ماذا نعني بالبرود الجنسي عند الرجل؟

البرود الجنسي عند الرجل هو مصطلح يُستخدَم لوصف انخفاض الرغبة الجنسية؛ ممّا قد يتداخل مع النشاط الجنسي، ويُسبّب التوتر في العلاقة، ويُعزّز الشكّ، والشعور بالذنب لدى كلا الشريكين^[١]، ومن الشائع فقدان الاهتمام بالجنس من وقتٍ لآخر، إذ تختلف مستويات الرغبة الجنسية خلال الحياة، ومن الطبيعي أيضًا ألّا تتطابق اهتمامات الرجل مع اهتمامات شريكته في بعض الأحيان، لكنّ انخفاض الرغبة الجنسية لفترةٍ طويلةٍ قد يُسبّب القلق لدى بعض الناس، كما أنه قد يكون أحيانًا مؤشرًا على الإصابة بحالةٍ صحيةٍ كامنةٍ^[٢].

ما هي أسباب البرود الجنسي عند الرجل؟

قد يُصاب الرجال بالبرود الجنسي لأسباب عديدة، والتي يمكن ألّا يُذكر بعضها هنا، لذا لا بدّ من استشارة الطبيب لتشخيص السبب المُحدّد دائمًا، ومن هذه الأسباب ما يلي^[٢][١]:

• انخفاض هرمون التستوستيرون: يحدث انخفاض هرمون التستوستيرون عادةً مع تقدّم عمر الرجل، ولكنّه قد يؤثر أيضًا على الرجال الأصغر سنًا لأسباب مختلفة، والتستوستيرون هو هرمون الذكورة الضروري للنموّ، والقوة والرغبة الجنسية، وفي حال انخفض إجمالي هرمون التستوستيرون عن 300 إلى 350 نانوجرام لكل ديسيلتر من الدم؛ قد تنخفض الرغبة الجنسية لدى كثيرًا الذكور في بعض الأحيان.
• استخدام بعض أنواع الأدوية: تُعدّ الآثار الجانبية للأدوية من الأسباب الشائعة لانخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجال، وتتضمّن الأدوية الشائعة أدوية الستاتين أو (Statins)، وحاصرات البيتا أو (Beta blockers)، ومضادات الاختلاج، ومضادات الاكتئاب، والبنزوديازيبينات، ومضادات الذهان، وحتى الأدوية التي لا تستلزم وصفةً طبيةً، مثل دواء السيميتيدين قد تُسبّب مشاكلًا إذا استُهلكِت لمدة طويلة.
• الاكتئاب: غالبًا ما يكون الاكتئاب سببًا للبرود الجنسي، ولكنه قد يكون أيضًا نتيجةً لذلك، وفي حين أنّ العلاج النفسي قد يكون فعالًا في علاج الاكتئاب، إلا أنّ الأدوية المضادة للاكتئاب قد تؤدي في كثيرٍ من الأحيان إلى تفاقم البرود الجنسي.
• الأمراض المزمنة: قد تُؤثّر بعض الأمراض المزمنة على الرغبة الجنسية، وينطبق ذلك على الحالات التي يكون فيها الألم أو التعب مزمنًا على وجه الخصوص، بما في ذلك حالات التهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة التعب المزمن، ومرض السرطان، وألم العضل الليفي، وعندما يتعلّق الأمر بالأمراض المزمنة وفقدان الوظيفة الجنسية، نادرًا ما يكون هناك خط مستقيم بين السبب والعلاج؛ فقد يرتبط المرض المزمن بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، ومن ناحيةٍ أخرى، قد يتداخل بطريقةٍ مباشرةٍ مع الوظائف الهرمونية، أو العصبية، أو الأوعية الدموية المركزيّة في الرغبة الجنسية للذكور، كما قد تُضعِف الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض المزمنة -كالعلاج الكيميائي أو أدوية القلب-الرغبة الجنسية لدى الذكور .
• التوتر واضطرابات النوم: يُؤدّي التوتر إلى إنتاج هرمون الكورتيزول، ولا يتسبّب الكورتيزول بانقباض الأوعية الدموية فقط؛ مما يسهم في الضعف الجنسي، بل قد يتسبب أيضًا في انخفاض حادّ في هرمون التستوستيرون، ويرتبط التوتر أيضًا بالأرق وغيره من اضطرابات النوم، والتي قد تزيد من خطر التعب، وتجعل الرجل أقلّ اهتمامًا بالجنس، وتشير إحدى الدراسات التي أجريت عام 2014 إلى أنّ ارتفاع مستويات الكورتيزول قد يزيد من خطر الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي أو كما يعرف بالإنجلزية باسم (Obstructive sleep apnea)، وهي حالة ترتبط بكميات منخفضة من هرمون التستوستيرون خلال النهار بنسبة تتراوح بين 10٪ إلى 15٪^[٣] .
• نمط الحياة: توجد عوامل عديدة تتعلّق بنمط الحياة قد تسهم بانخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجال، وتتضمّن عوامل نمط الحياة التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بضعف الانتصاب ما يلي:
• الكحول: إنّ الإفراط في شرب الكحول على مدار سنوات يعيد توجيه الإنزيمات اللازمة لإنتاج التستوستيرون من الخصيتين إلى الكبد؛ مما يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون.
• السمنة: يضعف الوزن الزائد بطريقةٍ مباشرةٍ وظائف الهرمونات وعمليات التمثيل الغذائي في الجسم؛ مما يتسبّب بانخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون في الدم.
• التدخين: وفقًا لإحدى الدراسات التي أجريت عام 2012م على رجال مدخّنين مصابين بالضعف الجنسي، والذين طُلِب منهم في الدراسة الإقلاع عن التدخين من خلال الدخول إلى برنامج للإقلاع عن التدخين لمدة 8 أسابيع، وتمّ تقييم ومراجعة حالة الضعف الجنسي لديهم قبل البدء بالدراسة (أثناء فترة التدخين)، وفي منتصف العلاج، وأيضًا بعد 4 أسابيع من الانتهاء من العلاج، وقد وجدت الدراسة أنّ التدخين يزيد بطريقةٍ مباشرةٍ من خطر الإصابة بالبرود الجنسي، ويضعف بطريقة غير مباشرة من الإثارة الجنسية^[٤].
• الشيخوخة: تكون مستويات التستوستيرون المرتبطة بالرغبة الجنسية في أعلى مستوياتها عندما يكون الرجل في أواخر سن المراهقة، ومع تقدم عمره، فإنه قد يستغرق وقتًا أطول للوصول إلى النشوة الجنسية والقذف والإثارة، وقد لا يكون انتصابه صعبًا، ولكنه قد يستغرق وقتًا أطول حتى ينتصب قضيبه.
• قلة ممارسة الرياضة أو الإفراط فيها: قد تكون التمارين الرياضية القليلة جدًا أو المفرطة مسؤولة عن البرود الجنسي لدى الرجال، فقلة التمارين الرياضية أو عدم ممارستها على الإطلاق قد تؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية التي قد تؤثر على الرغبة الجنسية والإثارة، كما قد تقلل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من خطر الإصابة بأمراض مزمنة كالسمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، وكلها مرتبطة بانخفاض الرغبة الجنسية، وفي المقابل فإنّ الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يؤثّر أيضًا على الصحة الجنسية، إذ في إحدى الدراسات التي أجريت عام 2017 على مجموعة من الرجال الأصحّاء (عددهم 1077) الذين قسّموا إلى 3 مجموعات لإجراء الدراسة، ارتبطت ممارسة مستويات أعلى من تدريبات التحمّل المُكثّفة والمزمنة بانتظام بانخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجال^[٥].
• متلازمة تململ الساقين أو (RLS): تشير هذه المتلازمة إلى رغبة مُلّحة لا يمكن السيطرة عليها لتحريك الساق، ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2013م، أنّ الرجال الذين يعانون من متلازمة تململ الساق يكونون أكثر عرضةً للإصابة بضعف الانتصاب بنسبة 50% مقارنةً بغير المصابين بهذه المتلازمة^[٦].

ما هي أعراض البرود الجنسي عند الرجل؟

يختلف الرجال عادةً في درجة رغبتهم الجنسية، ولا يوجد معيار واحد لهذه الرغبة، كما أنها تختلف ليس من شخص لآخر فقط، بل أيضًا بالنسبة لنفس الرجل على مدار العلاقة، ومن أكثر الشكاوى الجنسية شيوعًا بين الأزواج هو التفاوت بالرغبة الجنسية، وقد تكون الرغبة الجنسية منخفضة لعدة أسباب -كما ذكرنا سابقًا- وتصبح الحالة قابلة للتشخيص فقط عندما تُقلّل من جودة حياة الرجل، أو عندما ينشأ تفاوت في الدوافع الجنسية للشركاء، وتتطوّر إلى مسألة خلاف لم يُحل في العلاقة^[٧].

كيف يُعالج البرود الجنسي عند الرجل؟

غالبًا ما يعتمد علاج البرود الجنسية على سبب المشكلة، مثلًا قد يوصي الطبيب بتغيير دواء يسبب آثارًا جانبية متعلّقة بالجنس، أو بتغيير علاج أي حالات طبية تُقلّل من الرغبة الجنسية، وفي بعض الأحيان، قد تساعد التغييرات البسيطة في نمط الحياة الرجل على استعادة رغبته الجنسية، كما قد يساعد تناول نظام غذائي مغذي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتجنب استهلاك الكحول، وفقدان الوزن في تحسين الصحة العامة للرجل وزيادة الاهتمام بالجنس، وبالنسبة لبعض الرجال، قد يكون العلاج بالكلام أو العلاج الجنسي حلًا ملائمًا؛ إذ يساعد العلاج الرجال في التعامل مع الصدمات، وتحسين احترامهم لذواتهم، وتقوية علاقتهم مع شريكاتهم، ويمكن أن تساعد هذه العلاجات الرجل في التركيز على المتعة، والمشاركة، وتقليل الأفكار السلبية حول الجنس، وفي حال كان الرجل يعاني من انخفاض هرمون التستوستيرون وأعراض أخرى مزعجة؛ قد يوصي الطبيب بعلاج بديل التستوستيرون، وقد يكون هذا الدواء في شكل بقع أو حقن موضعية^[٨].

المراجع

1. ^^أب“Causes and Treatment of Low Libido in Men”, www.verywellmind.com, Retrieved 2020-10-01. Edited.
2. ^^أب“Low Sex Drive: Common Causes and Treatment”, www.healthline.com, Retrieved 2020-10-01. Edited.
3. ↑“Causes and Treatment of Low Libido in Men”, www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-10-01. Edited.
4. ↑“Association between smoking cessation and sexual health in men”, pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-10-01. Edited.
5. ↑“Endurance Exercise Training and Male Sexual Libido”, insights.ovid.com, Retrieved 2020-10-01. Edited.
6. ↑“Prospective Study of Restless Legs Syndrome and Risk of Erectile Dysfunction “, academic.oup.com, Retrieved 2020-10-01. Edited.
7. ↑“Low Sexual Desire”, www.psychologytoday.com, Retrieved 2020-10-01. Edited.
8. ↑“What causes a low libido?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-10-01. Edited.