‘);
}

كيف أثبت ايماني

يُعَّد الالتزام بأركان الإيمان الستّة أساساً للاستقامة، وكلّما زاد الإيمان زادت الاستقامة، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)،[١] وقد قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ)،[٢] الذي فُسِّر بنفس معنى الآية الكريمة وهو أنَّ الذين آمنوا ووحدوا الله -سبحانه وتعالى- هم الذين استطاعوا بعد ذلك أن يستقيموا على طاعته ولم يحيدوا أو يخرجوا عنها وهم الأفضل حالاً والأكمل بشارةً من غيرهم،[٣] ومن العوامل التي تساعد على الثبات على الدين ما يأتي:[٤]

  • الالتزام بما جاء في القرآن الكريم والسُنَّة النبويَّة: يدلّ على ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ترَكْتُ فيكم أَمرينِ، لَن تضلُّوا ما تمسَّكتُمْ بِهِما: كتابَ اللَّهِ وسنَّةَ رسولِهِ)،[٥] ويشمل ذلك التمسّك بسنّة الخلفاء الراشدين والسلف الصالحين، وترك الضلالات والبِدَع المُحدَثات؛ كالتعبّد بالخُرافات والتَوَسُّل بالأموات.
  • المداومة على الطاعة وإن قلَّت: يعدّ ذلك من وعود الله -تعالى- لعباده المؤمنين بتثبيتهم على فعل الطاعات وترك المُحرَّمات لأنّ ذلك يحتاج إلى مجاهدة النفس وترويضها، وقد جاء في هذا المعنى العديد من الآيات الكريمة، ومنها قوله -تعالى-: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ)،[٦] وقد حثَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم-المسلمين على المداومة على الطاعة حتى وإن قلَّت في قوله: (أحَبُّ الأعْمالِ إلى اللهِ تَعالَى أدْوَمُها، وإنْ قَلَّ).[٧]
  • الدعاء والإلحاح على الله -تعالى- في طلب الهداية والثبات: يدعو المؤمن الله -تعالى- بكلّ طاقته ووقته؛ لأنَّ القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يُقَّلبها كيف يشاء إمَّا إلى هداية وإمَّا إلى غواية، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ، فمَن شاءَ أقامَ، ومن شاءَ أزاغَ).[٨]
  • التفكر في الكون: يساعد التفكّر في الكون على تثبيت الإيمان في قلب الشخص؛ لأنَّ التأمّل في آيات الله من شجر وزهر، ونهر، وسماء، وكل شيء في الكون يدلّ على وحدانية الله -تعالى- ومن ذلك قوله: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٩][١٠]
  • التفكر في آيات القرآن الكريم: يزيد التفكّر في آيات القرآن وتدبّرها والخشوع عند تلاوتها من إيمان المسلم ويُرشده إلى التوجيه الرباني والمحمديّ ويبعده عن التوجيه الشيطاني، قال -تعالى-: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).[١١][١٠]
  • اتّباع سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يكون ذلك في جميع الأمور الظاهرة والباطنة كاللبس والجلوس والأكل، قال -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا)،[١٢] وذلك أنَّ من لوازم التوحيد اّتباع سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وهذا ممّا يُثَّبت المسلم على إيمانه.[١٠]
  • الابتعاد عن المعاصي وترك جميع الذنوب: يكون ذلك بترك الصغائر والكبائر من الذنوب، ومصادقة الصالحين والابتعاد عن رفقاء السوء.[١٣]
  • الإكثار من ذكر الله -تعالى-: يقول ابن عباس: “الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها ، وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس”.[١٤]
  • الصبر على تنفيذ أوامر الله -تعالى-: يبيّن ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ من ورائِكم أيامَ الصبرِ، الصبرُ فيه مِثلُ قَبضٍ على الجمرِ، للعاملِ فيهم مِثلُ أجرِ خمسينَ رجُلًا يعمَلونَ مِثلَ عمَلِه. وزادَني غيرُه: قال: يا رسولَ اللهِ: أجرُ خمسينَ منهم؟ قال: أجرُ خمسينَ منكم).[١٥][١٤]
  • الابتعاد عن الفتن ماظهر منها وما بطن: يكون ذلك بسؤال الله -تعالى- أن يُبعد المؤمن عنها، وأن يحرص المؤمن على الابتعاد عنها وعن جميع أسبابها؛ ليصفو قلبه ويتذوق حلاوة الإيمان، وأن يراقب أوامر الله -تعالى- في أفعاله وأقواله ويحفظها فيحفظه الله كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ).[١٦][١٤]
  • المداومة على قراءة ورد من القرآن الكريم: يكون ذلك بعدم تركه مهما حصل، وأن يقرأه المسلم بتدبّر وفهم، وورد آخر من السنّة النبويّة حتى لو كان حديثاً واحداً في كلّ يوم.[١٧]