‘);
}

الإنسان ذاك المخلوق المكرم

أوجد الله الكون، وشاءت إرادته -سبحانه- أنْ يخلق فيه خلقاً كثيراً، فخلق الملائكة المطهّرين، وخلق الجنّ، وخلق الحيوانات على اختلاف أنواعها ومسمّياتها، كما خلق الأشجار والنّبات بشتّى أنواعه، وأودع فيها الحياة، وخلق ما لا علم للإنسان به، قال الله تعالى: (وَيَخلُقُ ما لا تَعلَمونَ)،[١] لكنّ الله -عزّ وجلّ- لم يكرّم أحداً من مخلوقاته كما أكرم الإنسان، وفي هذا يقول المولى سبحانه: (وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ وَحَمَلناهُم فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلناهُم عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضيلًا)،[٢] وتتعدّد مظاهر تكريم الله للإنسان بجوانبٍ كثيرةٍ، وأوجهٍ مختلفةٍ، وانبثق عن هذا التكريم الإلهي مسؤولياتٍ وتشريعاتٍ وأحكامٍ، وقد نال هذا الموضوع اهتمام أهل العلم؛ فتناولوه بالبحث والسّبر، وكشفوا عن دلالاته ومقاصده؛ فكيف كرّم الإسلام الإنسان؟

جوانب اهتمام الإسلام بالإنسان

خلق الله الإنسان من طينٍ، ثمّ نفخ فيه من روحه، ليصبح الإنسان بعد ذلك بتركيبته التي أرادها الله -تعالى- إنساناً مكرمّاً، حيث يجمع بين أشواق الرّوح ومتطلبات الجسد وحاجاته، ومن هنا فقد أولى الإسلام الإنسان اهتماماً خاصاً، ومنحه من الحقوق ما ينسجم مع تكريم الله له، وما يضمن له أداء مهمّته في هذه الحياة وفق منهج الله تعالى، ومن أهمّ مظاهر تكريم الإسلام للإنسان: