كيف تجد الحافز لتحقيق أهدافك بعد تعرضك لانتكاسة؟

نحن نقضي الكثير من حياتنا في عمل نعتقد أنَّ علينا القيام به، بدلاً من الاهتمام بالطريقة التي نرغب في أن نظهر بها ونقضي وقتنا حقاً، والحقيقة هي أنَّ أفكارنا حول معنى أن نعيش حياةً ناجحة قد تشكَّلَت بفعل تأثيراتٍ خارجية كالعائلة والأصدقاء والبيئة من حولنا. فكيف نجد الحافز لتحقيق أهدافنا بعد تعرضنا لانتكاسة. هذا محور مقالتنا فتابعوا معنا.

Share your love

قبل أن تبذل جهداً كبيراً لتحقيق هدفك، عليك أن تتأكد من أنَّ الهدف الذي تضعه يتماشى مع رؤيتك لحياةٍ ناجحة، فمعرفة كيف تريد أن تقضي وقتك بالضبط هو المفتاح لعيش حياة مثالية، ومع وضوح ما تعمل على تحقيقه، فقد حان الوقت للعمل على تحقيق أهدافك، ولكن ستواجهك نكسات كثيرة خلال ذلك، فالحياة لا تسير كما هو مخططٌ لها دائماً، وستواجه في طريقك ظروفاً خارجية ستبعدك عن مسارك.

أنت تملك الخيار دائماً عندما تواجهك انتكاسةٌ ما، فإما أن تتأثر فيها وتبقى عالقاً في مكانك، أو تستطيع الاستفادة منها كحافز للعمل بجدٍ أكبر، فالمسألة هي أنَّ المشاعر والعواطف هي التي تتحكم بالشخص في أثناء الانتكاسات وتمنع الباحثين عن النجاح من المضي قدماً نحو أهدافهم.

يصبح السؤال عندها، كيف يمكنك تحقيق هدفك بعد تعرُّضك لانتكاسة؟ إذا كنتَ تنوي النهوض وتحقيق أهدافك، فسوف تحتاج إلى الحافز للقيام بذلك، فالحافز هو الوقود الذي يحرك عجلة مسيرتك نحو هدفك.

إليك فيما يلي كيفية العثور على الحافز لتحقيق أهدافك بعد التعرض لانتكاسة:

1. تفعيل وضع الصامت في الأجهزة الإلكترونية والدخول في حالة تأمل:

يمكن أن يكون التشتيت الذي يسببه الإنترنت والتكنولوجيا مربكاً في بعض الأحيان؛ حيث تتصاعد المشاعر في أثناء النكسات، ويزيد الاستخدام المستمر لهاتفك الذكي من حالة الإحباط، وعندما لا تسير الأمور على ما يرام، فإنَّ أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها هي تجنب الضوضاء وتفعيل وضع الصامت في الأجهزة الإلكترونية ومنح نفسك بعض الوقت للتنفس؛ إذ يجب أن تأخذ بعض الوقت لاستثمار الهدوء لتجميع أفكارك ومعالجة ما يجب أن يحدث بعد ذلك.

فكِّر كيف ستكون الحياة بمجرد تحقيق هذه الأهداف، وضَع صورةً في ذهنك ودَع الحلم يُهدِّئ من غضبك، فأنت تعمل لتحقيق هذه الأهداف لسببٍ ما، وهذا السبب يجب أن يكون من أولويات تفكيرك.

2. التعامل مع مشاعرك والتحدث عما تشعر به مع شخص تثق به:

سيؤدي التمسك بالإحباط والغضب الذي تشعر به إلى لحظة ينفجر فيها كل ما هو بداخلك، فلا أحد يرغب في مواجهة الظروف الصعبة وجهاً لوجه، ولكنَّ ذلك هو أحد مفاتيح النجاح، فمن أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها، التعامل مع مشاعرك بصدق، فكل مشاعرك وعواطفك صحيحة؛ لذا لا ينبغي أن تتجاهل ما تشعر به أو السماح له بأن يتفاقم في ذهنك.

استمتِع ببعض الهدوء لدى مرورك بانتكاسة وادخل في حالة من التأمل، فبعد القيام بذلك سيحين وقت التعامل مع هذه المشاعر والاعتراف بها، وابحث في جوهر المشكلة وكن صريحاً مع نفسك بشأن كل ما يزعجك.

من المفيد أن يكون لديك مساحة للتنفس والتعبير عما بداخلك، سواء كانت عائلتك أم أصدقاءك، فالقدرة على التحدث عن ذلك علانيةً ستساعدك على التعافي، فتعامل مع هذه المشاعر واحصل على الدعم الذي تحتاج إليه، فهو المفتاح للنهوض بعد الانتكاسة.

3. قضاء اللحظات الأولى من كل صباح مع نفسك:

إنَّ أفضل طريقة للتغلب على النكسات هي من خلال تحسين ذاتك، فقضاء كل صباح للاهتمام بنفسك طريقة رائعة لتنمِّي ذاتك؛ مما يقوي قدرتك على التعامل مع الأوقات الصعبة.

حوِّل تركيزك إلى الأشياء التي تساعدك على صرف انتباهك بعيداً عن الانتكاسة والإحباط، فعندما تجعل نفسك أولويةً يمكنك تحقيق المزيد من الأهداف، فإعطاء الأولوية لذاتك يمنحك الطاقة اللازمة للعمل على أهدافك.

استثمِر هدوء الصباح لقراءة الكتب التي تلهمك، ومشاهدة مقاطع الفيديو التي تحفزك وتعلِّمك، والاستماع لمدوناتٍ صوتية تساعدك على فهم شيء جديد، حتى إنَّ قيامك بحركات جسدية يساعدك أيضاً على التخلص من الإحباط، فاستخدِم الساعات الأولى من يومك للعمل على نفسك، وسيكون لديك القوة الذهنية التي تحتاج إليها للتعامل مع النكسات، وستحرز تقدُّماً كبيراً نحو أهدافك.

شاهد بالفديو: 12 عادة لتعزيز القوة الذهنية

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/Z_5WGQ-xOew?rel=0&hd=0″]

4. التركيز على العادات الصحية للتحسين الذاتي:

عاداتك هي مفتاح النمو المستدام، فتحديد عدد من العادات الصحية هو الطريقة التي ستعزز من خلالها طريقة تفكيرك للتغلب على النكسات، والبدء يومياً بالعمل على نفسك هو الطريقة لبناء عادات صحية تجعلك أقوى.

يعني تحديد الأولويات الذاتية أنَّك تركز تركيزاً كبيراً على العادات التي تقوي ذهنك، وستكون بذلك قادراً على تحمُّل المشاعر والعواطف المحبِطة التي تنتج عن النكسات؛ ذلك لأنَّك سوف تكون قد كيَّفتَ عاداتك لتجعلك أقوى.

قيِّم الجوانب الهامة في حياتك والتي ترغب في إجراء تحولات فيها، وفكِّر في أهدافك في كل جانب من هذه الجوانب وما يتطلبه الأمر لتحقيقها، فعليك أن تدرك أنَّه عندما تعزز هذه الجوانب، ستحصل على الأدوات الضرورية للتعامل مع آثار أيَّة انتكاسة.

5. البحث عن محتوى ملهم وقصص عن النجاح:

إنَّ مصادر الإلهام هي واحدة من أفضل الطرائق للعثور على الحافز لتحقيق أهدافك بعد الانتكاسة، ولحسن الحظ، يسهل الوصول إلى المعلومات والمحتوى في عصر المعلومات الجديد، وذلك من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو، والاستماع للملفات الصوتية أو قراءة المحتوى المكتوب الذي يحفزك ويعلِّمك ما قد يساعد على تحقيق أهدافك.

لقد ذكرنا آنفاً أهمية اتخاذ عادات صحية، ولعلَّ واحدة من أفضل هذه العادات هي أن يكون لديك مصادر إلهام تتطلع إليها باستمرار، كقادة تتبعهم وتتعلم منهم وتقتدي بنجاحهم، فأنت تحتاج إلى الاستفادة من مصادر الإلهام هذه بعد التعرض لانتكاسة، فاستخدِم وقت التحسين الذاتي الخاص بك لإيجاد مصادر إلهام جديدة وابحث عن قصص نجاحات، فكلما عززتَ هذه العادة، زادت قدرتك على الاستفادة من هذا المصدر في أثناء الانتكاسة. 

تأكَّد من وجود مصادر محتوى خاصة بأولئك الذين حققوا أحلامهم، فالهدف من ذلك ليس إيجاد محتوى يبدو جيداً؛ بل العثور على قصص نجاح حقيقية، ولا تغرنَّك الصور المزيفة للنجاح؛ لأنَّ ذلك يمكن أن يساهم أيضاً في تفاقم انتكاساتك.

6. استثمار الانتكاسة لتحقيق هدفك:

تحقق أهدافك عندما يغمرك الشغف والرغبة في تحقيق المزيد في حياتك، فبينما ينظر بعضهم إلى النكسات على أنَّها نهاية الأهداف، يمكنك عَدُّها مصدر إلهام للعمل بجد أكبر، ويمكنك أن تكسب الدوافع بأيَّة طريقة تريدها، فالتعامل مع الانتكاسة يمكن أن يكون محفزاً للنهوض مجدداً.

فعلى الرغم من أنَّك لا تتحكم دائماً بظروف الحياة، إلا أنَّه يمكنك التحكم باستجابتك لتلك الظروف، فأنت تحقق أهدافك بالعمل الجاد، وذلك عبر الاقتراب منه خطوة بخطوة، وتعني النكسات أنَّ هناك شيئاً يحتاج إلى تحسين في مشوار حياتك، وعليك أن تنظر إليها على أنَّها دروس تحفزك على مواصلة المسير.

7. العمل خطوةً بخطوة لتحقيق الهدف:

نحن نفكر في الصورة الكبيرة للأمور عندما نسعى إلى تحقيق أهدافنا؛ حيث ننظر إلى الوجهة النهائية والطريق الطويل للوصول إليها، وذلك يمكن أن يكون محبطاً، ويأتي الدافع لتحقيق أهدافك من التقدم الذي تحرزه، ففي أثناء تقدُّمك نحو الهدف رويداً رويداً ستحقق بعض النجاحات، على الرغم من أنَّنا نعتقد أنَّ النتيجة النهائية هي ما نريد، ويكون التقدم في الواقع هو ما يحفزنا أكثر.

في الختام:

يجب ألا تكون الانتكاسة هي نهاية رحلة تحقيق الهدف؛ حيث تقدِّم لنا الحياة دروساً مختلفة، وعلينا أن نكون مستعدين للتعلم منها؛ إذ تعني الانتكاسات وجود فرصة لإعادة تقييم ما تفعله ومعرفة ما إذا كان هناك نهج أكثر كفاءةً.

عليك استخدام النكسات كدافع والحصول على مصادر إلهامك، فنحن بشر تميزنا العواطف والمشاعر التي تتحكم بنا، وحان الوقت لاتخاذ نهج مختلف تجاه الانتكاسات.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!