‘);
}

الوحي

يُعرّف الوحي لغةً بأنّه الإشارة والإيماء، أو الإعلام بالخفاء، وأمّا اصطلاحاً فيُعرّف بأنّه بما يلقيه الله -تعالى- إلى أنبيائه من علمٍ ضروريٍ يُخفيه عن غيرهم، بعد أن يعدّ أرواحهم لتلقيه، بواسطة ملكٍ أو غيره، ومن الجدير بالذّكر أنّ الله -تعالى- قد أوحى للكثير من الأنبياء، منهم من قصّ علينا قصصهم في القرآن الكريم، ومنهم من لم يقصص، حيث أرسلهم إلى الناس جميعاً، مبشرين ومنذرين، حتى لا يكون للناس حجةٌ بعد الرسل، وقد تعدّدت طرق الوحي لخاتم الأنبياء والمرسلين، وكانت أول طريقةٍ أُوحي إليه من خلالها؛ هي الرؤيا الصالحة، مصداقاً لما رُوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنّها قالت: (كانَ أوَّلُ ما بُدئَ بهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الوحيِ الرُّؤيا الصَّادقةَ في النَّومِ، فَكانَ لا يرى رؤيا، إلَّا جاءَت مثلَ فلقِ الصُّبحِ)،[١] والنوع الآخر من خلال إلقاء الملك في قلبه وروعه، من غير أن يراه، أو أن يأتيه الملك على هيئة رجلٍ يكلّمه، ويعي ما يقول.[٢]

كتّاب الوحي

اختلف أهل العلم في عدد كتّاب الوحي، فمنهم من قال بأنّهم ثلاثة عشر صحابياً، ومنهم من قال بأنّهم أكثر من عشرين، وقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- في كتابه البداية والنهاية، بأنّهم ثلاثةٌ وعشرون صحابياً، حيث قال: (أمّا كتاب الوحي وغيره بين يديه صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنهم أجمعين، فمنهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ثمّ ذكر: أبان بن سعيد بن العاص، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأرقم بن أبي الأرقم؛ واسمه عبد مناف، وثابت بن قيس بن شماس، وحنظلة بن الربيع، وخالد بن سعيد بن العاص، وخالد بن الوليد، والزبير بن العوام، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن أرقم، وعبد الله بن زيد بن عبد ربه، والعلاء بن الحضرمي، ومحمد بن مسلمة بن جريس، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم أجمعين)، وفيما يأتي نبذةٌ مختصرةٌ عن بعض كتّاب الوحي:[٣]