كيف تحوِّل شغفك إلى مصدر ربح؟

الحقيقة هي أنَّه ليس كل شغف يمكن أن يجعلك ثرياً، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّه لا يجب عليك المحاولة، وحتى الأعمال الجانبية الصغيرة يمكنها استعمال شغفك وتحقيق بعض الدخل الإضافي بينما تفعل شيئاً تحب القيام به؛ لذلك بما أنَّك لن تترك وظيفتك اليومية في أي وقت قريب، ففي إمكانك إيجاد عمل إضافي يحقق لك شغفك.

من يدري، قد تتمكن حتى من بناء عمل تجاري مزدهر بناءً على شغفك الحقيقي، سواءً كان ذلك فناً أم موسيقى أم حفراً على الخشب أم حتى ألعاب فيديو، فإليك الخطوات التي يجب عليك اتخاذها لتحويل شغفك إلى مصدر ربح:

1. إضافة شغفك إلى جدول أعمالك:

الشيء الأول الذي عليك القيام به هو تخصيص وقت لشغفك، وحتى لو كنت تحب شيئاً ما حباً مطلقاً، فإنَّ الجدول الزمني المزدحم المليء بالمواعيد النهائية والمسؤوليات غالباً ما يدفع شغفك إلى الوراء ويثنيك عن التفرُّغ إليه؛ ولجعله جزءاً أكثر بروزاً في حياتك، تحتاج إلى تخصيص وقت له حتى لو كان ذلك يعني التضحية بجزء من عطلات نهاية الأسبوع أو الوقت الذي تقضيه في مشاهدة منصة “نتفلكس” (Netflix) بعد العمل.

عندما تعمل على مشاريع يحركها شغفك، دوِّنها في جدولك؛ إذ سيكون من السهل تخصيص وقتك الثمين للعمل، وإلَّا سوف تستمر في تأجيل التنفيذ وأنت تَعِد نفسك كل يوم بأنَّ غداً سيكون هو اليوم الذي تبدأ به. أضف بعض الإشعارات المستمرة، وستبدأ أخيراً العمل على هذا المشروع الذي تواصل الحديث عنه.

لديك شغف بالطهي، ولكنَّ الوقوف في المطبخ هو آخر شيء تريد القيام به عند العودة إلى المنزل من العمل، فإذا كان هذا هو شغفك حقاً، فأنت بحاجة إلى دفع نفسك من خلال تحديد وقت الخبز في التقويم الخاص بك. يمكنك أيضاً جدولة أوقات لتقديم أطعمتك إلى الأصدقاء والعائلة؛ إذ يكون لديك نوع من الموعد النهائي أو الهدف للعمل نحوه في وقت مبكر.

2. الاستعانة بصديق:

إنَّ وجود شريك يشاركك طموحاتك سوف يقودك إلى أبعد مما تستطيع بمفردك؛ فعندما تفتقر إلى الحافز، يمكنه تحفيزك ومساعدتك على الاستمرار في المضي قدماً. لقد نجح نظام الأصدقاء في عدد لا يحصى من الشركات الناشئة والمشاريع الناجحة على مر السنين وسيعمل من أجلك اليوم.

في حين أنَّ وجود الصديق يمكن أن يساعدك على تحويل شغفك إلى عمل تجاري، يجب ألَّا تعتمد تماماً على شخص آخر في نجاح هذا العمل، وفي النهاية أنت وحدك المسؤول عن تحقيق هذا الهدف، وإذا بدأ جهدك يتعثر، فتحتاج إلى النظر إلى نفسك وعملك قبل توجيه أصابع الاتهام، ويجب أيضاً أن يعمل أصدقاؤك وعائلتك كنظام دعم، وليس بالنيابة عنك.

للتنسيق مع صديق يرغب في المساعدة، ضع بعض الإرشادات التي تحتاج إليها في التقويم الخاص بك؛ إذ باستعمال التقويم يمكنك تعيين الاجتماعات لإنشاء خطة عمل وتحديد مواعيد نهائية لبعضكما بعضاً لإكمال المهام ومشاركتها؛ إذ يؤدي استعمال أداة مثل التقويم إلى التأكد من أنَّكما دائماً في المكان الصحيح وتعملان نحو الهدف نفسه.

3. الاستفادة من شبكة الإنترنت:

قد يدعم أصدقاؤك وعائلتك أحلامك، ولكنَّ خبرتهم الفنية قد لا تفي بما تحتاج إليه في المراحل اللاحقة من تطوير مشروعك. بالعودة إلى مثال الخَبْز؛ بالطبع سيحبُّ أحباؤك أن تدعوهم إلى تناول الحلوى التي تصنعها بيديك، ولكن كم منهم يستطيع مساعدتك على إنشاء نموذج عمل وتنفيذه؟

من المحتمل ألَّا تعرف كل شخص يمكنه مساعدتك في عملك؛ وهذا يجعل من الضروري جعل الشبكات الاجتماعية جزءاً من حياتك؛ إذ إنَّه أمرٌ هام للغاية؛ فمن خلال التواصل يمكنك العثور على منتورز يمكنهم إرشادك في الاتجاه الصحيح، على سبيل المثال: إذا كنت خبازاً، فقد يكون منتورك خبازاً آخر يمكنه إخبارك كيف حوَّلَ شغفه إلى عمل تجاري.

قد تساعدك فرصة أخرى على التواصل مع منظم حفلات الزفاف الذي يمكنه إحالة العديد من العملاء إليك استناداً إلى التفاعل الإيجابي.

إذا كنت لا تعرف من أين تبدأ التواصل، فجرِّب موقعاً للتواصل الاجتماعي مثل “لينكد إن” (LinkedIn)، وستكون قادراً على قراءة مقالات من خبراء الصناعة، والمشاركة في المحادثات، والعثور على أفراد متشابهين في التفكير يسلكون مساراً مشابهاً لك، ومن ثم يمكنك لاحقاً العثور على فعاليات وندوات مختلفة وحضورها لتوسيع نطاق حرفتك ونطاق نشاطك التجاري.

4. توسيع نطاق معرفتك التجارية:

لكي تكسب المال من شغفك؛ أنت بحاجة إلى بعض المعرفة التجارية، على سبيل المثال: يمكنك أن تكون أفضل موسيقياً على مستوى العالم، ولكن دون معرفة كيفية تسويق نفسك للعالم لن تكسب الكثير من المال من العزف؛ لهذا السبب حتى أعظم الفنانين في العالم يستخدمون وكلاء لتنمية علامتهم التجارية، ولكن في البداية كان عليهم البدء من مكان ما.

اقرأ مقالات حول بدء نشاط تجاري، وشاهد بعض الدروس على موقع “يوتيوب” (YouTube) وتعرَّف إلى قصص رواد الأعمال على مر السنين، بالإضافة إلى ذلك ستتعلَّم جميع أنواع النصائح القيمة حول مهارات البيع وتطوير المنتجات والتسويق عبر الشبكات الاجتماعية، وعند دمج هذه المبادئ مع مهاراتك، ستعرف كيف يمكن أن يدرَّ شغفك ربحاً.

ابحث في فكرة البث عبر الإنترنت؛ إذ يحاول آلاف الأشخاص كسب الدخل من خلال بث أنفسهم وهم يلعبون ألعاب الفيديو أمام جمهور مباشر، أولئك الذين ينجحون هم ماهرون في الألعاب التي يلعبونها، ولكنَّهم أيضاً طوروا علامة تجارية ناجحة واستراتيجية تسويق استعملوها لتنمية قنواتهم؛ إذ إنَّ طريقة التسويق لا تقل أهمية عن الموهبة، إن لم تكن أكثر.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مجانية للترويج لعملك الصغير

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/2Rm8zLoFWgk?rel=0&hd=0″]

5. الاستمرار في التمرين:

لا تتوقف أبداً عن تطوير مواهبك، حتى لو حققت نجاحاً كبيراً؛ إذ إنَّ بيع أول صفقة قياسية لك لا يعني أنَّه يجب عليك التوقف عن العزف على الجيتار، وبدلاً من ذلك يجب أن يمنحك المزيد من الحافز لمواصلة العمل والتحسين.

سيكون التقويم الخاص بك حاضراً دائماً لإبقائك تحت المراقبة حتى عندما يبدأ شغفك بتحقيق بعض النجاح كنموذج عمل؛ لذا استمر في جدولة الوقت لممارسة مواهبك وصقلها حتى يستمر نجاحك لسنوات قادمة.

حتى لو كنت تربح بضعة دولارات إضافية شهرياً، فإنَّ تبنِّي روح المبادرة سيكون مفيداً في نواح كثيرة في حياتك، وسيصبح شغفك أكثر بروزاً في حياتك، وسوف تتعلم الكثير على طول الطريق؛ لذا ابدأ بملء هذا التقويم على الفور وابدأ بالعمل.

المصدر