وحسب متابعين لسير العملية الانتخابية، فقد لعبت أصوات البريد، التي لجأ إليها نحو 100 مليون ناخب أميركي، دورا حاسما في قلب الطاولة في عدد من الولايات المتأرجحة، ودفعت المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى التقدم حتى فاز بالسباق الرئاسي.

وتستند هذه الآراء إلى أن الأصوات التي حسبت في وقت متأخر، في ولايات مثل بنسلفانيا وجورجيا، كانت وراء فوز بايدن، وهذه الأصوات هي بالفعل التي وصلت عبر البريد.

ويستغرق فرز الأصوات المرسلة بالبريد وقتا أطول بكثير من تلك التي يدلي بها الناخبون في مراكز الاقتراع مباشرة، حيث تمر بخطوات إضافية للتأكد من أنها ليست مزورة، مع الحرص على اتخاذ الإجراءات الاحترازية في ظل تفشي وباء كورونا.

وقبل إجراء الانتخابات، كانت أصوات البريد الهاجس الأكبر لدى الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي دأب منذ بدء السباق على التشكيك في نزاهته، لدرجة اعتقاده في أن الانتخابات “سرقت منه”.

ولم يخف ترامب رفضه التام لطريقة التصويت بالبريد، وهو ما دفع الكثيرين من أنصار الحزب الجمهوري إلى تصديق حجته، فذهبوا شخصيا للتصويت في مراكز الاقتراع رغم مخاوف انتقال العدوى لهم.

كما دان الرئيس الخاسر مرارا التصويت عبر البريد، باعتباره فرصة للتزوير والتدخل في الانتخابات، ووصف نظام التصويت البريدي بـ”الاحتيال الكبير”، لكنه لم يقدم أي دليل على حدوث مخالفات أو عمليات تلاعب بهذه الأصوات.

وقبل أشهر، تعزز موقف ترامب بتحذيرات صادرة من خدمة البريد الأميركية، مفادها أن ملايين الأصوات قد لا تصل في الوقت المناسب.

وكان ترامب يخشى أن تضر الأصوات البريدية بحملته، لأن هذه الطريقة تحظى بدعم كبير من مؤيدي بايدن، وهو ما حدث بالفعل، كما رفض في وقت سابق على الانتخابات التوقيع على 25 مليار دولار كتمويل طارئ لخدمة البريد الأميركية.

لكن العديد من الدراسات، سواء في الولايات المتحدة ككل أو على مستوى الولايات، أظهرت أن التزوير الانتخابي نادر جدا، سواء كان بالأصوات البريدية أو العادية.