ماذا بقي من أوهام السلام؟

ماذا بقي من أوهام السلام إنه سؤال بات ملحا في ظل الظروف الحالية التي تمر بها قضية فلسطين وإذا رجعنا إلى أحداث هذه القضية وتفاعلاتها لا سيما في المدة الزمنية الأخيرة فإننا سنجد أنفسنا أمام كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى والكارثة الأعظم أن من نصبوا أنفسهم متحدثين باسم القضية لا يكادون ينتبهون لما يجري..

ماذا بقي من  أوهام السلام؟

إنه سؤال بات ملحا في ظل الظروف الحالية التي تمر بها قضية فلسطين. size=3>

وإذا رجعنا إلى أحداث هذه القضية وتفاعلاتها لا سيما في المدة الزمنية الأخيرة فإننا سنجد أنفسنا أمام كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والكارثة الأعظم أن من نصبوا أنفسهم متحدثين باسم القضية لا يكادون ينتبهون لما يجري، أو بالأحرى هم يدرون لكنهم- لحاجة في أنفسهم- يتعامون عن الحقائق على الأرض. فخطاب التطمينات الذي قدمه الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق( شارون ) قد نسف كثيرا من الأسس التي ينبغي أن يقوم عليها التفاوض إذا كان هناك جدية أصلا. size=3>

فبناء على ما ورد في الرسالة المذكورة من حق إسرائيل الاحتفاظ بالمستعمرات التي أقامتها على أرض فلسطينية احتلت عام 67 ، وهذا يعني عمليا أن الرجوع إلى حدود عام 67 ، بات أمرا مستحيلا بالنظر إلى الواقع الموجود على الأرض. كما أهدرت هذه التطمينات حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها. وأكدت على يهودية الدولة العبرية بما يفتح الباب أمام ترانسفير جديد بدأت مطالبات به تلوح في الأفق.size=3>

إن البنود التي حوتها رسالة التطمينات قد أثلجت صدور قادة اليهود لدرجة جعلت بعضهم يشبهها بوعد بلفور، واعتبروا أن الرسالة قد رسمت الحدود التمهيدية لإسرائيل.size=3>

ثم إن الأيام أثبتت بعد ذلك أن الإدارة الأمريكية الحالية قد جعلت من نفسها خط الدفاع الأول عن الكيان الصهيوني في كل شيء، في المحافل الدولية، أمام أطراف التفاوض، على المستوى الإعلامي.size=3>

ثم جاءت الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي لتقضي على ما تبقى من أوهام لدى الحالمين منا بتحقيق السلام.size=3>

_ فحق العودة تم إلغاؤه أو إهداره ، والحديث الآن عن آليات للتعويضات لا عن العودة ، حتى إن بعض الدول العربية التي بها أعداد كبيرة من الفلسطينيين بدأت تبدي قلقها من هذه التصريحات والتوجهات.size=3>

_ والطرف الفلسطيني هو المطالب بإثبات حسن النوايا عن طريق وأد المقاومة ( المسماة عندهم بالإرهاب ) ، والهدف في النهاية أن يبقى الفلسطينيون بلا أنياب ولا أظافر حتى يخضعوا صاغرين لما يملى عليهم ، ويتحولوا إلى مجرد حراس للسادة اليهود يحمونهم من أي إزعاج قد يطرأ ولو بعد حين.size=3>

_ والتأكيد على أحقية إسرائيل في الاحتفاظ بمستوطناتها المقامة على الأراضي المحتلة عام 67 .size=3>

ـ والتأكيد على أن كل ما تفعله إسرائيل من قتل ودمار واستخدام لأسلحة ممنوعة دوليا وخطف لأعضاء البرلمان المنتخبين وغير ذلك هو من قبيل الدفاع عن النفس.size=3>

ـ صدور تصريحات قادة الكيان الصهيوني بأن القدس خارج المفاوضات، وأنه لا عودة للاجئ إلى أرض فلسطين وتصريحات أخرى كثيرة.size=3>

وقد آتت الزيارة ثمارها سريعا فلم يكد ينصرف من زيارته حتى بدأت الأسلحة الإسرائيلية تحصد أرواح وممتلكات الفلسطينيين في غزة وغيرها من مدن وقرى فلسطين ، وبالتزامن مع ذلك تم إحكام الحصار على قطاع غزة بإغلاق كافة المعابر ، ومنع دخول الوقود حتى توقفت محطة توليد الكهرباء ومعها توقفت أجهزة المستشفيات والصرف الصحي و..كل مظاهر الحياة بما ينذر بكارثة إنسانية لم نشهد مثلها في العصر الحديث.size=3>

والعجب أن يحدث هذا في ظل صمت دولي وعربي وكأن الكارثة لا تعنينا، والأعجب أنه في ظل هذا الواقع المزري والعنجهية الصهيونية والتواطؤ الدولي لا يزال بعضنا يتشدق بالكلمات الرنانة حول السلام والدولة والأمل ونحن بدورنا نتساءل: size=3>

أي سلام ؟ size=3>

وأية دولة ؟size=3>

وأي أمل ؟ size=3>

ألا نملك من الجرأة ما يكفي لنعلن وقف هذه المهزلة المسماة عملية التفاوض، أو محادثات السلام ؟ size=3>

ألا نملك من الجرأة ما يكفي لنعلن أننا سنفتح المعابر وسنُدخل إلى القطاع كل ما يحتاجه ليعيش أبناؤه مستغنين عن خدمات اليهود الغير مجانية؟size=3>

أما آن لنا أن نلقي أغصان الزيتون ونرفع السلاح حتى يعرف عدونا أن عندنا من النخوة والكرامة والقوة ما يكفي لإجباره على الرجوع إلى رشده إن كان به رشد؟size=3>

أما آن لمن يتفرجون على مأساة إخوانهم في غزة شامتين أو على الأقل صامتين أن يعرفوا أن الدور بعد غزة عليهم؟size=3>

إننا نخشى أن يطول صمتنا حتى نفاجأ بالعدو في كل دار من ديارنا وعندها لن يجدي قولنا : أكلت يوم أكل الثور الأبيض.size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!