كيف تنهي علاقة مؤذية وتبدأ حياتك من جديد؟

من أجل إنهاء علاقة مؤذية، عليك أن تعترف لنفسك أولاً بأنَّك تعاني علاقةً مؤذية؛ إذ لا يمكنك تغيير ما لا تدركه، وقد يبدو هذا أمراً سهلاً أيضاً، ولكنَّه ليس كذلك بالنسبة لكثير من الأشخاص؛ لذا، نقدم إليك بعض العلامات التي تشير إلى أنَّك تختبر علاقةً مؤذية.

Share your love

ولكن لسوء الحظ، لا يحدث ذلك مع كثير من الناس، ويجد العديد منهم أنفسهم أسرى علاقات مؤذية؛ فإذا كنت لم تَمُرَّ قَطُّ بتجربةٍ كهذه، قد تتساءل عن السبب الذي يدفع أي أحد لتحمُّل المعاملة السلبية؛ ولكنَّ الأمر ليس بتلك البساطة، فعندما تنظر إلى الأمر نظرة مراقبٍ خارجي، يسهل أن تقول: “لماذا لا يخرجون من هذه العلاقة فحسب؟”؛ ولكنَّ الأمر مختلف تماماً بالنسبة لمعظم أولئك الذين يتعرضون للإساءة في علاقاتهم.

كيف يبدأ الأمر؟

صدِّق أو لا تصدق، تبدأ معظم العلاقات المؤذية كأي علاقة أخرى؛ فعادةً ما يكون الطرف المؤذي شخصاً ينضح بالجاذبية والكاريزما، فتقع الضحية في شباك “الصورة الجميلة” التي يدَّعي التمتع بها، ومن المحتمل أن تقع في حبه أيضاً، ولكنَّ هذه ليست شخصيته الحقيقية، لأنَّه شخص مسيء في أعماقه.

يحدث الأمر ببطء شديد؛ لذا دعنا نشرح لك الأمر من خلال هذا المثال:

لنفترض أنَّك تحب أكل أرجل الضفادع (معظم الناس لا يفعلون ذلك، لكن تذكر أنَّ هذا مجرد مثال)؛ لذا، تصطاد ضفدعاً يوماً ما بنفسك وتنوي طهوه عبر غليه في الماء الساخن، إذا وضعت الضفدع في الماء المغلي مباشرةً، فسوف يصاب بالصدمة ويحاول الخروج؛ إذ سيلاحظ التغير المفاجئ على الفور.

لكن إذا وضعت الضفدع في ماء بدرجة حرارة الغرفة أولاً، ثم رفعت الحرارة ببطء شديد إلى أن تصل إلى مرحلة الغليان، فلن يلاحظ الضفدع الأمر إلا بعد فوات الأوان؛ إذ يحدث ذلك تقريباً دون أن يدري الضفدع بأي شيء.

كما ترى، هذا ما يحدث في العلاقات المؤذية معظم الوقت؛ إذ يبدأ الشريك المؤذي ممارساته ببطء، ثم تأتي الاعتذارات، ثم الغفران، ثم المزيد والمزيد من الإساءات، حتى تتصاعد الأمور في النهاية لتشمل جميع جوانب حياة الضحية؛ لذا، من الصعب أن يدرك الشخص أحياناً أنَّه في علاقة مؤذية.

شاهد بالفيديو: 7 أسباب تجعل التكنولوجيا تدمر العلاقات العاطفية!

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/dmSv_PI2zbU?rel=0&hd=0″]

ما هي علامات الإساءة؟

من أجل إنهاء علاقة مؤذية، عليك أن تعترف لنفسك أولاً بأنَّك تعاني علاقةً مؤذية؛ إذ لا يمكنك تغيير ما لا تدركه، وقد يبدو هذا أمراً سهلاً أيضاً، ولكنَّه ليس كذلك بالنسبة لكثير من الأشخاص؛ لذا، نقدم إليك بعض العلامات التي تشير إلى أنَّك تختبر علاقةً مؤذية:

1. إطلاق الشتائم:

ينهال الشخص المؤذي بسيل من الشتائم على شريكه عندما يجتاحه الغضب؛ إذ يستخدم هذه الكلمات الجارحة ليهينه، ويدمر ثقته بنفسه؛ إذ لا يمكن للمؤذي أن يسيء إليك حقاً إذا كنت تحب نفسك؛ لأنَّك لن تسكت عن حقك؛ لذا يعمد إلى إطلاق الشتائم.

2. توجيه الإهانات:

بالإضافة إلى الشتائم، سيوجه إليك جميع أنواع الإهانات أيضاً؛ فقد ينعتك بالسمين أو الغبي أو الساذج، وأن لا أحد يحبك، فكما ذكرنا سابقاً، كل هذه محاولات منه ليدمر إحساسك بقيمة ذاتك، ويحطم ثقتك بنفسك.

3. التلاعب بالعقل:

إنَّ التلاعب بالعقول نوع من أنواع التلاعب النفسي الذي يجعل الشخص يشكُّ بسلامته العقلية؛ فأنت دائم التشكيك بنفسك، وتتساءل باستمرار ما إذا كنت حساساً للغاية، وتشعر بالحيرة من أمرك، أو حتى بالجنون.

وقد تجد نفسك تعتذر طوال الوقت حتى لو كنت تعتقد أنَّك لست مخطئاً حقاً، ولكنَّ الشخص المؤذي يجعلك تشعر بالذنب دوماً.

4. سلوك الغيرة والتحكم:

لسوء الحظ، يعتقد معظم الناس أنَّ الغيرة من العلامات التي تدل على الحب، ولكنَّ الحقيقة ليست كذلك؛ بل هي تدل على القلق وانعدام الأمن.

إذا شعر شخص ما بالغيرة، فسيحاول بشكل طبيعي التحكم في أفعالك، كأن يقول لك: “لا يمكنك التحدث إلى هذا الشخص في العمل”، وسيحاول في النهاية التحكم في حياتك كلها إذا سمحت له بذلك.

5. العزلة:

في العلاقات الشديدة الأذى، يمكن أن يؤدي سلوك الغيرة والتحكم إلى العزلة الاجتماعية؛ وبعبارة أخرى، لن يسمح لك الشخص المؤذي برؤية عائلتك أو أصدقائك بعد الآن؛ لأنَّه إذا سمح لك بذلك، فقد يحاولون التحدث إليك بعقلانية، وإقناعك بتركه.

6. إلقاء اللوم عليك في كل شيء:

إنَّه لا يتحمل المسؤولية الشخصية أبداً عن أي شيء -لأنَّ كل شيء هو “خطؤك” في نظره، وقد يكون ذلك جزءاً من استراتيجية التلاعب بالعقول الذي يمارسه أيضاً؛ فهو يعتقد: أنَّه “لا يرتكب الأخطاء أبداً”، ونتيجة لذلك، فأنت الشخص الذي يحتاج إلى التغير وليس هو.

7. العنف الجسدي؛ حتى لو كان ذلك مجرد تهديدات:

يعرف معظم الناس أنَّ العنف الجسدي هو علامة تدل على أنَّ العلاقة مؤذية، ومع ذلك، ربما نشأت في عائلة تعرضْتَ فيها أنت أو شخص آخر للإيذاء الجسدي؛ لذا قد تعتقد أنَّه جزء “طبيعي” من العلاقة، ولكنَّنا نؤكد لك أنَّ الأمر ليس كذلك؛ فحتى مجرد التهديد بالاعتداء الجسدي هو سلوك مسيء.

كيف تنهي علاقةً مؤذية؟

الآن وبعد أن تعرفت على بعض العلامات التي تشير على أنَّ العلاقة مؤذية (مع وجود العديد غيرها)، فلنتحدث عن نصائح تساعدك في التخلص منها:

1. دوِّن كل شيء يحدث معك:

دوِّن كل ما يحدث لك في مفكرة أو دفتر يوميات لسببين:

  1. سوف يساعدك ذلك على تجنب التشكيك في سلامتك العقلية؛ فتوثيق ما قلته وما قالوه وفعلوه يساعد كثيراً في وضع الأمور في نصابها.
  2. يمكن أن يكون بمنزلة توثيق إذا كنت بحاجة إلى تقديم طلب إلى المحكمة باستصدار قرار يجبر الطرف الآخر على عدم التعرض لك، أو اضطررت إلى تقديم دعوة عليه بطريقة ما، ثمة تطبيقات يمكن أن تساعدك في هذا الأمر أيضاً. على سبيل المثال: إذا كان الشخص المؤذي يهينك ويهددك، فيمكنك الضغط على زر سري في هاتفك، وسيبدأ في تسجيل ما يقوله.

2. احزم أمتعتك للحالات الطارئة:

لا تعرف أبداً متى يمكن أن تسنح لك الفرصة بالمغادرة؛ لذا احزم أمتعتك، وجهِّزها لتتمكن من المغادرة عندما يحين الوقت المناسب، وإذا كان لديك أطفال، فاحزم أمتعتهم أيضاً، إنَّ هذا الأمر في غاية الأهمية إذا كان الشخص الذي يسيء إليك يعزلك، ولا يسمح لك حتى بمغادرة المنزل، فإنَّه يراقبك دائماً عن كثب.

3. فلتكن لديك خطة:

إنَّ الرحيل شيءٌ، وأن تعرف أين يمكنك المغادرة شيءٌ آخر تماماً؛ فإذا كان لديك عائلة وأصدقاء يدعمونك، فخيارك الأمثل هو أن تعيش برفقة أحدهم.

أما إذا كان شريكك المؤذي شخصاً مجنوناً وعنيفاً، فيوجد احتمال بأن يتعرض هؤلاء الناس للأذى أيضاً، أمَّا بالنسبة للنساء اللواتي يتعرضن للإساءة، فيمكن أن يلجأن إلى مأوى للنساء، أو أي مؤسسة أخرى تُعنى بمثل هذه الحالات.

أينما قررت الذهاب، ينبغي أن تضع خطةً محكمةً قبل الرحيل.

4. وفِّر المال، وضَعْه في مكان سري يَسهُلُ الوصول إليه:

سيكون هذا الأمر أسهل بكثير عندما يكون لديك عمل خاص بك؛ ولكن إن لم تكن تعمل، يمكنك أن تحاول ادخار ما تستطيع من المال تدريجياً حتى يصبح لديك ما يكفي للرحيل.

ربما بإمكانك أن تجد وظيفةً سريةً لن يتمكن الشخص المؤذي من اكتشافها إن أمكن؛ فمن البديهي ألا تدعه يعلم بذلك، ومن الأفضل أن تترك المال خارج المنزل مع أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك الموثوق بهم إن أمكن، أو بإمكانك حتى أن تفتح حساب مصرفي سري في مصرف آخر.

5. نبِّه عائلتك وأصدقائك بخطتك:

إذا كان أفراد عائلتك وأصدقائك يدعمونك، فستحتاج إلى إخبارهم بخطتك؛ لذا أخبرهم بالضبط بما يجري معك في العلاقة حتى يعرفوا أنَّ ثمة احتمال بأن تغادر بأي لحظة.

أما إذا كنت تعاني من علاقة مؤذية منذ فترة طويلة، فقد لا يُصدِّق أحد أنَّك ستغادر بالفعل “هذه المرة” (ويحدث معك كما حدث مع الراعي الكذاب)؛ لذا، أكِّد لهم أنَّك جاد هذه المرة، واطلب منهم مساعدتك في متابعة خطتك.

6. احظر الشخص المؤذي، واقطع صلتك معه تماماً:

لسوء الحظ، فإنَّ العديد من الأشخاص الذين ينجحون في إنهاء العلاقات المؤذية يدمرون أنفسهم بالعودة، لا يمكنك فعل ذلك! ما هو الهدف أصلاً من العودة؟ في الواقع، من المحتمل أن تسوء تصرفات الشخص الذي أساء إليك أكثر من قبل، لأنَّك تشجعت وتركته، مما سيجعله يغضب.

لذا، ابق بعيداً عنه؛ احظر رقم هاتفه، واحظره على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تنشر عليها أي شيء حتى لا يتمكن من العثور عليك.

اقطع صلتك معه تماماً حتى تتمكن من المضي قدماً في حياتك؛ فلا سبيل آخر لك، وإذا لم تفعل ذلك، فسوف يجعلك تعتقد أنَّه “تغير” باعتذاراته ووعوده الفارغة؛ ولكنَّنا نضمن لك أنَّه لن يتغير؛ لذا لا تصدقه!

الخلاصة:

قد يعتقد معظم الناس أنَّ الرجال هم من يؤدون دور الشخص المؤذي في العلاقة، ولكنَّ حدوث العكس واردٌ أيضاً؛ إذ ثمة الكثير من الرجال في العالم يتعرضون لسوء المعاملة من قبل النساء، لكن ربما يكونون خائفين أو محرجين من الاعتراف بذلك، لا يهم ما هو جنسك؛ فالإساءة تبقى إساءة، ويجب أن تتوقف حتماً.

كما يجب عليك أن تتذكر احتياجك إلى الحصول على بعض الاستشارة أو العلاج قبل الدخول في علاقة جديدة؛ إذ عليك أن تعرف ما الذي سمح للشخص الآخر بالإساءة إليك في المقام الأول، هناك العديد من الأسباب لذلك، وتختلف باختلاف كل فرد، ولكن يجب عليك أن تعالج القضية داخل نفسك أولاً حتى لا تجتذب شخصاً مؤذياً آخر في المرة القادمة، قد يبدو إنهاء علاقة مؤذية أمراً شبه مستحيل، ولكنَّه ليس كذلك، لقد تمكن الكثير من الناس من فعلها من قبل؛ لذا بإمكانك القيام بذلك أيضاً.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!