‘);
}

حكم الجمع بين الأختين

يحرّم الجمع بين الأختين، وقد دلّت على ذلك نصوصٌ من القرآن الكريم والسنّة النبويّة، كما أجمع العلماء على التحريم، حيث قال الله تعالى عندما ذكر المحرّمات: (وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ)،[١] وقد ورد في السنّة أنّ أمّ حبيبة -رضي الله عنها- عرضت على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن يتزوج من أختها، فرفض الرسول، وقال: (إنَّ ذلكَ لا يحلُّ لي)،[٢] ومعنى عدم الجمع بين الأختين؛ أي عدم جمعهنّ في عصمة رجلٍ واحدٍ، والحكم لا يختلف إن اختلف مكان إحداهنّ، وإذا طلّق الرجل زوجته طلاقاً رجعياً لا يجوز له الزواج من أختها إلا بعد انقضاء عدّة المطلقة، واختلف العلماء في الزواج من أخت المطلقة طلاقاً غير رجعيّ، فذهب كلٌّ من: مجاهد وعطاء والنخعي والثوري وأحمد بن حنبل، إلى أنّ الزواج من أخت المطلقة أو من غيرها يكون بعد انقضاء العدّة، وذهبت طائفةٌ من العلماء إلى جواز ذلك قبل انقضاء العدّة، ومنهم: الشافعي وأبو ثور وأبو عبيد وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب والحسن والقاسم.[٣]

الحكمة من تحريم الجمع بين الأختين

إنّ الجمع بين الأختين قد يؤدي إلى حصول النفرة والتشاجر والتشاحن والتباغض بينهنّ، والأصل في العلاقة بينهنّ أنّها قائمةٌ على المحبّة والودّ والألفة، حيث قال ابن عاشور في كتاب التحرير والتنوير: إنّ الشرع يريد بقاء المودة بين الأختين، ولدفع الغيرة بينهما؛ حرّم الجمع،[٤] كما أنّ الجمع بين الأختين قد يؤدي إلى التباغض بين الأقارب، ممّا قد يؤدي إلى حصول قطيعة رحمٍ، وإنّ قطيعة الرحم محرّمةٌ،[٥] وقد حذّر الإسلام من قطيعة الرحم، وجعلها من كبائر الذنوب التي توجب اللعن والطرد من رحمة الله تعالى؛ فقطيعة الرحم تشمل الإساءة إلى الرحم، أو عدم الإحسان إليه، كما أنّ قطيعة الرحم تعدّ من صور الفساد في الأرض، كما أنّها تمنع من دخول الجنّة في الحياة الآخرة؛ فقاطع الرحم لا تقبل أعماله من الله تعالى،[٦] كما أنّ الإسلام حثّ على تقوية العلاقات بين المسلمين، وخدمة المسلم لأخيه المسلم، دون ظلمٍ أو تحقيرٍ أو اعتداءٍ على ماله وعِرضه ودمه.[٧]