كيف تحافظ على إنتاجيتك باستخدام المحفزات الطبيعية؟

إن الإنتاجية هي مقياس لما تقوم بإنجازه وليست مقياساً لمدى انشغالك. لذلك من الأفضل بكثير معرفة كيفية العمل بذكاءٍ، لأنَّ ذلك سيؤدي إلى زيادة إنتاجيتك، وإيجاد وقتٍ إضافيٍّ للقيام بأشياء أخرى.

لم يَحدث هذا السيناريو لمجرد مرة واحدة فقط في حياتك، فلعلَّك انتظرتَ أيضاً في عيادة طبيب الأسنان حيث لم يكن هناك ما تستطيع فعله، باستثناء لعبة الأفعى السخيفة التي كانت موجودة على هاتفك لمساعدتك على تمضية الوقت قبل أن تفقد صوابك. في الحقيقة أظهرَت الأبحاث أنَّه يمكِن أن يقتلك الملل بالفعل.

الإنتاجية هي عكس الملل؛ فكيف تحافظ على إنتاجيتك عندما تشعر بالملل القاتل في عملك؟ قبل أن نتعمق أكثر في كيفية المحافظة على الإنتاجية في العمل، يجب أن تفهم أنَّ الذي يدفعك إلى العمل هو التحفيز، وهناك نوعان للتحفيز: الداخلي والخارجي.

يأتي التحفيز الخارجي من أشياء خارجية مثل: الالتزام بموعد نهائي، أو كسب علاوة، أو إسعاد زبون؛ فقد يكون هذا النوع من التحفيز تحت سيطرتك وقد لا يكون، كما أنَّه ليس عنصراً فاعلاً لقياس دوافعك.

الشيء الذي يجب التركيز عليه هو التحفيز الداخلي، لأنَّه تحت سيطرتك. أبسط الأمثلة وأكثرها طبيعية هو الأكل؛ فعندما تشعر بالجوع، تأكل شيئاً لأنَّ هناك ما يحفزك لسد جوعك، فلم يطلب منك أحد أن تأكل، لكنَّك تفعل ذلك لأنَّ الدافع وراء التحفيز يأتي من الداخل؛ كما أنَّك تنام مبكراً ليس لأنَّك تشعر بالنعاس؛ ولكن لأنَّك متحمس للاستيقاظ بنشاط.

استخدام الذكريات:

تتمتع الذكريات بالقدرة على تحفيزك؛ ففي إحدى التجارب، أثبتَ الطلاب الذين طُلِب منهم استحضار ذكريات سعيدة وإكمال مهمة بعد ذلك، أنَّهم أكثر حماساً من الطلاب الذين كُلِّفوا بالمهمة للتو، مما يثبت أنَّ للذكريات تأثير قوي جداً عندما يتعلق الأمر بتذكُّر الأشياء.

إنَّ ما يثير الاهتمام هو أنَّ الدراسة أُجريت على ثلاث مجموعات: مجموعة الذكريات الإيجابية، ومجموعة قائمة على الضبط العلمي، ومجموعة الذكريات السلبية؛ فحتى مجموعة الذكريات السلبية بدَت متحمسة.

هذا ما يثبت أنَّ الذكريات لا يجب أن تكون دائماً إيجابية؛ إنما تحتاج فقط إلى بعض الذكريات التي يمكِن أن تثير بعض الدوافع.

حاوِل التفكير في ذكرى سابقة في المرة القادمة التي تشعر فيها بالقليل من عدم الإنتاجية، وتذكَّر كيف كان شعورك والبيئة المحيطة بك عندما حدثَت هذه الذكرى، فكلما أنشأتَ هذا الاتصال بصورة أعمق، زاد الحافز الذي سيدفعك نحو إكمال المهمة بطريقة أكثر إنتاجية.

اتِّباع روتين معيَّن قبل البدء بعملك:

جيمس كلير (James Clear) ليس مجرد كاتب مشهور؛ بل هو محترف في إدارة الأعمال، فلا يعرف الكثير من الناس هذا، ولكن لديه أيضاً اهتمام بالرياضة. ومع ذلك، كان من الصعب عليه في بعض الأحيان العثور على النوع الصحيح من التحفيز؛ فنظراً لوجود العديد من المباريات التي ستُجرى في ذلك الموسم، كان من الصعب عليه أن يظلَّ متحمساً في كل مباراة؛ لذا وجدَ حلَّاً يكمن في برمجة عقله قبل كل مباراة ليدخل في وضع “التركيز على اللعبة”، وذلك من خلال اتِّباع روتين ثابت قبل الذهاب إليها؛ وإليك روتينه:

يبدأ بإمساك قفاز كرة السلة، ثمَّ يركض في الملعب، ويقف قليلاً في عمود حدود الملعب المقابل، ليقوم بعدها بتمرينات أوتار الركبة والتمدد، ثمَّ يتوجه إلى قاعة التدريب، ويتدرب على رمي الكرة في ظروف رياح مختلفة.

يقول كلير (Clear): إنَّه بغضِّ النظر عن مدى التحفيز أو الإنتاجية التي شعر بها خلال المباراة، إلا أنَّ هذا الروتين ساعده على استعادة نشاطه حتى بعد الفشل.

ومع ذلك، إذا كنتَ على استعداد لتعيين روتين مناسب ما قبل العمل، فيمكِنك اتباع هذه النصائح الثلاث:

  1. اجعل الأمور مريحة قدر الإمكان: يذكر كلير (Clear) أنَّه يبدأ يومه بسكب كوب من الماء على نفسه، بالتالي لم يبذل الكثير من الجهد لينهض من السرير.
  2. اهتم بتعابير جسدك: تختلف تعابير جسدك تماماً عندما تشعر بالإحباط عن الأيام التي تكون فيها مليئاً بالطاقة، حيث سيؤدي القيام ببعض الحركات الجسدية إلى إجبار جسمك على تغيير وضعيته وتغيير تعابير جسدك إلى حالة الاستعداد.
  3. ضع روتيناً للحصول على نتائج مستدامة: وذلك من خلال تكرار الطريقة نفسها مراراً وتكراراً.

إذا كنتَ قد عملتَ من قبل عن بُعد أو من المنزل؛ فمن المؤكد أنَّك تعرف كيف يصبح الأمر مملاً؛ حيث تعمل بمفردك في المنزل، وتحدق في الشاشة؛ فلا تتواصل مع أي أحد، ولا يوجد أمر تتطلع إليه، كما يمكِن أن يؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى تخفيض إنتاجيتك، ولتغيير الأمور، من الأفضل اتباع روتين مناسب خاص بك وستكتشف مدى إبداعك.

شاهد بالفديو: كيف تتحكم بوقتك وتدير مقاطعاتك اليومية؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/-mHEtr_3ymc?rel=0&hd=0″]

المخاطرة بشيء يستحق العمل لأجله:

عندما تمشي في الشارع وتجد بعض النقود، قد تشعر بالسعادة؛ ولكن إذا كنتَ تمشي وفقدتَ نقودك؛ فستشعر بالقلق عندما تعود إلى المنزل وتدرك أنَّك أوقعتَها في مكان ما في الطريق، وعندما تقارن بين الشعورين، تجد أنَّه من الصعب المقارنة أو المساواة بينهما.

بفضل تطور ونمو الفص الجبهي بالدماغ، يمكِن معرفة أنَّ المواقف السيئة تؤثر في حياة الإنسان أكثر من تلك الجيدة. نحن تزعجنا فكرة خسارة مبلغ من النقود أكثر من كسب المبلغ نفسه؛ ذلك لأنَّ الناس يميلون إلى العمل بجدية أكبر عندما يكون لديهم شيء ما قد يخسروه.

في المرة القادمة التي تشعر فيها بالملل، فكر في شيء قد تخسره إذا لم تكمل بعض المهام؛ حيث سيحفزك ذلك دون أخذ أي استراحات.

يجب أن تصب تركيزك بشكل كبير على تبنِّي هذه الأساليب من أعماقك قبل أن تبدأ بفقدان الاهتمام بالأشياء، فكن اجتماعياً مع فريقك حتى يبقيك متحمساً في أثناء أداء المهمة.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!