‘);
}

مقدمة

قِطارُ الحياةِ يَمُرُّ بنا سريعاً، ونعلمُ جيداً أنَّنا مهما طالَ بنا الأمر سوف نصلُ إلى المَحطّةِ الأخيرة، فلا يعرِف أيّ منَّا متى تحين تلك اللحظة، ولكنّنا على يقين بأنّها لا بدّ وأنْ تأتي، فالموتُ حقٌّ على كلِّ البشر، وهو حقيقةٌ ثابِتة في كلّ الدّيانات السّماوية وكلّ الثقافات، فلا يختلِفُ اثنان في العالَم حول أنّ الإنسانَ فانٍ لا مُحالة، ولكنْ هل الموت يعني النّهاية فِعلاً؟ وإذا كان الموت لا يعنِي النّهاية فماذا بعد الموت؟ ولكي أُجيب على هذه التّساؤلات تَعَمَّقْتُ أكثر في البحثِ عن حياةِ ما بعدَ الموت كما جاء في القرآن الكريم، وفي السُنّة النبوية، حيثُ تُقَسّم الحياة التي نعيشها إلى ثلاث، هي الحياة الدُنيا التي نعرِفُها، وحياة الآخرة التي تبدأ من يومِ القيامة وما بعده، وبينِ تلك الحياة وتلكَ، حياة البّرزَخ، وهي حياة القبِر الذي يُساق إليه المُسلِم بعد الموت.

ما بعد الموت

حينمَا تُدّق لحظِة الفُراق، ويصِلُ وقتُ العُمرِ إلى ثوانيه الأخَيرة، يتأهّبُ ملك الموت فيقبِض الرّوح ويعرُج بها إلى السّماوات، فيُصبح الجسَدْ جُثّة هامِدَة، لحظة تكون مُفجِعةً على أهل الفقيد وأصدقائه، فهذا ألم الفراق ليس إلّا، وتبدأ مراحِل تجهيز الميّت لمَثواه الأخير، فيُغسِلوه ويُكفّنوه، وعلى نعشِه يضعنوه، وفي جنازَة نحو القَبر يُسوقوه، وتحت التُّراب يُوارُوه، في حُفرة كل ما فيها تُراب، فالصّالِحون ينجُون منْ العذاب، والفاسِقون الكافِرون لا مَفّرْ لهم من العِقاب، وبعد الموت تبدأ حياة البّرزَخ التي أخبر عنها الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم.