‘);
}

الشهادة في سبيل الله

تعدّدت الأسباب في تسمية الشهيد بهذا الاسم، فقيل: إنّ سببها يرجع إلى أنّ الشهيد حيٌ وحاضرٌ عند الله تعالى، أو لأنّه عندما يُقتل يسقط على الشاهدة؛ وهي الأرض، وقيل: لأنّ الله -تعالى- وملائكته شهدوا له بالجنّة، وقد عرّفه الشافعية فقالوا: (الشهيد هو من مات من المسلمين في جهاد الكفّار، قبل انقضاء الحرب، بسبب من أسباب قتالهم؛ كالذي قتله كافر، أو أصابه سلاح مسلم خطأ، أو عاد عليه سلاحه، أو تردّى في بئر، أو رفسته دابته فمات، أو قتله مسلم باغٍ استعان به أهل الحرب)، وممّا يدلّ على عظيم فضل الشهادة في سبيل الله، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- تمنّى أن يُقتل في سبيل الله، حيث قال: (والذي نفسي بيدِه، وددتُ أنّي أقاتِل في سبيل الله فأُقتل، ثمّ أُحْيا ثمّ أُقتل، ثمّ أُحْيا، ثمّ أُقتل، ثمّ أُحيا، ثمّ أُقتل، ثمّ أحيا)،[١] بالإضافة إلى أنّ الشهيد لا يُفتن في قبره، حيث روى راشد بن سعد رضي الله عنه، أنّ رجلاً سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن سبب عدم فتنة الشهيد في قبره، فقال :(كفَى ببارقةِ السُّيوفِ علَى رأسِهِ فتنةً)،[٢] كما أنّ الشهيد حيّ عند الله تعالى، كما قال الله تعالى:(وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ)،[٣] ومن الجدير بالذكر أنّ للشهادة في سبيل الله صور مختلفة؛ منها: الرجل الذي يقول كلمة الحقّ عند السلطان الظالم، فيغضب منه ذلك السلطان ويقتله؛ حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:(سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، ورجلٌ قام إلى إمامٍ جَائِرٍ فأمرَهُ ونَهاهُ، فَقَتَلهُ)،[٤] والموت دون الأهل، والدين، والدم، والمال، والمظلمة، ومن طلب الشهادة بصدق، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (مَن طَلَب الشَّهادَةَ صادِقاً، أُعطِيَها، ولو لم تُصِبْه).[٥][٦]

الخصال الست للشهيد

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له في أول دَفعة ويَرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبرِ، ويوضع على رأسه تاج الوقار؛ الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحورِ العِين، ويشفّع في سبعين من أقاربه)،[٧] وللشهيد فضائل عديدة، منها ما ذكره النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث السابق، وفي ما يأتي توضيحها:[٨]