كيف نستثمر حب الذات في تحقيق النجاح والسعادة؟

حب الذات هو الطريق الوحيد لتحقيق النجاح في الحياة المهنية والشخصية، وكثرة الملامة تجعل الإنسان عاجز فيفشل في تحقيق أحلامه وأهدافه في الحياة. فكيف نستثمر حب الذات في تحقيق النجاح والسعادة؟ هذا ماسوف نستعرضه في هذه المقالة فتابعوا معنا.

Share your love

أظهرَت دراسة أجرتها شركة “ون بول” (Onepoll) نيابةً عن شركة “فيدا هيلث” (Vida Health)، أنَّ 62% من المشاركين قالوا إنَّهم عادةً ما يشعرون بالاكتئاب في هذا الوقت من العام، في حين ذكر 32% أنَّ هذا الوقت دائماً ما يكون أسوأ موسم بالنسبة إلى صحتهم العقلية.

لكنَّ شهر شباط يُعرَف أيضاً بأنَّه شهر الحب، وهي فترة لتذكُّر أهمية الحب والشعور بالتعاطف تجاه الآخرين، بالإضافة إلى التفكير في نفسك؛ إذ يمكن لإطلاق الأحكام السلبية على الذات أن يُضعِف الأداء الوظيفي ويزيد من الشعور بالتوتر، في حين أنَّ التعاطف مع الذات، والتعامل مع النفس تعاملاً يعكس الدعم في أثناء تحديات العمل، وتقبُّل نقاط الضعف الشخصية والعقبات الوظيفية، كلها أدوات فعَّالة للتقدم الوظيفي:

الحواجز التي تعترض حب الذات:

يؤدي النقد الذاتي والشعور بالكراهية إلى بناء حواجز تعترض التقدم الوظيفي، وقد لا نكون على علم بها، فقد تعلِّمنا أنَّ حب الذات يدل على الأنانية أو النرجسية وأنَّ التضحية بالنفس فضيلة.

إذا كنت مثل معظم المهنيين، فلديك صوت يهاجمك بالنقد ويخبرك بأنَّك شخص عديم القيمة أو أناني أو غير كفء؛ بحيث لا يهدأ أبداً ويستحوذ على أفكارك أكثر من الصوت الذي يخبرك بالإمكانات التي تمتلكها حقاً.

نتيجةً لذلك، لن تحب نفسك كما تحب الآخرين، وستُحمِّل نفسك مسؤولية أصغر الأخطاء، ولن تؤمن بنفسك بما فيه الكفاية؛ ممَّا سيدفعك إلى التخلي عن أهدافك، وعندما تشعر بالحزن أو الألم، ستستخدم كلمات قاسية مثل “توقَّف عن الشعور بالأسف تجاه نفسك” أو “يوجد أشخاص أسوأ منك”، ويمكن أن يؤدي ذلك في الواقع إلى تفاقم محنتك.

خلال التسعينيات، سخر الممثلون الكوميديون من فكرة حب الذات والتعاطف معها بعبارات غير منطقية مثل: “أنا ذكي بما فيه الكفاية” أو “أنا جيد بما فيه الكفاية”.

عدم إدانة الذات:

من خلال إنكار حب الذات، يجد العديد من المهنيين المزيد من الراحة في تعذيب أنفسهم بسبب أخطائهم ونقاط ضعفهم؛ إذ إنَّ الاعتقاد السائد هو أنَّه إذا منحنا أنفسنا حرية التصرف، فقد يحولنا ذلك إلى أشخاص كسولين، ومن المحتمل أن يعزز التعامل السلبي مع الذات الأداء ويطور وظائفنا؛ لكنَّ هذا غير صحيح تماماً.

إنَّ معاقبة نفسك بقوة بعد مواجهة بعض العثرات هو مثل رفض مساعدة رجال الإطفاء لك عندما يحترق منزلك، فذلك يجعل الأمور تسوء أكثر ويقلِّل من فرصك في النجاح والازدهار في النهاية.

عندما تواجهك عقبة مهنية، مثل ضياع فرصة الترقية، أو فشل الالتزام بموعد نهائي هام أو فقدان الوظيفة، فإنَّ إدانة الذات هي العائق الحقيقي لذلك، وليست العقبة نفسها، كما إنَّ استبدال اللطف بإطلاق الأحكام يحفزك على القيام بأمور توقفتَ عن فعلها.

عندما تتوقف عن إدانة ذاتك وتستخدم أسلوب التعاطف، يمكنك أن ترى العائق الحقيقي بوضوح أكثر، وتشعر بمزيد من الراحة في التعامل معه، وإذا كنت لا تحب نفسك، فلن يكون لديك الحافز لإنجاز الكثير من الأمور، وقد تكون أكثر ميلاً نحو التخريب الذاتي في العمل، وعندما تتعامل مع أيِّ أمر بإيجابية ستتمكن من تحقيق النجاح.

شاهد بالفديو: طرق لممارسة التحدث الإيجابي إلى الذات من أجل تحقيق النجاح

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/mIW_OnS4uKQ?rel=0&hd=0″]

علم حب الذات:

اكتشف علماء الأعصاب وجود علاقة مباشرة بين التعاطف مع الذات والمرونة والنجاح، ومن المحتمل أن تستمتع بالرفاهية والنجاح عندما تمنح نفسك التعاطف مع الذات.

تُظهِر الدراسات أنَّ حب الذات والإطراء عليها يوسع المدارك المعرفية؛ ممَّا يسمح لنا بالتحدث إلى أنفسنا بالطريقة التي قد نتحدث بها مع الآخرين، حتى لا يكون الصوت الذي يخاطبنا من الداخل ليقيِّمنا هو الصوت الوحيد الذي نسمعه؛ ونتيجةً لذلك، يوفر حب الذات القدرة على تعزيز مزاجنا وأدائنا الوظيفي وإنجازاتنا.

تُظهِر دراساتٌ أجرتها “جامعة ويسكونسن” (University of Wisconsin)، أنَّه كلما زاد تعاطفك مع نفسك، زادت محبتك لنفسك، كما اكتشف الباحثون أنَّ التأمل الرحيم يُغيِّر في الدماغ، ويؤثِّر في مناطق الدماغ التي تجعلك أكثر تعاطفاً مع الآخرين، كما يمكن تطوير المشاعر الإيجابية مثل اللطف والرحمة بالطريقة نفسها التي تتعلم بها العزف على آلة موسيقية أو ممارسة رياضة معيَّنة.

علاوة على ذلك، كشف التصوير أنَّ الشبكات العصبونية في الدماغ التي تكتشف المشاعر، قد تغيَّرَت كثيراً لدى الأشخاص الذين مارسوا بشدة التأمل الرحيم.

كما تُظهر دراسات أخرى أنَّ التعبير عن التعاطف له آثار بعيدة الأمد في حياتك الشخصية والمهنية، فإذا اكتسبتَ عادة الحديث مع النفس بكلماتٍ تعكس الحب، فإنَّك تغيِّر الطريقة التي يعمل بها عقلك في الوقت الحالي، كما أنَّ مسامحة نفسك على أخطاء سابقة مثل التسويف، تجنبك التسويف في المستقبل على سبيل المثال.

طريقة ممارسة حب الذات:

الخطوة الأولى في ممارسة حب الذات هي أن تحب نفسك؛ إذ إنَّك إن لم تحب نفسك، فمن سيحبها؟ في أوقات الشدة والمصاعب، يساعدك التحدث إلى نفسك عن آلامك ومخاوفك بتعاطف وبنبرة هادئة ومريحة على التأقلم.

راقب عدد مرات توبيخك لنفسك، أو نَعت نفسك بأسماء غير لائقة أو الشعور بالخجل من نفسك، وواجه المعايير المستحيلة والأحكام القاسية بدلاً من مهاجمة نفسك، وسامح نفسك على نقاط ضعفك وانظر إليها على حقيقتها، سواءً كانت عادات أم أنماط سلوك قديمة أم مجرد أخطاء بسيطة قد نرتكبها جميعاً.

عندما تحب نفسك أكثر وتتقبل حدودك وقدراتك بتعاطف ورحمة، فأنت تتعامل مع تجربة مُرهقة فحسب، وليس مع مشاعر سلبية ناتجة عن الأحكام التي تصدرها بحق نفسك، فكلما زاد تعاطفك مع نفسك، زاد تعاطفك مع الآخرين، وأفضل علاج هو أن تحدِّث نفسك بطريقة حماسية وتستخدم عبارات الإطراء الإيجابية.

يجب أن تُعجَب بنفسك في كل مرة تنهي فيها مشروعاً أو تحقق خطوةً ناجحةً أو هدفاً في العمل، وسواءً كنت تتعامل مع متاعب صغيرة أم أزمات كبيرة، فإنَّ دعمك لنفسك يقلِّل من التوتر ويوفر الهدوء والوضوح لتوسيع نطاق تقبُّل العقبات الوظيفية، لهذا السبب، امنح نفسك هذا العام هدية حب الذات في يوم عيد الحب وعبِّر عن حبك للآخرين.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!