ما هو الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي في الحقيقة خصلة حميدة، ويمكِن تعريف الذكاء العاطفي ظاهرياً بأنَّه: "القدرة على تحديد عواطف الفرد والآخرين وإدارتها". سنتعرف على مفهوم الذكاء العاطفي من خلال هذا المقال.

العاطفة في أساسها سلوك أو موقف محسوس تجاه شيء أو أشياء عديدة، ويكون هذا السلوك المحسوس تلقائياً وغير مدروس غالباً، وهو مناسب أو مبرَّر طالما أنَّه يعكس العلاقة بين صاحب العاطفة ومُسبِّبها، وهو أمرٌ مرتبطٌ بحد ذاته بقضيتَي السياق والقيَم.

على سبيل المثال: لن تفهم سبب غضب صديقٍ من هفوةٍ بسيطةٍ ارتكبَها صديقه إلَّا إذا عرفتَ أنَّها نتيجة لخيانته التي لا تُغتفَر، وكذلك نظرته إلى الصداقة والأهمية التي تعول عليها هذه الصداقة، وغيرها من العوامل الأخرى المماثلة؛ وبالتالي يمكِن للعاطفة أن تعطينا تقييماً للموقف، مع وضعِ تسمية مناسبة لهذا الموقف.

ولكن قد يكون من الصعب في كثير من الحالات تسمية عاطفة أو تجربة عاطفية، ناهيك عن فِهمها فهماً تاماً، ويرجع السبب في ذلك أولاً، إلى الكم الكبير من أسماء العواطف الموجودة في لغاتنا. وثانياً، تختلط العواطف ببعضها بعضاً غالباً، أو تهيمن عليها حالةً ذهنية أخرى، فمثلاً: تهيمن الرغبة أو الدافع للهروب على الخوف غالباً، ولا يمكِن الإحساس به كلياً – هذا إن وُجد – إلا عند تذكُّر موقف سابق. وأخيراً، تكون بعض العواطف مؤلمةً أو غير مقبولة للغاية فلا نريد التعمق فيها، لا سيَّما أنَّ ذلك قد يؤدي إلى عواطف أكثر تعقيداً أو صعوبةً.

لا تعكس عواطفنا قيَمنا وتكشف عنها فحسب؛ بل تُمكِّننا أيضاً من صقلها، فقد تكون لديك عاطفة تجاه عاطفةٍ أو عاطفةٍ خارقة مثل: الشعور بالذنب، أو الخجل من شعور الغيرة، ثمَّ مراجعة العاطفة الأساسية وفقاً للعاطفة، أو مجموع العواطف الثانوية. وفضلاً عن ذلك، يمكِن أن تكون بعض عواطفنا بمنتهى الوضوح أو الشفافية؛ في حين يكون بعضها الآخر مبهماً أو أكثر ضبابيةً. على سبيل المثال: إنَّ رغبتنا في الحقيقة أو العدالة عميقة وصادقة؛ في حين أنَّ استياءنا من شخص ناجح أو ذي خصال حميدة أو ازدرائه يدل على أنَّنا مضطربون.

لا يقتصر عمل العواطف على تمثيل العالم، على عكس المفاهيم المجردة، كما أنَّها تعكس قيَمنا، فإن كانت قيَمنا مشوشة، فستكون مشاعرنا مشوشة أيضاً، وتودي إلى الشعور بمشاعر والقيام بتصرفات تخالف مصالحنا المُفضلة أو بعيدة الأمد. في الواقع، يمكِن لعاطفة واحدة في غير محلها أن تخرب أفضل خطط الحياة.

لهذا السبب يُقال: إنَّ العواطف “لا عقلانية”، ولكن هذا لا يعني أنَّ التفكير السيئ يكون عقلانياً. فعلياً، التفكير السيئ والشعور السيئ يقودان حتماً إلى بعضهما بعضاً بصورة عكسية، ويكون الشعور هو الذي يقود إلى الدمار غالباً، وكما يقول الفيلسوف “ديفيد هيوم” (David Hume): “العقل عبد للعواطف دون سواها، هكذا هو، وهكذا عليه أن يكون”.

شاهد بالفيديو: 6 صفات تدلّ على صاحب الذكاء العاطفي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/zRUkWyaoALI?rel=0&hd=0″]

يسيطر الشعور السيئ على التفكير لخداع الذات: لإخفاء الحقائق القاسية وتجنُّب الإتيان بفعل والتهرب من المسؤولية، ويراه الوجوديون هروباً من الحرية. وبذلك يكون الشعور السيئ نوعاً من الفشل الأخلاقي؛ بل هو في الواقع النوع الأقسى، أما الفضيلة فهي أساساً تعديل مسار عواطفنا والقيَم التي تعكسها وصقلُها.

إن أردتَ الشعور بشعور صحيح، فقم بالشيء الصحيح دون داعٍ للتفكير أو بذل الجهد.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!