كيف يمكن لأجهزة أمازون كيندل أن تحسن عادات القراءة؟

في كل بضع سنوات، أواجه بعض المشكلات التي تتمثل في تعب عينيَّ بسبب جلوسي المتواصل أمام شاشة الحاسوب نتيجة انشغالي بالعمل. وفي آخر مرة حصل معي هذا قمت ببعض التغييرات على عاداتي في القراءة. أنا لست متأكداً من أنَّها السبب في تحسُّن وضع عينيَّ، ولكن هذه التغييرات جعلت قراءتي أكثر إنتاجية؛ لذا أردت التحدث عن تجربتي في هذا المقال.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن “مارك شيد” (Mark Shead)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في تغيير عادات القراءة الخاصة به.

لقد كنت في الماضي أقوم بالكثير من القراءة على الحاسوب، وكانت نظريتي السابقة حول سبب إرهاق عينيَّ هي أنَّ التحديق إلى الشاشة الساطعة كان يرهقهما؛ ونتيجة لذلك، كنت أبحث عن طريقة لاستبدال الحاسوب كوسيلة قراءة، وقد كان لديَّ قارئ إلكتروني قديم من شركة “سوني” (Sony) يستعمل تقنية الحبر الإلكتروني، تماماً مثل الذي يُستعمَل في أجهزة “أمازون كيندل” (Amazon Kindle) المخصصة لإراحة عينيك.

يمكن قلب الجزيئات بطريقة تجعلها بيضاء (في الواقع رمادي فاتح) أو بطريقة أخرى لجعلها سوداء؛ والنتيجة النهائية تكون وكأنَّك تقرأ جريدة.

وبينما أحببت تجربة القراءة على جهاز “سوني ريدر” (Sony Reader)، لم تكن هناك طريقة جيدة لتحميل المحتوى عليه؛ لذا انتهى بي الأمر إلى طلب جهاز “كيندل” (Kindle) لأنَّه يحتوي على نوع الشاشة نفسه؛ إذ حصلت على وجه التحديد على واحد من الأجهزة القديمة ذات “لوحة المفاتيح” مع خاصية اتصال “ثري جي” (3G) واتصال على الشبكة اللاسلكية “واي فاي” (Wifi).

ما يزال هذا النوع من الأجهزة يوفر الوصول إلى الإنترنت من خلال اتصال بسرعة “ثري جي” (3G)، وأعتقد أنَّه قد يكون مفيداً إذا كنت أرغب في قراءة مقالات على الموسوعة الحرة “ويكيبيديا” (Wikipedia).

كان الجزء الصعب هو محاولة معرفة كيفية نقل المحتوى من الإنترنت إلى جهاز “كيندل” (Kindle)؛ إذ كنت قد جربت بعض الأشياء؛ لكنَّني استقريت في النهاية على تطبيق يدعى “ريديبيلتي” (Readability)؛ إذ يتيح لك هذا التطبيق تنظيف الصفحة لتسهيل قراءتها عن طريق إزالة الإعلانات والتنقل، كما يأخذ أيضاً مستندات متعددة الصفحات ويجمعها في مستند واحد كبير.

ولكنَّ الجزء الذي كنت مهتماً به هو الطريقة التي تتيح لي نقل صفحة ويب إلى جهاز “كيندل” (Kindle) الخاص بي؛ إذ يحتوي التطبيق على متصفح مدمج يتيح لك إرسال صفحة ويب إلى جهاز “كيندل” (Kindle) الخاص بك باستعمال مفاتيح الاختصار، وهناك طريقتان للقيام بذلك؛ الطريقة الأولى أن تضعه في مجلة يومية تحتوي على جميع المقالات التي أرسلتها إلى جهاز “كيندل” (Kindle) الخاص بك في ذلك اليوم، أمَّا الطريقة الأخرى أن ترسله إلى جهاز “كيندل” (Kindle) الخاص بك على الفور.

يرسل التطبيق الملفات إلى عنوان بريدك الإلكتروني في جهاز “كيندل” (Kindle) الخاص بك، ويمكنك اختيار ما إذا كنت تريد نقلها إلى العنوان المجاني، الذي سيعمل عبر الشبكة اللاسلكية “واي فاي” (Wifi) فحسب، أو العنوان الذي سيفرض عليك رسوماً إذا استعملت اتصال “ثري جي” (3G).

ويرسل إعدادي الحالي إلى جهازي الخاص مجموعة المقالات اليومية في حوالي الساعة 6 مساءً؛ إذ إنَّه في أثناء النهار، إذا رأيت أيَّ شيء قد أرغب في قراءته، أرسله إلى تطبيق (Readability) وفي المساء، يتم إرسال كل هذه المستندات كمستند واحد إلى جهاز “كيندل” (Kindle) الخاص بي، ويمكنني قراءتها قبل أن أخلد إلى الفراش.

أمَّا إذا عثرت على شيء أحتاج إلى قراءته على الفور، فيمكنني إرساله مباشرة إلى جهاز “كيندل” (Kindle) الخاص بي من دون الحاجة إلى الانتظار حتى الساعة 6 للنقل اليومي.

عموماً، يبدو أنَّ هذا النظام جعلني أكثر كفاءة في قراءتي؛ إذ عندما أجد مقالات خلال اليوم، أسأل نفسي: “هل هذا شيء يستحق قضاء وقتي في قراءته؟”. إذا كان الأمر كذلك، فأرسله إلى جهاز “كيندل” (Kindle) الخاص بي وأواصل عملي.

وعندما أحمل جهازي في المساء، أسأل نفسي مرة أخرى إذا كانت كل مقالة تستحق وقتي قبل قراءتها؛ إذ أدى هذا إلى شيئين؛ الأول: أن أكون أكثر حرصاً بشأن ما أقرأه؛ فيجب أن أقرر أنَّ شيئاً ما يستحق القراءة مرتين قبل أن أخصص الوقت الفعلي لقراءته.

والثاني: يمنعني ذلك من خسارة المقالات الطويلة عندما أكون مشغولاً ولا أتمكن من إنهاء المقال، فإذا توقفت عن القراءة لسبب ما، يعيدني جهازي إلى حيث توقفت آخر مرة، وهذا أكثر فاعلية من مجرد محاولة ترك علامات التبويب مفتوحة في متصفح الويب الخاص بي.

منذ أن بدأت القيام بذلك، لم أعانِ من القدر نفسه من الإجهاد في عيني، ولست متأكداً ما إذا كان للجهاز فضل في هذا. وعلاوة على ذلك، بدأت أيضاً ببذل جهد أكثر للحصول على مزيد من النوم، وهذا هام للغاية أيضاً، ولكن حتى لو لم يكن للتغيير أيُّ علاقة بمساعدة مشكلة عيني، فقد كان الأمر يستحق ذلك من حيث جعل عملية القراءة أكثر كفاءة وتركيزاً.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!