‘);
}

تعظيم الله تعالى

إن من أعظم الواجبات على الإنسان أن يعرف قدر الله -تعالى- فيعظّمه حق التعظيم، وقد جاء الأنبياء بدعوة أقوامهم إلى تعظيم الله تعالى، فقال نوح عليه السلام لقومه: (مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّـهِ وَقَارًا)[١]، وقد جاء في تفسير هذه الآية عن ابن عباس أنه قال: “ما لكم لا تعظّمون الله حق عظمته”،[٢] فنوح -عليه السلام- أرجع قومه إلى التفكّر في نفوسهم ليستدلّوا بها على عظمة الله تعالى، فإذا تأمّلوا بقية مخلوقات الله -تعالى- فإنهم بذلك يزدادوا تعظيماً لله عز وجل، وكلما قلّ التعظيم في النفس ازداد الإنسان معصية وبعداً عن الله تعالى، فإن المشركين ما أشركوا إلا بسبب قلة تعظيمهم لله عز وجل، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ* مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).[٣][٤]

تعظيم الله باللسان

إن من الوسائل التي توصل العبد إلى تعظيم الله تعالى: حمد الله -سبحانه وتعالى- وكثرة الثناء عليه بالقول، فإن الله -سبحانه وتعالى- متّصفٌ بجميع صفات الكمال والجلال، وكلما كان المحمود أكثر عظمة وأكثر كمالاً كان حمده أكمل وأعظم، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول بعد الانتهاء من الطعام: (الحمدُ للهِ حمدًا كَثيرًا طيِّبًا مُباركًا فيهِ، الحَمدُ للهِ الَّذي كفانَا وآوانَا، غيرَ مكفِيٍّ ولامَكفورٍ، ولاموَدَّعٍ، ولا مُستغنًى عنهُ ربَّنَا)،[٥] فإن العبد لو أنفق كل حياته حامداً لله -عز وجل- لما استطاع أن يوفّ الله شكر نعمة واحدة عليه، والحمد يتضمّن نعت الله -عز وجل- بكل صفات الكمال وتنزيهه عن كل نقصٍ، وقد حمد الله -عز وجل- نفسه في عددٍ من المواطن في كتاب الله، فحمد نفسه ونزّهها عن الولد وعن السِنة أو النوم، وأنه لا يظلم أحداً ولا يعزب عنه من مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض صغُرت أم كبُرت.[٦]