ما هي أنواع الذكاء؟ وكيف تعرف نوع ذكائك؟

ما هي أنواع الذكاء وفق نظرية الذكاءات المتعددة؟ تعرف على اهم ما يميز كل نوع منها. هل الذكاء وراثي أم يمكن اكتسابه؟ كيف يمكننا قياس الذكاء؟ شاهد المقال لتعرف أكثر.

نظرية الذكاءات المتعددة:

طرح الأستاذ في جامعة هارفارد “هاورد غاردنر” (Howard Gardner) في عام 1983 نظريته حول الذكاءات المتعددة في كتابه “إطارات العقل” (Frames of Mind)، حيث يعرض فيه ببساطة فكرته القائلة أنَّ قدراتنا أكبر بكثير من أن نحددها فقط بالذكاء الفكري أو معدل الذكاء الذي يُعرَف بالآي كيو (IQ)؛ لهذا السبب اقترح غاردنر 9 أنواع من الذكاء تشمل نطاقاً أوسع من المزايا والقدرات البشرية بدقة أكبر.

تتوافق أنواع الذكاء التي ذكرها غاردنر (Gardner) مع ما نشأ معظمنا على الاعتقاد به، أي بمعنى آخر: الاعتقاد بأنَّنا مميزون لأنَّنا نمتلك -جميعاً دون استثناء- أنواع مختلفة من القدرات والاهتمامات.

دعونا نلقي نظرة على أنواع الذكاء التسعة المتداولة حالياً، ويمكنك من خلال التدقيق في تعريفات وخصائص كل نوع من أنواع الذكاء تمييز أهم أنواع الذكاء التي تمتلكها.

أنواع الذكاء التسعة:

اقرأ التعريفات التالية للأنواع التسعة للذكاء، ثم أجب عن الأسئلة الواردة في كلٍّ منها لمعرفة كمِّ النقاط التي تستطيع تجميعها في كل نوع:

1. الذكاء البصري – المكاني:

يتعلق الذكاء البصري- المكاني بالوعي التام بالبيئة المكانية والقدرة على تصور الأشياء، حيث يبرع الأشخاص الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء في التعرف على الأنماط وتفسير المخططات والرسومات البيانية؛ لذا، إن كنت شخصاً يتذكر الطرق والأماكن والاتجاهات ويجيد قراءة الخرائط، فأنت تمتلك في الغالب قدراً كبيراً من الذكاء البصري- المكاني.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تجيد قراءة الخرائط؟
  • هل نادراً ما تضيِّع طريقك؟
  • هل تستطيع تصور الأشياء وهي تتحرك وتتغير في المكان؟
  • هل تمتلك حساً عالياً بالاتجاهات؟

2. الذكاء اللفظي- اللغوي:

يتعلق الذكاء اللفظي- اللغوي بالكلمات، والقدرة على ربطها واستخدامها؛ ويعدُّ الكتَّاب والقرَّاء والمتحدثون العظماء هم أفضل أمثلة على هذا النوع من الذكاء.

عموماً، إذا كان الشخص يتمتع بالقدرة على سرد القصص بأسلوب شيق وحِفظ ما يُقرَأ عليه أو يقرؤه من عبارات، فهو يملك ذكاء لفظياً- لغوياً عالياً.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تَعُدُّ نفسك كاتباً جيداً؟
  • هل تجد متعة في التلاعب بالألفاظ واللغات؟
  • هل تجد سهولة في الحفظ؟
  • هل بإمكانك التعبير عن نفسك بوضوح للآخرين؟
  • هل أنت محاور جيد؟

3. الذكاء المنطقي- الرياضي:

يتعلق الذكاء المنطقي- الرياضي بالقدرة على حل المسائل الرياضية المنطقية، وفهم الأرقام واستخدامها بفاعلية؛ ومن الطبيعي أن يكون من يتمتعون بهذا النوع من الذكاء بارعين في حل مسائل الرياضيات، ومفكرين بارعين فيما يخص المفاهيم المجردة؛ لذا فإنَّ العلماء عموماً وعلماء الرياضيات خصوصاً خير أمثلة على هذا النوع من الذكاء.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل أنت بارع في حل المسائل المنطقية أو الرياضية؟
  • هل تمتلك القدرة على حل الألغاز والأحجيات؟

4. الذكاء الجسدي- الحركي:

يتعلق الذكاء الجسدي- الحركي بقدرة الناس على الحركة في المكان؛ حيث يتحلى مَن يمتلكون هذا النوع من الذكاء بوعي مميز بأجسادهم، ويمكنهم التحكم بها بصورة ممتازة، ممَّا ينعكس على إدراكهم لوضعيات أجسادهم وجودة حركاتهم في جميع الأوقات والظروف؛ كما يبرع الأشخاص الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء في الرياضات والرقص، ويمتازون بالتنسيق الجيد بين العينين واليدين.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:       

  • هل تستمتع بالرقص أو الرياضة؟
  • هل لديك وعي تام بجسدك (أي أنَّ جسدك يتحرك كما يملي عليه عقلك)؟
  • هل لديك تنسيق جيد بين يديك وعينيك؟
  • هل أنت ماهر بالاتزان والتحرك بخفة؟

5. الذكاء الموسيقي:

إن كان باستطاعتك معرفة الإيقاع الموسيقي والتصفيق أو الغناء مع الموسيقى، فقد تكون صاحب ذكاء موسيقي عالٍ.
يمكن للأشخاص ذوي الذكاء الموسيقي الجيد التعرف على النغمات وسماع الأنماط في الأغاني، فضلاً عن شغفهم بسماع الموسيقى وتأليفها.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تستطيع معرفة الإيقاع في أغنية تسمعها؟
  • هل بإمكانك إعادة دندنة النغمات لأي نوطة موسيقية؟
  • هل تعشق الاستماع إلى الموسيقى أو عزفها؟
  • هل يصفك أصدقاؤك بأنَّك شخص موسيقي؟

6. الذكاء العاطفي:

ليس من المستغرب أن يتعلق ذكاء معرفة الآخرين بمهارات التواصل مع الآخرين أو المهارات الاجتماعية؛ إذ يكون الشخص الذي يتمتع بمستوى عالٍ من هذا الذكاء متعاطفاً مع الآخرين، وقادراً على معرفة نواياهم وتفهُّم مشاعرهم.

يتفوق الأشخاص الذين يتمتعون بهذا الذكاء في العمل الجماعي، ويساهمون في تجنب الصراعات وإحلال الوفاق في المنظمات التي يعملون فيها؛ كما يبرعون في مهارات التواصل، ويستشعرون حاجات الآخرين، ويقدرون على تفهم وجهة نظرهم.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل أنت صانع السلام في مجموعتك؟
  • هل تَعُدُّ نفسك إنساناً متعاطفاً؟
  • هل تستطيع قراءة لغة جسد الآخرين؟
  • هل لديك القدرة على معرفة ما يفكر فيه الآخرون أو يشعرون به دون الحاجة إلى سؤالهم؟
  • هل تستطيع تفهم عواطف الآخرين والتعامل معها؟

شاهد بالفديو: 15 عادة يومية لذكاء أكثر

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/pF3hAKvYPg8?rel=0&hd=0″]

7. الذكاء الذاتي:

هو الذكاء المرتبط بوعي الإنسان لنفسه، ويتعلق بقدرة الشخص على التفكير العميق، والوعي التام بحالته النفسية والعاطفية في جميع الأوقات؛ ولعلَّ الفلاسفة والحالمين هم خير مثال على ذلك.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تقضي وقتك في أحلام اليقظة؟
  • هل يصفك الآخرون بالشخص المتأمل؟
  • هل تستطيع تحديد نوع المشاعر التي تعتلج في صدرك؟
  • هل يصفك الآخرون بالشخص الواعي لذاته؟

ناقش غاردنر (Gardner) أنواعاً أخرى من الذكاء تتناسب مع نظريته حول الذكاءات المتعددة، وذلك بعد أن نشر كتابه “إطارات العقل” (Frames of Mind)؛ كما وأضاف بعض العلماء أنواعاً أخرى عليها، لكنَّ غاردنر (Gardner) وافق فقط على إضافة الذكاء الطبيعي، والذكاء التربوي- التعليمي.

8. ذكاء علم الطبيعة:

الأشخاص ذوو الذكاء الطبيعي العالي عشاق للطبيعة، وحساسون للتغيرات الطفيفة التي تطرأ على بيئتهم، ويعشقون استكشاف الطبيعة ومعاينة النباتات والحيوانات.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تستمتع بقضاء الوقت في الطبيعة؟
  • هل لديك اهتمام بالنباتات والحيوانات البرية؟
  • هل تلاحظ التغيرات الطفيفة التي تطرأ على البيئة؟
  • هل يُشعِرك قضاء وقتك بين أحضان الطبيعة بالارتياح؟

9. الذكاء التربوي- التعليمي:

ينجح الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء التربوي- التعليمي في أن يصبحوا أساتذة عظماء؛ فهم يتمتعون بالقدرة على تبسيط المعلومة ونقلها إلى الآخرين.

قد تكون قادراً على فهم موضوع ما، ولكن لا يعني هذا بالضرورة أنَّك تتمتع بالمهارات اللازمة لإيضاحه للآخرين ومساعدتهم على فهمه.

الآن، أجب عن الأسئلة الآتية:

  • هل تستمتع بتعليم الآخرين؟
  • هل تجد في نفسك القدرة على إيصال المعلومة للآخرين؟

نقد نظرية الذكاءات المتعددة:

انتقد بعض العلماء نظرية الذكاءات المتعددة على اعتبارها مجرد قائمة بالمهارات والقدرات، حيث يعتقدون أنَّه كان أجدر بـ غاردنر (Gardner) أن يصف قائمته “بالمواهب” بدل “أنواع الذكاء”؛ ذلك لأنَّها تصف ما يميل إليه الأشخاص ويتفوقون فيه بسهولة.

لا تلزم هذه المواهب أصحابها مطلقاً بالعمل في مجال محدد؛ فإن حصرت تركيزك واهتمامك على ذكاء تعتقد أنَّك تتميز به، فستحد من قدراتك التي لم تكتشفها بعد.

تقدم لنا عالمة النفس كارول دويك (Carol Dweck) في كتابها “العقلية: السيكولوجية الحديثة للنجاح” (Mindset: The New Psychology of Success) نظريتها حول عقلية النمو، التي تقول أنَّ الذكاء لا يأتي بالفطرة، بل هو نتيجة تطوير الشخص لقدراته الأساسية من خلال التفاني والعمل الجاد؛ وتؤكد أنَّنا عندما نعتزم تغيير هذه القدرات والمهارات من خلال العمل الجاد والممارسة، فسنكون قادرين حتماً على ذلك، وهذه باختصار هي عقلية النمو.

بالمقابل، عندما تعتقد أنَّ المواهب والقدرات تأتي بالفطرة، فلن تتقدم قيد أنملة؛ ومع ذلك، تصر نظرية غاردنر (Gardner) حول الذكاءات المتعددة على خداعنا في الاعتقاد أنَّ مهاراتنا وقدراتنا فطرية، وأنَّ هذا الجهد والتفاني لن يكون لهما أي تأثير يُذكَر، وطبعاً هذا غير صحيح.

شاهد بالفديو: كيف تصبح حاد الذكاء؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/gv_aRRpEIcU?rel=0&hd=0″]

يجب أن ننظر إلى نظرية الذكاءات المتعددة ونظرية نيل فليمينغ (Neil Fleming) حول أنماط التعلم بالطريقة نفسها، فقد اقترح فليمنغ (Fleming) أنَّ لدى الناس أنماط مختلفة من التعلم أو طرائق تجعلهم أكثر قابلية للتعلم.

لكنَّ ما يعيب نظرية أنماط التعلم وأنواع الذكاء هو عدم وجود الكثير من الأدلة التجريبية التي تثبت تأثيرهما في كيفية التعلم؛ وبمعنى آخر: لا يعني ولعك بالطبيعة أو التخييم بالضرورة أنَّك تمتلك ذكاء طبيعياً، وأنَّ عليك أن تتعلم وتعمل في هذا المجال.

ربَّما إن اهتممت بالموهبة أكثر من الذكاء، ستكون قادراً على فهم نظرية غاردنر وتقديرها على حقيقتها.

ربَّما لا يوجد أحد مميز حقاً:

لنعد بالزمن إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما أطلق غاردنر (Gardner) نظريته القائلة أنَّ كل واحد فينا مميز، ولنسأل أنفسنا: هل بإمكاننا أن نمنح هذه النظرية فرصة ونؤيدها ولو بأيِّ شكل من الأشكال، على اعتبار أنَّ لكل منَّا مهارات وقدرات ونقاط قوة تميزه عن الآخرين؟

قد يكون البحث عن ذكائنا المنشود أمراً قيماً في خضم السعي إلى إيجاد هويتنا في هذا العالم واختيار مهنتنا؛ لكنَّ إمضاء الوقت في التفكير العقيم والأنانية قد يودي بنا إلى الدمار.

الخلاصة:

عندما تفرغ من التفكير في نوع الذكاء الذي ينطبق عليك، ابدأ التفكير ملياً فيما يجيده الآخرون؛ فعندما نستخدم نظريات الذكاءات المتعددة وأنماط التعلم لمساعدة الآخرين على الظهور بمظهر جيد، سيجعلنا ذلك نبدو بحال أفضل.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!