‘);
}

الله الرزاق

الله -تعالى- صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا، تعالى عن الشريك والولد، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- إنَّ في القرآن الكريم ذكرٌ لأسماء الله -تعالى- وصفاته وأفعاله أكثر من ذكر الطعام والشراب والنكاح في الجنة، وأعظم آية في القرآن الكريم هي آية الكرسي المُتضمنّة لأسماء الله -تعالى- وصفاته، ومن أسماء الله -تعالى- اسم الله الرزّاق، ويُقْسم الرزق إلى قسمين؛ الأول رزق الأبدان، وهو عام يشمل البَر والفاجر وكل دابة، لذلك استنكر الله -تعالى- على الكفار عبادة من لا ينفعهم ولا يرزقهم، فالله بيده ملكوت كل شيء وهو وحده الرزَّاق، فمن يرزق الجنين في بطن أُمه ويحفظ قوته سواه؟ ومن يرزق الطير في الوكر والسمك في البحر والثعبان في الجحر سواه؟[١]

وتأمّل كيف أذِن الله -تعالى- بلطفه وحكمته للعصفور الصغير أن يدخل في فم التمساح؛ ليأخذ بقايا الطعام من بين أسنانه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنَّكم توكَّلونَ على اللهِ حقَّ توكُّلِه لرزقَكم كما تُرزقُ الطيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا)،[٢] ويشير الحديث إلى أنَّ التوكل على الله -تعالى- لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب، فالطير تغدو صباحاً ولا تبقى حبيسة في وكرها تنتظر أن يأتيها الرزق، والنوع الثاني من الرزق هو الرزق الذي يتفضَّل به الله -تعالى- على صفوة عباده، ويكون هذا الرزق للقلوب بتغذيتها بالإيمان والعلم النافع.[١]