لماذا لم تتفاعل المناضلات النسويات مع فضيحة “الجنس مقابل النقط”؟

فضيحة مدوية تلك التي عرفتها كلية العلوم بمدينة تطوان، أو ما اصطلح على تسميته بـ"الجنس مقابل النقط"
الفهرس

لماذا لم تتفاعل المناضلات النسويات مع فضيحة “الجنس مقابل النقط”؟

عبد الله مخلص – هوية بريس

فضيحة مدوية تلك التي عرفتها كلية العلوم بمدينة تطوان، أو ما اصطلح على تسميته بـ”الجنس مقابل النقط”، حيث كشفت معطيات أن أستاذا تورط في ابتزاز جنسي لطالبات مقابل تلاعبه بالنقط.

هذا الابتزاز الذي أثار الرأي العام، سلطت عليه الأضواء إعلاميا، ما دفع بالوكيل العام ووالي الأمن إلى الإسراع في البحث ليتوصلا إلى هويات ما يزيد عن نصف عدد الطالبات المعنيات بالمحادثات الخاصة ذات الطابع الجنسي مع أستاذ الجبر بالحمامة البيضاء، فيما لا يزال البحث جاريا إلى الآن عن الطالبات الأخريات.

أكيد أنه لا يمكن الجزم بالتهم المنسوبة إلى الأستاذ حتى تنتهي التحريات ويقول القضاء كلمته، كما لا يمكن أيضا أن نتهم أستاذ الجبر وحده، ونبرئ بإطلاق ساحة الطالبات المتورطات.

ذلك أننا نعلم جميعا واقع الجامعات المغربية وما يجري في قاعاتها ومدرجاتها وساحاتها وحدائقها ومراحضها من سلوكات مخلة وعلاقات شاذة بين الطلبة والطالبات.

ونعلم أيضا كيف تخاطب بعض الطالبات الأساتذة وتدغدغ أجهزتهم التناسلية من خلال اللباس العاري، والغنج في الكلام، بل والتصريح أيضا بقابلية الدخول في علاقات مشبوهة.

ونعلم إضافة إلى ذلك أن ما أثير حول الجنس مقابل النقط، سلوك قديم في بعض الجامعات المغربية، وأنه يمارس (على عينك أبنعدي)، لكنه صار “طابو” لا أحد يجرؤ على كسره أو حتى الاقتراب منه.

المهم، أنا لا أعمم، ولا أريد أن أطيل أيضا في توصيف واقع يعلمه كل من دخل الجامعة دارسا أو محاضرا أو زائرا.

لكن ما يهمني في هذا العمود هو الحديث عن الحركات النسوية التي عهدنا سماع أصوات مناضلاتها المبحوحة في مثل هذه المحطات، فقد خرجت الرفيقات عند الوهلة الأولى، ودون تثبت من صحة الخبر، لتدين ما نشرته يومية كذبا، بأن سلفيين جردوا فتاة من ثيابها بـ(سويقة) الرباط، ورفعت “الحقوقيات” شعار (صايتي حريتي) للمطالبة بحرية “سمية وسهام” المتابعتين في إنزكان بتهمة الإخلال بالحياء العام، وناضلت النسويات أيضا من أجل الإطلاق الفوري لفتاتين اعتقلتا بعد أن تبادلتا القبل فوق سطح منزل بمراكش.

لكن مناضلاتنا العتيدات لم يخرجن في هذه المحطة، ولم يتفاعلن مع ما نشرته وسائل الإعلام، ولا مع الوقفة الاحتجاجية التي نظمها طلبة كلية العلوم بجامعة عبد الملك السعدي تنديدا بالابتزاز الجنسي، والاستغلال البشع والإساءة البليغة لمكانة المدرس.

ما يطرح أكثر من سؤال حول هذا الغياب غير المعتاد:

هل اقتنعت النسويات بعدم عدالة قضية الطالبات؟

أم أنهن لم يردن كسر الطابو وفتح نقاش جاد حول الأسباب المفضية إلى الوقوع في مثل هذا النوع من الابتزاز؟

أم أن هذه الجمعيات تتعامل مع القضايا المطروحة بانتقاء ونوع من التمييز والفئوية؟

يشار إلى أن امرأة مغربية تدعى “جليلة صادق” فضحت ما أسمته “جمعيات السعاية بالفقراء”، وكشفت -عبر يومية “المساء”- للرأي العام الوطني والدولي أن كثيرا من الجمعيات التي تدعي الدفاع عن حقوق المرأة تستغلها أبشع استغلال وتمعن في تكريس وضعيتها المزرية لتحقق مكاسب مادية وتخطب ود دول أجنبية.

Source: howiyapress.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!