كيف كان شكل عمر بن الخطاب
١٢:٣٧ ، ١٦ ديسمبر ٢٠١٩
}
عمر بن الخطاب
هو أبو حفص عمر بن الخطاب الملقب بالفاروق، يُعد ثاني الخلفاء الراشدين، كما أنه من كبار أصحاب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن أشهر القادة والأشخاص في تاريخ الإسلام، وأكثرهم نفوذًا وتأثيرًا، إضافةً إلى أنّه من بين الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، وبعد وفاة الخليفة أبي بكر الصديق تولّى عمر بن الخطاب الخلافة الإسلامية، وقد عُرف عمر بن الخطاب بإنصافه وعدله من ظلم المسلمين وغير المسلمين؛ لذا لُقّب بالفاروق، إذ كان يفرق بين الحق والباطل، كما كان قاضيًا خبيرًا[١].
‘);
}
صفات عمر بن الخطاب الشكلية
كانت صفات عمر بن الخطاب الخَلقية صفاتًا تدل على شدته وقوته وصرامته وحزمه ووقاره وهيبته رضي الله عنه، ومن صفاته الشكلية أنه كان أسمر اللون، وتوجد بعض الأخبار التي تقول أن عمر كان أبيض اللون، ولكن الأخبار التي وصفت عمر بن الخطاب بأنه أسمر وردت بطرق ثابتة، وتبعًا للبعض بين ما ورد من صفة سمرة لون عمر بن الخطاب وبياض لونه، إذ ذكرت بعض الروايات أن عمر -رضي الله عنه- كان لونه أبيض، لكن تغير لونه عام الرمادة فأصبح أسمرًا؛ وذلك بسبب قلة الطعام والجهد، ولا يوجد ما يمنع أن يكون أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- في شبابه أبيضًا وتغير لونه رضي الله عليه بسبب أعباء الخلافة؛ إذ كان يتفقد أحوال الرعية، ويمشي في شدة الرمضاء، إضافةً للتعب والمشقة والجهد الذي كان يعاني منه، والزهد بالطعام والشراب، وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- طويل القامة، وأصلع الرأس، كما كان جسمه ضخمًا وبُعيد بين المنكبين، وكان رضي الله عنه جهوري الصوت؛ إذا غضب نفخ شاربه وفتل.
كما كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أعسر يسرًا، بمعنى يستخدم يديه جميعًا، وكان قوي البنية والجسم، ومن الآثار التي تدل على قوة جسم عمر -رضي الله عنه- وبنيته ما روي عنه عندما خرج بالجاهلية إلى الشام مع عمارة بن الوليد بن المغيرة، فشردت ناقته، فلحقها عمر -رضي الله عنه- وأعتقها وطرحها على جنبها، فحسده عمارة على قوته، إضافةً لما روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يصارع بسوق عكاظ، ولم يكن سوق عكاظ مجرد سوق تجاري، بل كان مناسبة سنوية للهو والتسلية والتفريج عن النفس، فكان محل جذب للكثير من الشعراء. ومن صفاته الشكلية رضي الله عنه أن لحيته كانت عظيمة، وكان يسرع رضي الله عنه بمشيته؛ فكان في رجليه اتساع ما بين الفخدين، كما كان كثير الشيب وغليظ الشعر وكثير شعر الجسد والرأس، وكان بفخدته رضي الله عنه شامة سوداء اللون[٢].
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
نشأة عمر بن الخطاب
تتميز نشأة عمر بن الخطاب بأنها كانت نشأةً غليظةً شديدةً، ولم يُعرف بها المال والثروة، ولا ذاق طعم الترف والراحة؛ إذ كلفه أباه برعاية إبلٍ لخالاته من بني مخزوم، ثم تعلم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- القراءة والكتابة، كما اشتغل بالتجارة، مما جعل عمر من أغنياء مكة المكرمة، كما كان رضي الله عنه صاحب مكانة كبيرة بقريش؛ إذ تولى السفارة بالجاهلية،فكان يذهب سفيرًا للعديد من القبائل وقت الحرب، وكان يخرج مفاخرًا إن قابله مفاخر آخر، وفي السنة السادسة للبعثة أسلم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، بعد دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يُعز به الله عز وجل الإسلام، ليلقب رضي الله عنه بفاروق الأمة، لأنه أعلن إسلامه في مكة المكرمة، ففرق به الله عز وجل بين الحق والباطل[٣].
إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كان إسلام عمر بن الخطاب في العام السادس أو السابع من بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وورد عدد كبير من النصوص في سبب إسلام عمر؛ إذ يُؤكد معظمها أن عمر بن الخطاب أسلم بسبب سماعه القرآن الكريم وتأثره به، ومن المهم أن نشير إلى أن دخول عمر بن الخطاب في الإسلام كان علنيًا؛ إذ بعث من ينشر الخبر في مكة المكرمة، إضافةً إلى أنه ذهب بنفسه ليعلن بنوادي قومه حول الكعبة المشرفة إسلامه، وهذا الأمر كان مناسبًا لطبيعة عمر النفسية والبدنية، وقد استجاب الله تعالى دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشأن إسلام عمر، وتحقق الغرض منه رضي الله عنه للمسلمين وللإسلام؛ إذ كان في إسلام عمر رفعة وعز ومنعة للمسلمين وللإسلام، وكان عمر صلبًا بالحق والجهر به، وصاحب هيبة عظيمة يهابه الكل حتى الصحابة.
عندما هاجر المسلمين للمدينة، خرج عمر بن الخطاب معهم هاربًا بدينه من المشركين، وخرج عمر -ر ضي الله عنه- مُتخفيًا كما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم والمسلمين-، فقد كان في إسلامه مثالًا يُحتذى به للمؤمن كامل الإيمان، فكان حريصًا على نقاء التوحيد، وصادق اليقين، وكان على باب الكمال بالطاعات والقربات بكافة أنواعها، فينافس ويسابق ولا أحد يسبقه بشيء[٤].
وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في عام 23 انتقل عمر لجوار ربه بعد أن قضى مهمته، وجعل راية الإسلام ترفرف، ولم يبق بالدنيا دولة ولا دين أعز مكانة وأعظم رقعة وأوطد أركانًا من الدولة الإسلامية والدين الإسلامي، فتوجه عمر بن الخطاب لربه بغايته السامية ومطلبه النبيل بأن يجمع الله -عز وجل- له بين الشهادة بسبيله، والموت ببلد نبيه صلى الله عليه وسلم، وهما أمران غاية بالصعوبة؛ لكن الله عز وجل أجاب وتقبل وتفضل بما هو أعظم.
طعن رضي الله عنه على يد فارسي حاقد وهو قائم يصلي الفجر، فنُقل لبيته وأدى صلاة الصبح، ثم توفي بعد أن أمن مصير دولة الإسلام على ما يحب ويرضى الله -عز وجل-، ودفن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بجوار رسول الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه-[٤].
المراجع
- ↑“الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه”، alfarooqcentre، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
- ↑“صفة عمر بن الخطاب وصورته”، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
- ↑عبد الرحمن بن عبد الله السحيم، “قطف الثمر بشيء من سيرة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه”، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
- ^أب“عمر بن الخطاب”، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.