‘);
}

الشريعة الإسلاميّة

إن ما يُميز الشريعة الإسلامية أنَّها مُتوافقة مع العقل والعلم، فلم تأمر الشريعة بشيء يخالف العقل، والمنطق السليم في تفاصيلها، مع إنَّ العقل البشري لا يُمكنه الإحاطة بالحكمة من شرع الله -تعالى- لبعض الأُمور ونهيه عن بعضها، ومن ناحية العلم فقد جاءت نصوص الشريعة والوحي تؤكّد على أهميّة العلم في حياة الناس، ويعدُّ العقل الملكة التي تميَّز بها الإنسان عن باقي المخلوقات من ناحية التفكير والسلوك، وتتباين هذه الملكة من شخصٍ لآخر، ويكون التمييز بين العاقل وفاقد العقل على أساسه سواء أكان هذا الفقد كلياً أو جزئياً، وقد تناولت العديد من الفلسفات مفهوم العقل، فمنهم من منح العقل السلطة المُطلقة، ومنهم من نحّى بالعقل منحىً بعيداً عن مفهوم الحياة، فجاء الإسلام الذي أعلى من مكانة العقل الذي لولاه ما فُهِمت نصوص النقل، ويعرف العقل في اللغة بأنّه العلم بِصفاتِ الأشياء من حيث الحُسن والقبح، والكمال والنقص، أو العلم ُبخيرِ الخيرين وشر الشرَّين.[١]

أمَّا عن مكانة العقل عند من أدرك بأنَّه وُجد لفهم أحكام الشريعة، يقول ابن الجوزي رحمه الله: “فإنّ أعظم النعم على الإنسان العقل، لأنّه الآلة في معرفة الإله سبحانه، والسبب الذي يتوصل به إلى تصديق الرسل”، فيوصف الشرع كالشمس، أمَّا العقل فهو كالعين، فإن فُتحت العين وكانت سليمة استطاعت أن ترى الشمس، ويُقسِّم العلّامة الشوكاني -رحمه الله- العقل إلى عقلين وهما: عقل غريزي، وعقل مُكتسب، والغريزي هو المُقدَّرات العقلية من فهمٍ وإدراكٍ وهو مناط التكليف، فمن لا يملك العقل لا يُكلَّف.[١]