‘);
}

يوم التغابن

من منَّا لم تُحَدّثْهُ أمُه عن يومِ القيامة؟ من منَّا لم تخبرْهُ مُعلِّمته أو مُعلِّمه عن أهوالِ ذاك اليوم العظيم؟ من منَّا مرَّ به قطارُ العمرِ ولم يفكرْ ولو حتى في خلسةٍ بهذا اليوم؟ إنه يومُ الحساب، يوم لا ينفع العبد إلاَّ عمله الصالح، فعن يومِ القيامةِ تَحَدَّثتْ كلُّ الكُتُبِ السماوية، تَحَدَّثَتْ التوراة عن وجههِ المُفْزِع المُريب، ذاك الوجه الذي يأتي بالخَرَابِ على سائرِ الكون، ثمَّ تحدثت عن الصُلْحِ والصَّلَاح الذي يلي هذا الخَراب، وجاءَ في الإنجيلِ أنَّ يومَ القيامةِ حق، وتمعَّنَ القرآنُ الكريمُ في وصفه، فهو يومُ الحسابِ الذي يأتي في نهايةِ الدُنيا، فيكون جزاء المؤمنين باللهِ الجنة، ويكون جزاء الكافرين النار، وهو يوم القيامة؛ لأنَّ الأمواتَ يقومون فيه للحساب، فيُحاسب كلُّ الخلقِ على ما فعلوه في الدنيا، وقد سُمِّيَتْ بعضُ سورِ القرآن الكريم بأسماءِ هذا اليوم، ومن تلك الأسماء التي جاءَ بها القرآن عن يوم القيامة (يومُ التَّغَابُنْ)، وسنخوضُ في غمارِ هذا الحديث، لكي نعرف ما هو سبب التسمية بهذا الاسم؟ ونذكر أسماءً أُخْرى ليومِ القيامة، ثم نذكُر شيئاً عن علاماتها التي تحدَّثَ عنها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ونختم بذكر أمر عن أهوال يوم القيامة عند المسلمين.

يوم التغابن بين اللغة والاصطلاح

يومُ التَّغَابُنِ في اللُّغة

  • اليوم: هو زمنٌ مقداره من طلوعِ الشمس حتى غروبِها، وجَمْعُهُ أَيَّام
  • التَّغَابُنْ، هو مصدرٌ من الفعلِ المُضارِع تَغَابَنْ، وفعلُه الماضي غَبَنَ، والغَبْنُ هو إذا اشتريت شيئاً فكانت الغَلَبَةُ فيه لك، والنقصُ لمن اشتريتَ منه.