‘);
}

غزوة مُؤتة

تُعَدّ غزوة مؤتة من أهم وأعظم الغزوات التي وقعت بين المسلمين، والصليبيين النصارى، حيث كانت مقدِّمة لفتح الشام، وتحريرها من الروم فيما بعد، علماً بأنّ غزوة مؤتة وقعت في السنة الثامنة للهجرة، وكان تعداد المسلمين فيها ثلاثة آلاف مقاتل بمعدّاتهم، وأسلحتهم، ومن الجدير بالذكر أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لم يحضر الغزوة بنفسه، بل استخلف على الجيش ثلاثة أمراء، سمّاهم على الترتيب، وهم: زيد بن حارثة، فإن قُتل، فجعفر بن أبي طالب ابن عم النبيّ -عليه السلام-، فإن قُتل، فعبد الله بن رواحة.[١]

ووصلتنا عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الوصية التي أوصاها للجيش عند خروجه؛ لقتال الأعداء، وقد سجّل التاريخ الرحمة والشفقة اللتان تبنّاهما الإسلام، والمسلمون حتى في قتال الأعداء؛ إذ شملت الوصيّة الرحمة والرأفة بالجماد، والنبات، والأطفال، والنساء، وبمَنْ لم يحمل سلاحاً ضدّ المسلمين، كما طلب الرسول من قائد الجيش أن يعرض عليهم الإسلام أولّاً، فإن رفضوا، فَلْيخيّرهم بين الجزية، والحرب، وبعد ذلك خرج المسلمون مُتوكِّلين على ربّهم، ومُودِّعين رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وسائلين الله -تعالى- النصر، والمعونة.[١]