ما هي فوائد الملل في مجال الأعمال؟

صدِّق أو لا تُصدِّق السعي إلى الشعور بالملل، إحدى أفضل النصائح التي قد تسمعها، إليك 2 من فوائد الملل.

1. فتح مجال للفرص:

ربَّما لاحظتَ أنَّه حين يكون لديك وقت فراغ، قد تُتابِع الاجتماعات الافتراضية أو المكالمات الهاتفية لوقت أطول، أو قد تستمع إلى العميل بصبر، أو إن لم يكُن هناك موعد تسليم مُستعجل، فقد تقضي وقتاً أطول في العمل على المَهمَّة؛ وذلك لأنَّ روَّاد الأعمال، يميلون إلى حياة العمل الدؤوب، فيسعون إلى استثمار كل لحظة مُتاحة؛ ولهذا قد يفيدهم الشعور بالملل قليلاً.

يعيشُ العديد من روَّاد الأعمال حالة تناقض؛ وذلك لأنَّهم يرغبون في العمل على مشاريع أكثر أو حتى قد يشعرون بأنَّهم يحتاجون إلى ذلك، إلا أنَّهم بالكاد يستطيعون تحمُّل عبء العمل الذي بين أيديهم؛ وذلك لأنَّهم يُقدِّمون كامل استطاعتهم بالفعل.

لذا يحتاج روَّاد الأعمال إلى السعي إلى الشعور بالملل؛ كي يتمكنوا من النمو، وبما أنَّنا سنعثر على طريقة دائماً لملء الفراغ، إذاً يجب أن تترك هذا الفراغ في حياتك بشكل مدروس؛ بحيث تفتح المجال لفرصٍ جديدة، وهذا أحد أسباب كون أسرع طريق لنمو شركةٍ ما نموَّاً كبيراً؛ هو العمل فقط مع العملاء المثاليين، وسبب عدم صحة “مبدأ باريتو” (Pareto Principle) في التطبيق العملي؛ هو أنَّنا نستطيع قبول فكرة أنَّ 80% من دخلِنا، مصدره 20% من عملائنا، لكنَّ ما يحصل حقاً هو أنَّنا نهدر وقتنا عند العمل مع ثمانية من كل عشرة عملاء.

لذا تخيَّل لو أنَّ هؤلاء العملاء غير المثاليين الذي يشغلون حيزاً غير موجودين، بهذه الطريقة ستوفر من وقتك ومن إنتاجيتك وتفكيرك وطاقتك، وهذا ما يحصل؛ إذ تهدر العديد من الشركات كميَّة هائلة من الطاقة؛ لمحاولة إرضاء عملاء لن يرضوا أبداً، لكن عليهم أن يتوقفوا عن فعل ذلك ويتخلوا عن أولئك العملاء؛ ليفتحوا مجالاً لعلاقات مُربحة مع عملاء آخرين.

حين تكون مشغولاً، تَصرِفُ كل طاقتك على التعامل مع الوضع الحالي مباشرة، ولن يكون لديك وقت للتفكير أو وضع خطة للتسويق، وفجأة تَمُرُّ فترة ركود في العمل، وتجدُ أنَّ لديك مُتسعاً من الوقت للعمل على التسويق، لكنَّك لو خصَّصت بعض الوقت للتسويق حين كنت مشغولاً، لتمكَّنتَ من تحقيق توازن بين فترات العمل الكثيف وفترات العمل القليل.

الملل ليس عادة هدفاً يسعى إليه روَّاد الأعمال، لكن تخيَّل ما الذي في إمكانك إنجازه لو كان لديك وقت فراغ، على سبيل المثال يمكنك التَّرويج لشركتك، أو أخذ استراحة، أو إنشاء شركة لا تتطلَّب حضورك شخصياً للإشراف عليها.

2. اختيار الهدف:

سيجذب اختيار الهدف الحيِّز الذي تركته عبر السعي إلى الملل الأشياءَ التي تريدها لملئه، لكن أولاً، اسأل نفسك ما الذي تريده، على سبيل المثال، قد تريد جذب المزيد من الزبائن أو زبائن مربحين أكثر، أو ربَّما ترغب في استراحة أطول، أو مصدر دخل إضافي، أيَّاً كان ما تريده، كن واضحاً ودقيقاً في اختياره، وإلا قد تملأ ذلك الحيِّز بالأمور نفسها التي استغنيت عنها لتفتحه دون أن تستفيد.

ثانياً، تخيَّل رغبتك التي تريد أن تملأ بها الحيِّز ماثلةً أمامك، على سبيل المثال، ارسم 100 خط ليمثِّلوا 100 زبون تريد جذبهم قبل نهاية العام، وامحِ واحداً عن كل زبون جديد، وننصحك برسم الخطوط ثم محوها لسببين، هما:

  1. لتكون واضحاً بشأن ما يبدو عليه تحقيق هدفك ومقتنعاً به، وتستمد العزيمة من المظهر الذي سيبدو عليه نجاحك وتقدُّمك نحوه تدريجياً.
  2. تسهيل المثابرة؛ فالعد التنازلي حتى الوصول إلى الهدف، أسهل من العد التصاعدي؛ وذلك لأنَّك تبقى مُندمجاً ومُتحمساً للوصول إلى النهاية.

يمكن اختصار عمليَّة النمو والتوسُّع إلى عملية بسيطة من خطوتين؛ الأولى هي السعي إلى الشعور بالملل وإفساح المجال لما تريده، والثانية هي أن تكون واضحاً بشأن أفضل استثمار لذلك الحيِّز، وتمثيل هدفك النهائي كعنصر مرئي، وملء الحيِّز الذي فرَّغته، وحين تكون مستعداً للانتقال إلى المستوى التالي من النمو والتوسُّع، كرِّر الخطوات المذكورة آنفاً.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!