كيف تستثمر أساليب التعلم المختلفة لتحقيق النجاح المهني؟

تختلف طريقة تحديد النجاح المهني من شخص إلى آخر، وينظر الكثيرون إلى النجاح المهني بناءً على رموز الثراء، في حين يسعى بعض الأثرياء مثل بيل جيتس إلى مقاييس أخرى لتحقيق النجاح المهني. سنتحدث في هذه المقالة عن العلاقة الرئيسة بين أساليب التعلم المختلفة والنجاح المهني. ومن ثمّ سنتعلم طريقة اختيار أفضل مجموعة من أساليب التعلم الشخصية.

Share your love

وثَّقَت مجلة “ذا كرونيكل فيلانثروبي” (The Chronicle of Philanthropy) في عام 2017، أنَّ كلاً من “بيل جيتس” و”ووارن بافت” تبرعا بمبلغ 18 مليار دولار و65.5 مليار دولار على التوالي منذ عام 2000، وقد تضمنت أهدافهم المرحلية للنجاح المهني العديد من الأعمال الخيرية واسعة النطاق.

سواءً أكنت تُحدد نجاحك المهني من خلال حجم حسابك المصرفي، أم السيارة التي تقودها، أم مستواك الوظيفي، أم مستوى المساءلة أم الرضا العاطفي والشخصي الذي تشعر به في نهاية يومك، فهناك شيءٌ واحد مشترك يجب عليك معرفته؛ وهو الطرائق التي تمكِّنك من أن تصبح ذلك الشخص الذي يمكنه تحقيق النجاح المهني.

ومن هنا يكون استثمار أساليب التعلم المتاحة لك أمراً هاماً حقاً، لا سيما إذا كنت ترغب في اكتساب زخم أسرع في مسار نجاح حياتك المهنية، كما يجب أن تكون على دراية كبيرة بما يناسبك وأن تتكيف معه حيث تستطيع، ونظراً لتسرعنا وعدم تحلينا بالصبر لاختيار تعريفنا الشخصي للنجاح المهني، فنحن لا ننفك نبحث عن طرائق مختصرة لتسريع مسار تقدمنا، وهذا قد لا يخدمنا كما يجب.

تتضمن صيغة العلاقة الرئيسة بين أساليب التعلم المختلفة والنجاح المهني، الوعيَ والتنوع والتوقيت والذكاء في اختيار المجموعة الصحيحة من أساليب التعلم لمواجهة تحديات النمو الخاصة بك، حيث تمنحنا معرفة أساليب التعلم المناسبة فوائدَ كبيرةً قد لا نعلمها حالياً.

شاهد بالفيديو: 10 أساليب للتدرب على التفكير الإبداعي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/7SAFOr2DI_Q?rel=0&hd=0″]

خرافة درجات وتصنيفات الاستبيانات:

ربما أجريت ثلاثة أو أربعة تقييمات للملف الشخصي في أثناء ارتقائك السلم الوظيفي، مثل تقييم ديسك (DISC) أو مؤشر مايرز بريغز للأنماط (Myers Briggs Type Indicator) أو غيرها؛ وربما أكملت استبياناً ذاتياً، مثل نموذج فارك (VARK) لمساعدة مديرك الجديد على تحديد أفضل الأساليب للمساعدة في تعليمك.

يصف التقرير الذي تتلقاه تفضيلك للتعلم كمزيج فريد من التفضيلات الأربعة لأساليب التعلم البصرية والسمعية وأسلوب التعلم عبر القراءة / الكتابة وأسلوب التعلم الحسي الحركي.

تميل أساليب التعلم الأكثر شيوعاً إلى أن تكون أحد ما يلي:

  • أسلوب التعلم البصري: ويعتمد على استخدام الرسوم البيانية والصور والرموز ومقاطع الفيديو أو العروض التوضيحية.
  • أسلوب التعلم السمعي: ويعتمد على التحدث والاستماع.
  • أسلوب التعلم الحسي الحركي: وهو أسلوب عملي، ويحدث عن طريق اللمس، والقيام بالأنشطة العملية.

وقد صُمِّمَت استبيانات عدة لاختبار هذا الأمر، وتصنيف ردودنا واستجاباتنا، فعادةً ما تكشف تقييمات أسلوب التعلم عن تفضيلنا لأسلوبين على الأقل، وإذا ألقينا نظرةً على أدوات البحث والتقييم الأخرى، فإنَّنا نكتشف وجهات نظر مختلفة حول طريقة التعرف على أساليب التعلم المفضلة لدينا.

كل ما نحتاج إلى معرفته هو أنَّ هذه التصنيفات ليست مُطلقة في جميع الظروف والموضوعات، ففي الواقع يُشجِّعنا الباحثون على تذكُّر أنَّ هناك تنوعاً كبيراً حتى ضمن تلك التصنيفات.

فربما تُفَضِّل الغناء بأسلوب الكاريوكي في أثناء الاستماع إلى الأغاني التي تحبها بدلاً من مشاهدة مقاطع الفيديو الموسيقية، ومع ذلك فعندما يتعلق الأمر بتعلم حركات الرقص، تجد أنَّه من السهل مشاهدة شخص يرقص أمامك قبل أن تجرب ذلك بنفسك بدلاً من الاستماع إلى شخص يصف طريقة قيامك بخطوات الرقص.

شاهد بالفيديو: 7 مواصفات للمتعلم السمعي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/oshQi2Th9fo?rel=0&hd=0″]

الطرائق الخاطئة والصحيحة لاستخدام نتائج استبيانات أسلوب التعلم:

عند قراءة تقرير الاستبيان تشعر أنَّه ذو قيمة ومفهوم جيداً، كما تشعر بالارتياح عندما تقرأ الملخص وتكتشف السبب الذي يجعلك تجد مادة الرياضيات صعبةً للغاية؛ وذلك لأنَّ المدرس لم يُعلِّمُكَ بالطريقة الأفضل، وتُخبر نفسك بأنَّه لم يعرف كيف يعلمك بطريقة مختلفة تناسبك على أفضل وجه. لكنَّنا سنورد فيما يلي الأخطاء المتعلقة بنتائج الاستبيان:

1. الخطأ الأول “لا تشير نتيجتك إلى أفضل طريقة للتعلم، وإنَّما إلى الطريقة التي تفضل التعلم بها”:

ونتيجة لذلك تُطبق استنتاجاً شاملاً مفاده أنَّ ملخص تقييمك هو كل ما تحتاج إلى معرفته كي تتعلم تعلُّماً أفضل في جميع المواقف وكي تتخذ إجراءات سريعة لضمان تَقَدُّم حياتك المهنية.

2. الخطأ الثاني “يمكن أن يكون التعميم في الواقع أمراً مُقيداً”:

ففي حين تشير الأبحاث إلى أنَّ الأفراد يطورون فهماً أفضل لتفضيلات التعلم الخاصة بهم، فلا يوجد دليل واضح يؤكد أنَّ مجرد اختيار أشكال التعلم التي تتوافق مع تفضيلاتنا سيُحسِّن قدرتنا على التعلم أو يزيد من سرعته.

هذه ليست أخبار سيئة، حيث إنَّ إجراء مثل هذه الاستبيانات ليس بلا قيمة، ولكنَّه وسيلة للتعرف على طرائق معينة للتعلم تكون أكثر راحة بالنسبة إليك، حيث تمكِّنك من اكتشاف طريقة لجعل التعلم بسيطاً وسهلاً وممتعاً، وتلك ميزة كبيرة حقاً.

تُظهِرُ الأبحاث أنَّ الطلاب الذين يُفكرون ملياً في طريقة تعلمهم يحققون أفضل النتائج من عملية التعلم، فهم يفكرون في طريقة استخلاص النتائج وتكوين الروابط وبالتالي دمج المعلومات على نحو أفضل.

خذ ريتشارد برانسون (Richard Branson) على سبيل المثال، فقد تبيَّن أنَّه يُعاني من عسر القراءة، حيث وجد قيود تعليمية واضحة بالنسبة إليه، وفي حين أنَّه لم يتمكن من إحراز درجات عالية في تقييم أسلوب التعلم السمعي لنموذج فارك (VARK)، فقد استثمر إصابته بهذا الاضطراب ليجعله واحداً من أعظم المزايا التي يمتلكها.

قال برانسون إنَّه تعلم تفويض الأعمال والتواصل بصورة أفضل بسبب هذه القيود؛ فقد أدرك حاجته إلى العمل بطرائق تجعل الأعمال بسيطة وسهلة بالنسبة إليه.

يسجل برانسون درجاتٍ أعلى في حال استخدم أسلوب التعلم عبر الكتابة؛ لذا استند أسلوب إدارته المميز على تدوين للملاحظات تدويناً مستمراً؛ ذلك لأنَّ تذكُّر ما يقوله الناس كان دائماً أمراً صعباً للغاية، فهو يأخذ دفتر الملاحظات معه إلى كل مكان.

طريقة اختيار أفضل مجموعة من أساليب التعلم الشخصية:

لقد اكتشف المُدرسون والباحثون أنَّنا نتعلم بالفعل تعلُّماً أفضل عندما نطبِّق مجموعة متنوعة من أساليب التعلم، حيث يمكنك الاستماع إلى المدونات الصوتية، وتدوين الملاحظات، ومشاهدة مقاطع الفيديو، وقراءة كتاب عن موضوع تفضله أو تريد تعلمه؛ وبذلك من المحتمل أن تتمكن من استيعاب وحفظ المعلومات حفظاً أفضل ممَّا لو كنت تستخدم خياراً أو اثنين فقط من هذه الخيارات.

يوجد المزيد من الخيارات المتاحة والتي تتيح لك تخزين المعلومات والقدرة على تطبيقها تطبيقاً أفضل، كما يُسَهِّل تحسن جودة التقنيات التي تساعدك على الانخراط في المواضيع التي تدرسها عملية التعلم.

وعندما تفكر في خطوات الارتقاء في السلم الوظيفي، فإنَّ كل درجة لها مطالب متزايدة حتمية؛ حيث إنَّ امتلاك مهارات أفضل في توجيه وتدريب فريقك، والمعرفة المُوسَّعة، والتفكير بسرعة وفاعلية وارتجال، وتحليل البيانات والتقارير الشاملة بسرعة ليست سوى بعض مهارات النمو التي يجب أن تُتقنها.

فكِّر في المواقف التي شعرت فيها بمستويات وأنواع مماثلة من التحدي واسأل نفسك: “كيف تعلمت؟ ما هي الأساليب التي أشعر أنَّها تعمل لصالحي؟ ما الذي كان عليَّ فعله فعلاً مختلفاً؟”.

يُعد نمط التعلم الذي تُطبِّقه بمثابة مجموعة من الأساليب التي يمكنك استخدامها كإطار عمل الآن، لكن لا تتوقف عند هذا الحد، حيث يمكنك تعديله وتعزيزه والبناء عليه، وسيساعدك استخدام مزيج من أساليب التعلم المفضلة والأساليب الأقل تفضيلاً إلى تسريع عملية النمو بالتأكيد.

لنفرض أنَّ عليك تحضير عرض تقديمي لعميل مُحتمل من أجل عمل تجاري جديد؛ حيث تعد القدرة على الاطلاع على أوراق العقد كمسؤول عن العملاء مهارة في غاية الأهمية، ولكنَّ الخطوة التالية على طريق النجاح المهني هي إتقان دور تطوير الأعمال التجارية، حيث يجب أن تثبت قدرتك في هذه الفرصة لتظهر أنَّك تستحق الترقية وبأنَّك جديرٌ بها.

ما هي أساليب التعلم التي تساعد على النمو لإثبات أنَّك أفضل شخص يجب أن تقترحه شركتك لاكتساب العملاء؟ لديك الخيارات التالية:

  1. التدرب على التحدث أمام مجموعة من الأصدقاء: إذ يمكن أن يكون التحدث إلى الجمهور مهمة عصيبة على الكثير من الناس، ولكن قد يساعدك لعب الأدوار مع أصدقائك على محاكاة وصقل أدائك في العرض التقديمي.
  2. التدرب على العرض التقديمي مع شركائك في العمل والذين يمثلون مديرين ناجحين لتطوير الأعمال، والحرص على تلقي التغذية الراجعة السلبية والاستفادة منها مهما كانت مؤلمة.
  3. شراء الكتب وقراءة المؤلفات حول طرائق تقديم العروض التقديمية الفعَّالة.
  4. مشاهدة مقاطع الفيديو على يوتيوب (YouTube) حول طريقة تقديم العروض التقديمية الفعالة.

دعنا نفترض بأنَّك متعلم بصري ولفظي رائع، ولكن فرص استخدام هذه الأساليب إمَّا غير متوفرة أو محدودة، من المؤكد أنَّك ستشعر بالضيق من معرفة الدور الذي تؤديه وأنت تعلم بأنَّ الأسلوب الحسي الحركي هو الأكثر قابلية للتطبيق.

قد لا تكون هذه هي الطريقة الوحيدة، حيث أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي الآن، أنَّ أدمغتنا لا تعرف في الواقع الفرق بين ما هو حقيقي وما هو خيالي بوضوح، وأظهرت الأبحاث أنَّ الأداء البدني يمكن أن يتحسَّن عندما نحاكي ممارسة الأداء المثالي باستخدام التخيل والتصور.

فأنت لا تتخيل فقط رؤية المشهد المتعلق بتقديم العرض المثالي، وإنَّما تتخيل الشعور بالثقة والهدوء الشديد، ولديك شعور بالاستحقاق في هذه الفرصة، وتتخيل أنَّ العملاء سعداء بعرضك التقديمي، حيث تمتلك كل من الصور والخيال القوة الكافية للتأثير على أدائك.

وفي حال تدربت على التخيل تدرباً مستمراً، وقدمت عرضاً واحداً على الأقل أمام زملائك في العمل، وطلبت تغذيةً راجعةً وتدربت شفهياً على العبارات الرئيسة وطريقة تحدثك مع الشعور بالخوف قليلاً، سيكون هذا المزيج من استراتيجيات أساليب التعلم غير المريحة والأساليب المفضلة مزيجاً ناجحاً بكل تأكيد.

إنَّ اختيار المجموعة الصحيحة هو الحل؛ فمن المؤكد أنَّ اختيار أساليب التعلم التي يمكنك التكيف معها بالإضافة إلى استخدام الأساليب غير المريحة سيقودك إلى هدفك المطلوب بصورة أسرع.

الخلاصة:

يمكن أن يكون النمو مؤلماً وقد لا يحقق التغيير كل شيء تريده، فنحن كبشر نندفع بحماس، وأدمغتنا مُصممة للحفاظ على سلامتنا، فعندما نشعر بالأمان، سنشعر بالراحة والهدوء، وعندما تكون مستويات القلق لدينا منخفضة أو غير موجودة أساساً، سنشعر بالسيطرة والرضا التام والسعادة.

لكنَّ المشكلة هي أنَّه من غير المرجح أن نتطور ونتوسع ونتقدم في هذا الوضع؛ لذا يمكن أن تساعدنا معرفة تفضيلات أساليب التعلم الخاصة بنا في التخفيف من الشعور بعدم الراحة في أثناء التوسع والنمو، ومع ذلك إنَّ ما نريد وضعه هو خطة عكسية.

اختر نقطة النهاية الملائمة لك، وضَع خارطة طريق عكسية للخطوات التي تريد اتخاذها كي تحقق النمو الذي تريده وتمضي قدماً، وضع مقابل كل خطوة أنماط وأساليب التعلم التي تشعر أنَّها ستحقق أفضل توازن بين الشعور بالراحة ومقدار الألم المرتبط بالنمو الذي تشعر أنَّه يمكنك التعامل معه.

في بعض الأحيان، لن تساعدك عدم المشاركة ومراقبة الناس وهم يحققون النجاح المهني في تعلم طريقة تحقيقه، حيث يجب عليك أن تجرب بنفسك لتحديد الأمور الأكثر أهمية بالنسبة إليك وتحقيق التوازن الخاص بك.

من الرائع الاستماع والمشاهدة والقراءة، لكن لا شيء يتغير حتى يتغير السلوك فعلياً وتُتخذ الإجراءات اللازمة، حيث ستكون العلاقة الرئيسة بين أساليب التعلم والنجاح المهني هي الحل لمعرفة ما تُفضِّله وما يُفيدك حقاً، لاختيار المزيج المناسب وتطبيقه في الوقت المناسب.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!