‘);
}

القبلة علامة وحدة الأمة

إنّ النّاظر في التّشريعات الناظمة لحياة المسلمين يجد أنّها زاخرةً بالعوامل التي تجمعها وتوحدّها تحت رايةٍ واحدةٍ، كما أنّها زاخرةً بالدّعوة إلى كلّ ما من شأنه أنْ يحافظ على هذه الوحدة لتظلّ كالشّامة بين الأمم، ولتحافظ على دورها الحضاري في الإنسانية؛ فهي الأمّة الوسط، ولكي تستديم الخيرية فيها؛ فهي أمّةٌ تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ومن هنا فالمسلمون كلّهم اليوم يتّجهون إلى قبلةٍ واحدةٍ، ويؤدّون مناسك الحجّ في مكانٍ واحدٍ، ووقتٍ واحدٍ، كما أنّهم يصومون في شهرٍ واحدٍ، وصلواتهم الخمس المفروضة واحدةً، كما أنّ الدّعوة إلى المحافظة على هذه الوحدة تظهر في كثير من مجالات الحياة العامة؛ فالمؤمنون أخوة، ويشدّ بعضهم إزر بعض، ويسدّ القادر منهم ثغرة المحتاج، وبهذا التّرتيب القائم على تأصيل الوحدة الإسلامية قامت حضارة المسلمين، وهذا المقال يناقش صورةً من صور هذه الوحدة، فيتحدّث عن قبلة المسلمين الأولى، وعن أهميتها، ودلالات اختيارها، ومعاني تحوّلها إلى البيت الحرام بمكة المكرمة.

الحكمة من تحويل القبلة

لا شكّ أنّ الأحداث المهمّة في تاريخ المسلمين لها دلالاتٌ وعِبرٌ ينبغي الوقوف عليها، واستشراف آفاقها، ومن ذلك حدث تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام؛ فقد شكّل هذا الحدث:[١]