‘);
}

الموت

لكلّ إنسان أجل محدود، فإذا انتهى أجله جاءه الموت في أي مكانٍ، وفي أي زمانٍ، فلا يستطيع ردّه عن نفسه ولا عن غيره، فليس للموت مكان محدّد، ولا زمان محدّد، كما قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)،[١] وقد مات الكثير من الصحابة -رضي الله عنهم- خارج بلادهم على طاعة الله، والجهاد في سبيله، ومات أكثر العُصاة في أماكن اللهو والفجور، ويُمكن القول إنّ الموت هادم اللذّات، ومفرّق الجماعات، ومكدّر الشهوات، ويمضي في طريق لا يتوقّف ولا يستجيب لصرخة ملهوفٍ، أو حسرة مُفارقٍ، ومن أكثر ما يذكّر بالموت هو القبر، وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من زيارة القبور، ويقول: ( أَكْثروا ذِكْرَ هادمِ اللَّذَّاتِ)،[٢] بالإضافة إلى أنّ النبي -عليه السلام- علّم أمته كيفية الدعاء عند زيارة المقابر، فكان يقول: (السلام عليكم أهلَ الدِّيارِ، من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله لَلاحقون، أسأل اللهَ لنا ولكم العافيةَ).[٣][٤]

ما بعد القبر

عندما يحين أجل الإنسان يرسل الله -تعالى- ملائكةً لقبض روحه، التي تعتبر بمثابة المحرّك للجسد، حيث قال الله تعالى: (وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ)،[٥] وتكون صورة الملائكة مخيفةً بالنسبة للكافر والمنافق، أمّا المؤمن فتأتيه الملائكة بصورةٍ حسنةٍ جميلةٍ، ثم يدخل الإنسان في سكرات الموت والاحتضار، وفي ما يأتي بيان بعض ما يمرّ به الإنسان بعد الموت:[٦]