‘);
}

الوفاء بالعهد

العَهْد في اللغة هو كل ما عوهِد عليه الله وجميع المواثيق بين عباده، ويأتي العَهْد بمعنى الوصية، كما يأتي بمعنى ما يكتبه الوالي، وجمعه عُهُود،[١] وفي معجم مختار الصحاح العَهْد هو الأمان، وهو يمين موثّق، كما يعني الذمّة والوصية، وهو مصدر الفعل عَهِدَ.[٢] أما الوفاء في اللغة فهو: (إتمام العهد وإكمال الشرط)،[٣] ويقال أوفى عهده أي أتمه،[٤] وللوفاء أنواع أربعة، هم: الوفاء مع الله تعالى، والوفاء مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، والوفاء مع النفس، والوفاء مع الناس في الأقوال والأفعال، والوفاء بشكل عام هو صفة راسخة في نفس الفرد قائمة على طهارتها وعلوّ قدرها، ويصدر عن هذه الصفة المحافظة على العهد وإتمامه.[٣]

إنّ الوفاء بالعهود صفة أخلاقية وإنسانية لها شأن عظيم، فهي صفة تكشف عن صدق صاحبها واستقامته، كما من شأنها تقوية الثقة المتبادلة بين الأفراد وزيادة التعاون في المجتمع وتقوية الروابط فيه، إنّ الوفاء بالعهد خلق نبوي وسلوك إسلامي، فمن أساس سلوكيات الإسلام الالتزام بالعهود واحترامها،[٥] ولا يكون تعاون الناس بين بعضهم قائماً إلّا بالوفاء بالعهود والالتزام بها، فنقض العهد يؤدّي إلى تنافر قلوب الناس، وبالتالي عدم قدرتهم على التعايش والتعاون فيما بينهم، وقد وصف الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز من يفي بالعهد بأفضل الصفات، قال تعالى: ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)،[٦] أما نقض العهد فقد وصفه الله بصفات سيئة لما ينبع عنه من سوء الأخلاق، قال تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[٧][٨]