ما هو الفرق بين الكفر والشرك ومفهوم كل منهما

من خلال هذا المقال من موسوعة نوضح لكم الفرق بين الكفر والشرك ، يعد كلاً من الكفر والشرك من المفاهيم التي تختلط على البعض ويعتقدوا أنهما يحملان نفس المعنى،

mosoah

الفرق بين الكفر والشرك

من خلال هذا المقال من موسوعة نوضح لكم الفرق بين الكفر والشرك ، يعد كلاً من الكفر والشرك من المفاهيم التي تختلط على البعض ويعتقدوا أنهما يحملان نفس المعنى، وقد ذكر الله الكفر في العديد من آيات القرآن الكريم من بينها الآية الكريمة رقم  108 التي وردت في سورة البقرة (وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ)، أما عن الشرك فقد ذكره الله المولى عز وجل أيضًا في العديد من آيات القرآن الكريم من بينها ما ورد في سورة النساء (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا)، والحكمة وراء ذكر كلاً من الكفر والشرك في آيات كثير في القرآن الكريم هو التحذير للوقوع فيها، وعلى الرغم من أن كلاً منهما يشتركان في العاقبة ألا وهو العذاب الأليم المتمثل في دخول النار إلا أنهما يختلفان في المعنى.

الفرق بين الكفر والشرك

معنى الكفر

لفظ الكفر يعبر عن التغطية والستر، ويعني في الدين الحجب عن الحق وإنكاره، حيث يعرض الكافر عن الإيمان بالله كما أن يكفر بكتبه ورسله، ويعد كافرًا إذا بلغته الرسالة التي تدعوه إلى عبادة الله وحده ولم يؤمن بها، ويعد الإنسان كافرًا إذا كفر قولاً أو فعلاً أو بقلبه.

أنواع الكفر

يحدث الكفر نتيجة للعديد من الدوافع، فهناك من يكفر بدافع التكبر وآخر بدافع الشك، وآخر بدافع التكذيب، وبناءً على هذه الدوافع فقد قُسِم الكفر إلى الأنواع التالية:

  • كفر الاستكبار: حيث يأبى الكافر أن يعبد الله ويؤمن برسله وكتبه تكبرًا منه، ويسعى دائمًا إلى الإعراض عن سماع الحق، وأبرز الأمثلة على كفر الاستكبار كفر إبليس بالشيطان عندما أمره الله بالسجود إلى آدم فرفض تكبرًا منه واستعلاءً للسجود لبشر مخلوق من طين، وذلك كما ورد في كتابه الكريم في سورة البقرة (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
  • كفر التكذيب: وفيه ينكر الكافر حقيقة الإيمان بالله وبالتالي يعرض عن هذه الحقيقة، وقد يكون على علم تام بأن الإيمان بالله حق باطنًا ولكنه يكذبه ظاهرًا، ومثالاً على ذلك كفر تكذيب اليهود بالرسالة النبوية، فقد كانوا على دراية بالحق وعلى الرغم من ذلك اتبعوا الباطل، وقد ورد هذا النوع من الكفر في كتابه الكريم في سورة البقرة (وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
  • كفر الشك: حيث ما يدفع الكافر في هذا النوع من الكفر الشك في وجود الله والشك في الرسالة النبوية الشريفة.
  • كفر النفاق: حيث يصبح الإنسان كافرًا حينما يكون إيمانه غير حقيقي، وذلك عندما يظهر للجميع أنه مؤمنًا ولكن من داخله كافرًا.

وتندرج جميع الأنواع السابقة حتى مسمى “الكفر الأكبر” والذي يخرج الكافر عن الملة، أما عن “الكفر الأصغر” فهو يشمل الكبائر التي يرتكبها العبد والتي لا تجعله خارجًا عن ملة الإسلام.

معنى الشرك

يشير مفهوم الشرك بشكل عام أن يشترك عدة أفراد في عمل محدد، بينما يُقصد به في الدين أن يتخذ الإنسان شريكًا لله في العبادة أو ندًا له، وهذا يعني أنه لا يقر بوحدانية الله بأنه الإله الواحد خالق هذا الكون، وذلك مثل عبادة الأصنام أو النجوم وغيره، أو عبادة إنسان يتخذه البعض ابنًا لله، وهو يعد سبب من أسباب نزول سورة الإخلاص والتي تشير آياتها أن الله واحدًا أحد لم يكن لكن له ولدًا ولم يولد، وليس كمثله شيء في السموات أو في الأرض.

أنواع الشرك

ينقسم الشرك إلى نوعين أساسيين وهما: الشرك الأكبر والشرك الأصغر، ونستعرض لكم كلاً منهما على حدى فيما يلي:

الشرك الأكبر

يتشابه الشرك الأكبر مع الكفر الأكبر في الإخراج عن ملة الإسلام، وتتمثل أنواعه في الآتي:

الشرك في الأسماء والصفات

في هذا النوع لا يعترف المشرك بأن الله ليس كمثله شيء في السماء ولا في الأرض، وفيه تُنسب صفاته وأسماءه العلا إلى البشر، وأبرز الأمثلة على ذلك اقتناع المشرك بمن يعلمون الغيب من خلال قراءة الفنجان والتنبؤ بما سيحدث في المستقبل.

الشرك في الربوبية

وفي هذا النوع من الشرك يعتقد الإنسان أن هناك خالق آخر غير الله لهذا الكون، يرزق ويدبر أمر خلقه، وأبرز الأمثلة على الشرك الأكبر إدعاء فرعون بأنه الرب الأعلى، وذلك مثلما ورد في كتابه الكريم في سورة طه (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ).

الشرك في الألوهية

أما في شرك الألوهية فهو يكون بدافع التقرب إلى الله، حيث يعتقد المشرك أن اتخاذ ندًا لله في الملك عملاً يقربه إلى المولى، فقديمًا كان يتمثل شرك الألوهية في عبادة الأصنام والأوثان، أما حديثًا فيتمثل في الدعاء إلى أولياء الله الصالحين دون الدعاء إلى الله مباشرةً وذلك ينبع عن غياب الوعي الديني.

الشرك الأصغر

أما عن الشرك الأصغر فهو الشرك الذي لا يخرج المشرك به عن ملة الإسلام، وينقسم إلى نوعين أساسيين وهما:

الشرك رياءً

ويُقصد به أن يكون الدافع الأساسي لأداء العبد ما عليه من طاعات من صلاة وغيرها بغرض تحقيق منفعة محددة مثل الحصول على منصب رفيع، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا النوع من الشرك في حديثه الشريف:”إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصغرُ. قال: وما الشِّركُ الأصغرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الرِّياءُ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: إذا جزى النَّاسَ بأعمالِهم اذهَبوا إلى الَّذين كُنْتُم تُراؤُونَ في الدُّنيا فانظُروا هل تجِدونَ عندَهم جزاءً”.

الحلف بغير الله

وهو الحلف الشائع بين المسلمين، حيث يحلفون برموز دينية مثل الكعبة والقرآن الكريم لكي يثبت صحة كلامه، ولكن يكون ذلك من دون التعمد بالشرك بالله، وقد ورد ذلك في الحديث النبوي الشريف :”إنَّكم تندِّدونَ، وإنَّكم تُشرِكونَ تقولونَ: ما شاءَ اللَّهُ وشئتَ، وتقولونَ: والكعبةِ، فأمرَهُمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: إذا أرادوا أن يحلِفوا أن يقولوا: وربِّ الكعبةِ، ويقولونَ: ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ شئتَ”.

وبناءً على مفهومي كلاً من الكفر والشرك فإن الكفر يعد أعم وأشمل من الشرك، وذلك لأن الشرك بالله يعد صورة من صور الكفر، وترك الصلاة يعادل الكفر والشرك، وذلك مثلما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة“.

المراجع

1

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!