‘);
}

أصل الفتور في العلاقة مع الله

قد يصيب المؤمن في علاقته مع ربه فتور يطول أو يقصر، وهذا حال طبيعي تمرّ فيه النفس، وقد قال فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ الإيمان ليخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُم كَما يَخلَقُ الثّوب، فاسألُوا اللهَ -تعالَى- أنْ يُجَدِّدَ الإيمان في قُلوبكم)،[١]
فإذا كان الإيمان يبلى فإنّ المؤمن ولا شكّ يحتاج إصلاح، وتجديد الإيمان، والعلاقة مع الله تعالى، وإذا ذُكر ضعف الإيمان، ورقّته فإنّ أول الأسباب لذلك إتيان المعاصي والمحرّمات، فإنّها إذا تكررت مراراً وأصر المسلم عليها جعلت القلب قاسياً أحاطه حجاب يمعنه من إبصار نور الله، وقد قيل أنّ كما للخمر سكرةٌ تغشى العقل وتذهبه، فإنّ للمعاصي سكرةً تغشى القلوب وتذهب بيقظتها، وحضورها وتدعها في غفلة عن الله -تعالى- وطاعته، ولأنّ القلب هو محل الإيمان، ومنطلقه كانت المعاصي تؤثر بشكل مباشر على الإيمان والقرب من الله عز وجل.[٢]

وكما أنّ للمعاصي الدور الأكبر في فتور النفس وضعف الإيمان، فإنّ هناك سبب آخر هو التكاسل والتفريط في السُنن، فضلاً عن التقصير في الفرائض، ولقد اعتبر العلماء التقصير في السنن من علامات نقص الدين، وإنّ من تركها استخفافاً بها وبفضلها فإنّ ذلك من علامات الفسوق، فالنوافل هي التي تجبر الفرائض إن كان فيها نقص، وفي الحديث عن النبي -عليه السلام- أن الله -تعالى- يقول يوم القيامة: (انظُروا هل لعبدي تطوُّعٍ؟ فإن وُجِدَ لهُ تطوُّعٌ تمَّتِ الفريضةُ منَ التَّطوُّعِ)،[٣] ولذلك عُدّ التقصير في النوفل باباً للتقصير في الفرائض فيما بعد.[٢]