بأنَّ مواهب الأطفال غالبًا ما تبرز في عمر الست سنوات، لكنها قد تظهر أحيانًا في وقتٍ لاحق من عمر الطفل، وقد يُساهم في تطوِّرها دخوله المدرسة، ومشاركته في الأنشطة، وتوفير الفرص التعليميَّة، والتحفيز، [٤] لذا، يتوجَّب على الأهل التعامل مع الموهبة بطريقةٍ مناسبة، وفي الآتي مجموعه من النصائح المتعلقة بذلك:[٥]
- إشراك الطفل في أفكار ومجالات جديدة تحفّز دافع التعلّم لديه: فقد يكون لدى الطفل شغفٌ حقيقيّ بالموسيقى، ولكنه لم يحظى الفرصة لاكتشافها وتطويرها، ويُمكن تحقيق ذلك عن طريق إشراكه في البرامج التعلّمية والمجتمعية، التي توفِّر فرصة لتعلم الموسيقى، أو أيٍّ من المهارات الأخرى؛ كالرقص والجمباز.
- تطوير موهبة الطفل: والوقوف على اهتماماته، وتنميتها، فمثلًا، فإذا كان الطفل يُبدي اهتمامًا تجاه الديناصورات، لا بدّ من توفير الكتب التي تُعطي معلومات خاصَّة بالديناصورات، وأخذه إلى متاحف التاريخ الطبيعي لرؤية أشكال الديناصورات المعروضة، أمَّا إذا كان يُظهر شغفًا بالموسيقى، يمكن عندها شراء الألعاب اللازمة لذلك، وتوفير حصص موسيقيَّة تساعده على تطوير موهبته.
- تعليم الطفل على إدراة وتنظيم الوقت: يواجه بعض الأطفال الموهوبين مشاكل عدّة عند دخولهم المدرسة، ومحاولتهم الموازنة بين الدراسة وموهبتهم، لذا، لا بدّ من تعليمهم طرق وأساليب لتنظيم الوقت، وكيفية وضع جدولٍ زمني لتنظيم الوقت.
- تحويل واجبات الطفل المدرسية إلى ألعابٍ إبداعية: يمكن إدخال التحدي في مرحلة القيام بالواجبات المدرسية، كالتسابق معه، ممَّا يعلّمه السرعة في الإنجاز، مع تقليل الأخطاء.
- مدح الطفل ومكافأته على مجهوداته: يساعد المدح وتقدير جهود الطفل في نجاحه، ومساعدته على التعلّم، وتحفيزه لتطوير موهبته.
علامات الطفل الموهوب
تختلف المواهب من طفلٍ لآخر، فلا يمكن أن يتفوق اثنان من الطلبة بالطريقة ذاتها، إذْ يُلاحِظ الآباء والمعلمون عِدة علاماتٍ على الطفل الموهوب، منها ما يأتي:[٦]
- حب التواصل مع الأطفال الأكبر سنًا أو البالغين: يفضِّل بعض الأطفال الموهوبين التحدّث مع الأكبر سنًّا، كأنْ يتواصل الطفل ذو الأربع سنوات وينسجم بصورة أفضل بالتعامل مع طفل بعمر ست سنوات، مقارنةً بتواصله مع أقرانه.
- التطوّر وسرعة التعلّم: قد تكون سرعة التعلّم واحدة من علامات الطفل الموهوب، وربما نجد أيضًا أنَّ الطفل الموهوب يقوم بتعلم الأشياء بنفسه، كأنْ يتعلَّم القراءة في سنٍّ مبكّرة، ومن جانبٍ آخر، يظهر تطور الطفل وسرعة تعلمه أحيانًا في جانب المهارات الجسديّة، كتفوقه في ممارسة بعض الألعاب الرياضية، كرياضة الجمباز مثلًا.
- التعلم بصورة مختلفة مقارنةً بأقرانه: فغالبًا ما يُظهِر الأطفال الموهوبين فضول وشغف لمعرفة ما يدور حولهم في هذا العالم، ويكثر طرحهم للأسئلة، وقد يتجاوز فضوله نطاق الدرس والمواضيع البسيطة، ولا يكتفي بالمعرفة التي تقدمها له البيئة المدرسية، كما يتميز الطفل الموهوب بالإبداع وسعة الخيال، والتركيز على المهام، وحفظ الأشياء بسرعة.
المراجع
- ↑“Gifted child”, www.britannica.com, Retrieved 2020-09-20. Edited.
- ↑“Ways to Spot and Nurture Talent In Your Child”, childdevelopmentinfo.com, Retrieved 2020-09-20. Edited.
- ^أب“Identification of gifted and talented children”, raisingchildren, Retrieved 2020-10-25. Edited.
- ^أب“About gifted and talented children and teenagers”, raisingchildren.net.au, Retrieved 2020-09-20. Edited.
- ↑“How to Motivate Your Gifted Child”, www.verywellfamily.com, Retrieved 2020-09-20. Edited.
- ↑“About gifted and talented children and teenagers”, raisingchildren.net.au, Retrieved 2020-10-24. Edited.