‘);
}

ولادة الرسول صلّى الله عليه وسلّم

مكان وزمان ولادة الرسول صلّى الله عليه وسلّم

وُلد النبي -عليه الصلاة والسلام- في مكة المُكرمة، بِشعب بني هاشم،[١] وكان ذلك في يوم الاثنين على الصحيح، كما ورد في حديثه -صلى الله عليه وسلم-: (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ)،[٢] أمّا جاء في ولادته يوم الجُمعة فهو باطلٌ ولا أصل له، وتَردُّه الأحاديث الصحيحة، وكان مولده في النّهار عند طُلوع الفجر، وجاء عن ابن دحية قوله: لا يصح شيءٌ من مولده في الليل، بدليل ولادة النبي -عليه الصلاة والسلام- يوم الاثنين، وما جاء من قول أُمّه أنها رأت النجوم عند ولادته؛ فيُحتمل أن المخاض جاءها ليلاً، وولدته عند الفجر، وفي هذا الوقت تكون النجوم ظاهرة، وكان مولده في شهر ربيعٍ الأول على قول الجُمهور، وجاء عن الحافظ أبو جعفر محمد بن عُثمان أن مولده كان في يوم عاشوراء من شهر مُحرم، لكنّ العديد من المحدّثين ضعّفوا هذا القول، وقالوا بترك هذه الرواية، والأصحّ عند معظم العلماء مولده في شهر ربيعٍ الأول.[٣]

أمّا يوم مولده في شهر ربيع الأول فقد تعدّدت أقوال العُلماء في تحديده، فقال بعضهم: أنه غير مُحددٍ ولا معلوم، ومنهم أبو جعفر مُحمد بن علي، حيث قال بالتوقّف عن ضبط عدد اليوم من الشهر، فهو من عِلم الله -تعالى-، ونقل كُل واحدٍ من الجُمهور ما قوِي عنده حسب ما بَلَغه، وقال الطبري أنّ ذلك كان في أول اثنين من شهر ربيعٍ الأول، وقال عطاء أنه في أول ليلتين من شهر ربيعٍ الأول، وقال الدّمياطي أنه في اليوم الثالث من شهر ربيعٍ الأول، وقال عكرمة وابن عبّاس وجبيْر بن مطعم أن ذلك كان في اليوم الثامن من شهر ربيعٍ الأول، وجزم بذلك أبو الخطاب بن دحية، وأبو بكر الخوارزمي، وأبو الحسين اللغوي، وابن حزم، وغيرهم، وذكر ابن عساكر عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر أن ولادة النبيّ كانت في اليوم العاشر، والمشهور قول الجُمهور أنّ النبيّ وُلد في اليوم الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول، وذكره ابن إسحاق وابن عبّاس وغيرهم، وكان مولده في عام الفيل، لقول قيس بن مخرمة: (وُلِدْتُ أنا والنَّبيُّ عامَ الفيلِ)،[٤] ونقل بعض العُلماء الإجماع على ذلك.[٣]