كيف ننمي مهارات أبنائنا الدراسية؟

 

وتقوم ذاكرة الإنسان بحفظ جميع المعلومات تماماً مثلما يقوم جهاز الكمبيوتر الشخصي بحفظ المعلومات المتاحة بأمان.
وليس هناك ذاكرة ضعيفة وأخرى قوية كما يعتقد البعض، ولكن في الحقيقة هناك ذاكرة مدربة وذاكرة غير مدربة.
مجلة “أسرتي” رصدت واستمعت إلى كثير من الأمهات اللاتي يعانين من انحدار مفاجىء لمستوى التحصيل الدراسي لبعض أبنائهن في فترة سن المراهقة، وهي الفترة التي لابد أن يمر بها أبناؤنا وبناتنا.
الاستاذ الدكتور مجدي أبو الدهب أستاذ الأعصاب في كلية الطب جامعة الأزهر في القاهرة يلقي الضوء على بعض النقاط التي يجب مراعاتها لتحصيل مستوى دراسي أفضل لأبنائنا من خلال حديث أجريناه معه.
يقول أ.د “أبو الدهب”:
تولد الذاكرة مع الإنسان منذ الولادة، فالطفل يتذكر أو ما يتذكر ثدي أمه، وبما أن فم الطفل هو طريقه الوحيد لمعرفة العالم الخارجي، فإن الرضيع يبدأ بالبحث عن ثدي أمه ليس فقط لإشباع جوعه، ولكن ليشعر بالأمان، وذلك لأنه استرجع ذاك الإحساس الذي شعر به أول مرة قامت فيه الأم بإرضاعه.
ونستطيع أن نميز ثلاث وظائف رئيسية للذاكرة هي:
·         مرحلة استقبال المعلومة
وتتم عن طريقة استقبال المخ البشري كل المؤثرات الخارجية من الحواس الخمس، فالإنسان عندما يرى أو يسمع شيئاً تنتقل إشارات إلى المخ “في منطقة الفص القفوي”.
وقد أثبت العلم بالدراسة أنه لابد من التركيز والانتباه كي تثبت المعلومة في ذهن الإنسان، وهذا بالضبط ما نطالب به أبناءنا في الفصل أثناء شرح المدرس.. “ألا ينشغل بأي شيء آخر”.
وهنا لابد أن ألفت نظر الآباء إلى أن درجة الإنتباه والتركيز عند الشخص العادي تكون بين ساعة وساعة ونصف.. بعد ذلك يفقد الإنسان تركيزه، لأن قدرة العقل الاستيعابية تصل إلى الصفر.
لذلك فأنا أدعو الآباء إلى منح أبنائهم فترات استراحة قصيرة أثناء القيام بأداء واجباتهم الدراسية أو الاستذكار للامتحانات.
وقد وجد العلماء أن أحسن فترة زمنية لنشاط المخ تكون في ساعات النهار مقارنة بساعات الليل، بمعنى آخر: إذا تعود الطالب على النوم في العاشرة مساء مثلاً ولمدة ثماني ساعات، تكون أعلى درجة لنشاط المخ عنده والقدرة على التركيز عند الساعة العاشرة صباحاً، لذلك نطلب من أبنائنا الطلاب النوم المبكر حتى يبدأوا يومهم الدراسي بذهن نشط.
·         حفظ المعلومة
قام فريق من العلماء بعمل تجربة على فأر، حيث وضعوه في متاهة وتركوه يحاول الخروج منها، فاستغرق ذلك ربع ساعة، وفي المرة الثانية استغرقت المحاولة عشر دقائق فقط، لأنه احتفظ في ذاكرته ببعض المعلومات من التجربة الأولى، وساعده ذلك على الخروج بشكل أسرع نسبياً، وفي المرة الثالثة خرج بعد خمس دقائق فقط.
ومن هنا استنتجوا أن حل بعض التمارين والأسئلة التي يطالب بها المدرس تلاميذه يساعدهم على تثبيت المعلومة.
ووجدوا أن أفضل وقت لتثبيت المعلومة هو آخر الليل قبل النوم مباشرة، وذلك لأن النوم يعتبر أفضل مرحلة لتحقيق ذلك، فالطالب إذا وجد صعوبة في حفظ درس ما مثلاً، فعليه أن يقرأه مباشرة قبل النوم، وعندما يصحو في الصباح سيجد أنه سيردده بشكل تلقائي.
·         استرجاع المعلومة
لابد أن يتم ذلك في جو صحي، فكما أن للمخ قدرة على استيعاب المعلومة، فله ايضاً قدرة على استرجاعها، في وقت الإمتحان مثلاً يجب أن يكون في الصباح الباكر، كذلك ليس مناسباً أيضاً أن نضع في جدول الامتحانات اكثر من امتحانين في اليوم الواحد، حتى يظل المخ في حالة نشاط أثناء حل أسئلة الامتحانات.
 ولابد أن أذكر أن تغيّر الهرمونات في جسم المراهق قد يؤدي إلى اضطرابات في مرحلة المراهقة، وهي فترة الإبداع والإنتاج، مما يؤثر سلباً على مستوى تحصيله الدراسي، لذا وجب على الأباء تكريس جهودهم على مساعدة أبنائهم في اجتياز تلك المرحلة الحرجة.

المصدر: بوابة المرأة

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!