ما هي شروط الصلاة التسعة ؟ يعد هذا السؤال من أفضل الأسئلة الدينية التي قد تم طرحها في كافة منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في الآونة الأخيرة، خصوصا وأن الصلاة هي أحد الفروض اليومية المفروضة علي العباد المسلمين، فبجانب كون أن الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، فهو الركن الثاني من أركان الإسلام.
بجانب كون أن الصلاة هي واحدة من أحب العبادات إلى الله عز وجل، حيث أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه قد روي عن حبيبنا المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه قائلا ” سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي “.
وبناءا علي أهمية الصلاة في حياة المسلم، خصوصا وأنها أول ما يسأل عنه العبد في قبره هو الصلاة، فقد تساءل الكثيرون حول شروط وضوابط الصلاة التسعة، فما هي الشروط الواجب توافرها كي تجب الصلاة علي العب، وما هي الشروط الواجب توافرها كي تصح صلاته، وما هي أركان الإسلام، وغيرها من التساؤلات التي حامت حول مسألة الصلاة، ولهذا فسنجد إجابات وافية لكافة هذه الأسئلة وأكثر من خلال مقالنا عبر موسوعة .
يروي عبد الله بن مسعود رحمه الله، عن حبيبنا المصطفي صل الله عليه وسلم ” أولُ ما يحاسبُ به العبدُ الصلاةَ ، وأولُ ما يقضى بين الناسِ في الدماءِ “، فالجدير بالذكر هو أن الصلاة مفروضة علي العباد سواء كان قد سمع الآذان بأذنيه أم لا، خصوصا وأن مواقيت دخول الصلوات معروفة، فمن تكاسل عن إقامتها متعمدا فقد قام بأحد الكبائر، ففي نهاية والمطاف تعد الصلاة هي أشرف هدية قد نالها الإنسان، فهو في وقت الصلاة يقف بين يدي الله جل جلاله، ولهذا فيجب علي كافة المسلمين معرفة ضوابط الصلاة كي تقبل منهم، وهذا هو العامل الرئيسي في تساءل الكثيرون حول شروط الصلاة التسعة، ولهذا ففيما يلي ذكره في طيات السطور التالية، سنتعرف سويا علي أبرز شروط الصلاة وضوابطها.
ما هي شروط الصلاة التسعة ؟
من الجدير بالذكر هو أن الفقهاء وأئمة الإسلام قد سنوا تسع ضوابط يجب أن تتوافر من أجل تمام الصلاة ألا وهم الأتي ذكرهم.
الإسلام.
البلوغ.
العقل.
الخلو من الحيض والنفاس.
الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر.
الطهارة من الخبث.
دخول وقت الصلاة.
ستر العورة.
استقبال القبلة.
علاوة عن كون أن أهل العلم قد عملوا علي تقسيم هذه الضوابط إلى قسمين أساسيين، وهما شروط وجوب الصلاة، وشروط صحة الصلاة، خصوصا وأن الشرط يعرف بكون أنه ما يترتب علي عدمه العدم، ولا يترتب علي وجوده وجود ولا عدم.
فيعد أبرز الأمثلة علي علي شرط الصلاة هو الوضوء بالنسبة للصلاة، فيترتب علي عدم الوضوء عدم الصلاة، أي أنه لا يترتب بوجوده وجود الصلاة وعدمها، ولهذا فيما يلي ذكره سنتعرف علي تقسيم شروط الصلاة.
شروط صحة الصلاة
كنا قد أشارنا إلى أن التسع شروط الخاصة بالصلاة، قد تم تقسيمهم إلى شقين أحدهما هو شروط صحة الصلاة، وشروط وجوب الصلاة، وفيما يلي سنتعرف علي شروط صحة الصلاة كي نتبعها بشروط وجوب الصلاة.
الطاهرة من الحدث الأصغر والأكبر: حيث أن الله تعالي قد قال في كتابه الكريم في سورة المائدة في الآية السادسة ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا “.
الطهارة من الخبث: وهذا نظرا لكون الصلاة لا تصح لمن لامست ثيابه أي نجاسة، فعليه أن يتطهر ويتطهر ثيابه ومن ثم يقيم صلاته.
دخول وقت الصلاة: يعد وقت الصلاة أحد أهم شروطها، وهذا نظرا لا كون أنه لا يمكن إقامة الصلاة قبل موعدها، علاوة عن كون أنه من الواجب أن يكون العبد علي علم بدخول وقت الصلاة، وهذا نظرا لكون أن الصلوات الخمس بمواقيت محددة، فيقول الله تعالي في كتابه الكريم بسورة النساء في الآية رقم 103 ” فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا “.
ستر العورة: يقول الله تعالي في القرآن الكريم في سورة الأعراف في الآية رقم 31 ” يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ” فيقول الطبري في تفسيره للآية بأن أبو جعفر يقول بأن المقصود هم من يتعرون عند طوافهم حول الكعبة ويظهرن عوراتهم، وبناءا علي هذا فقد أجمع جمهور الفقهاء علي كون أنه من الضروري أن يتم ستر العورة كي تصح الصلاة، حيث أن سترة الرجل تتحدد فيما بين الركبة والسرة، بينما جسد المرأة بأكمله عورة إلا الكفين والوجه، وهذا عن أغلب جمهور العلم.
استقبال القبلة: وفقا لما أورده جمهور الفقهاء، فيعد استقبال صحيح القبلة أحد ضوابط الصلاة، سواء كانت الصلاة فرص أو سنة، إلا أن الجدير بالذكر هو أنه يمكن أن يستثني من هذا الشرط، لو كان المسلم في حالة حرب، ويخشي غدر عدوه، فيمكنه أن يتخذ من عدوه قبلة كي يأمن غدره، علاوة عن صلاة النافلة للراكب، فيمكنه أن يقيم الصلاة باتجاه راحلته.
ومن الجدير بالتنويه، هو أنه يتواجد شرط أخر يجمع عليه الكثير من الفقهاء، ألا وهو النية، وهذا نظرا لكون أنه لا يصلح أي عامل دون النية، وهي محلها القلب.
شروط وجوب الصلاة
بعدما قد تبينا كافة الضوابط الواجب توافرها كي تكون صلاة العبد صحيحة فقد جاء الدور علي الشروط التي من شأنها أن توجب الصلاة علي العبد المسلم، وتتمثل في الأربع شروط التالي ذكرهم.
الإسلام : يعد الإسلام أحد اهم شروط وجوب الصلاة علي العبد، وهذا نظرا لكون أن الكافر لا يصلي، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم في أحد أحاديثه الشريفة ” العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ فمَن تركَها فقد كفرَ “.
البلوغ : وهذا نظرا لكون أن الصلاة مفروضة علي كل بالغ، فالأطفال غير مكلفون بالصلاة، وهذا بنص حديث رسول الله فقال ” ألم تعلم أنَّ القلمَ رُفِعَ عن ثلاثةٍ : عنِ المُبتلَى حتى يُفيقَ , والنائمِ حتى يستيقظَ , والصبيِّ حتى يعقِلَ ” حيث أن الطفل يؤمر بالصلاة وهو بن سبع سنوات، ويضرب عليها وهو في سن العاشرة.
العقل : حيث أن الصلاة هي فرض علي كل مسلم بالغ عاقل، فمن ذهب عنه عقله غير مكلف بالصلاة، ولكن من ذهب عنه عقله نتيجة لأحد المسكرات أو المذهبات فلا يسقط عنه وجوب الصلاة ويأثم علي تركها.
الخلو من الحيض والنفاس :من الجدير بالذكر هو أن وجوب الصلاة تسقط عن كل من الحائض والنفيس، حيث أن السقوط في هذه الحالة يعد من العزائم وليس الرخصة، فلا يجب الصلاة علي الحائض المرتدة، وهذا نظرا لكون أنها من العزائم.
شروط الصلاة واركانها وواجباتها
كنا قد أشارنا فيما قد سبق ذكره، إلى شروط الصلاة وهن تسع شروط، وهم البلوغ والعقل والخلو من الحيض والنفاس، والطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، والطهارة من الخبث وستر العورة واستقبال القبلة، ودخول وقت الصلاة والعلم به، أما فيما يتعلق بواجبات الصلاة وأركانها فسنتعرف عليها سويا فيما يلي ذكره، بادئين بأركان الصلاة.
أركان الصلاة
من الجدير بالذكر هو أن الفقهاء قد أوردوا أربعة عشر ركنا لصلاة العبد، وذلك بخلاف التسع شروط الخاصة بالصلاة، لهذا ففيما يلي سنتعرف سويا علي أركان الصلوات الخمس.
القيام في الصلاة للقادر علي هذا.
تكبيرة الإحرام، فلا تجوز الصلاة بدونها، وهي قول المسلم ” الله أكبر “.
قراءة فاتحة الكتاب في كل رقعة.
الركوع وأقل ما فيه هو الانحناء، حيث يلامس الكفين مع الركبتين.
القيام من الركوع.
الاعتدال في القيام.
السجود، والكامل فيه هو أن تكون الجبهة والكفين والركبتين وأطراف الأصابع الخاصة بالقدم في محل السجود.
الرفع من السجود.
الجلسة فيما بين السجدتين.
الطمأنينة، والتي تتمثل في أمان العبد في كل ركن من أركان الصلاة.
التشهد الأخير.
الجلوس للتشهد الأخير ومن ثم التسليم.
ترتيب أركان الصلاة والموازاة بينهم.
واجبات الصلاة
كنا قد أشارنا إلى الأربعة عشر ركن الخاصين بالصلاة، والآن سنتعرف سويا علي واجبات الصلاة، والتي قد سنها الفقهاء في ثماني واجبات ألا وهم الأتي ذكرهم.
التكبير لغير الإحرام.
عن القيام من الركوع يقول العبد ” سمع الله لمن حمده “.
ومن ثم الرد بربنا ولك الحمد.
قيام العبد بقول سبحان ربي العظيم في ركوعه.
بينما في سجوده يردد سبحان ربي الأعلى.
ومن ثم فيما بين السجدتين يردد الاستغفار.
و التشهد الأول قبل الركعة الثالثة.
جلسة التشهد الأول.
في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال ما هي شروط الصلاة التسعة فنكون دق أشارنا إلى كون أنهم تسعة شروط، قسموا لقسمين أحدهما هو شروط صحة الصلاة، والأخر شروط وجوب الصلاة، وقد أوضحنا كل قسم من هذه الضوابط أي من الشروط الخاصة به، وكنا قد أشارنا إلى شرط عاشر يضيفه العديد من فقهاء الأمة الإسلامية، وهو النية.
