‘);
}

التّوبة

من علامات المؤمن التقيّ السّعي لغفران ذنبه الذي يرتكبه في حقّ الله تعالى؛ فهو ينظر إلى ذنبه مهما صغُر وكأنّما هو جبل يوشك أن يقع عليه، وقد وضّح النبيُّ عليه الصّلاة والسّلام ذلك، وإن ارتكب المؤمن التقيّ معصيةًَ فإنّه يذكر الله تعالى، فيستغفر لذنبه؛ لعلمه بضعف حاله، وقلّة حيلته، وافتقاره إلى رحمة ربّه سُبحانه وتعالى، قال جلّ وعلا في ذكر المُتَّقين: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).[١]

ولا يخلو أحدٌ من النّاس مهما كان إيمانه من المعاصي والذّنوب، فكلّ بني آدم خطّاؤون ولم يعصم الله أحداً من خلقه إلّا أنبياءه وملائكته، ولهذا على الإنسان أن يُدرِك ابتداءً أنّه غير معصوم من الذّنوب والمعاصي، وأنّ عليه أن يرفق بنفسه ولا يُحاسِبها حِساباً عسيراً، بل يتّبع المنهج الرّبانيّ حيث التّوبة النّصوح التي تُمحى بها الذّنوب والخطايا.