ما هي قوة التصور الذهني؟

إنَّ كلاماً جريئاً كهذا لا يبدو أكثر من فرضية حتى نتحقق من هذه العملية التي تُسمى “التصور الذهني”، ونكتشف أنَّ تحقيق مضمون هذه العبارة ليس أمراً بعيد المنال في نهاية المطاف.

هناك صلة مثبتة ومباشرة بين جسدك وعقلك، حتى لو كنتَ تفعل كل الأشياء الصحيحة، فقد تعوق تقدُّمك إذا كنتَ لا تتصور ذهنياً ما تريد تحقيقه أو إذا كان ما تتصوره يتعارض مع ما ترغب في تحقيقه، فعندما تتصور ذهنياً رغبتك على أنَّها حقيقة، فإنَّ عقلك وجسدك سيعملان معاً لتحقيق ذلك.

وكل شخص لديه قوة مذهلة للتصور الذهني، ولكنَّ القليل منهم فقط تعلَّموا كيفية استخدامها بفاعلية، فعندما تتخيل النتائج المرجوة يومياً، فإنَّك تسرع من تحقيقها.

لطالما أدرك الرياضيون والممثلون والفنانون قوة التصور الذهني، فقد تتذكر أو لا تتذكر الاقتباس الشهير للملاكم “محمد علي” (Mohammad Ali): “إذا كان عقلي يستطيع أن يتصور الأمر، وقلبي يستطيع أن يصدقه، فعندئذٍ يمكنني تحقيقه”. والكثيرون من لاعبي كمال الأجسام يتصورون بانتظام كيف يريدون أن تبدو أجسادهم، فمن خلال القيام بذلك، يواصلون التمرين للحصول على النتائج المرجوة.

لنفترض أنَّك تريد أن تفقد 15 كيلوغرام من وزنك، أول شيء يجب أن تفعله هو العثور على صورة قديمة لنفسك عندما كان وزنك 15 كيلوغرام، فإذا لم يكن لديك أيَّة صورة، فاستبدل ذلك بصورة لشخص يبدو أنَّك تريد أن تصبح مثله، ضع تلك الصورة في مكان تستطيع أن تراها مرات عدة في اليوم، مثلاً يمكنك وضعها على باب الثلاجة، فإنَّ هذا الإجراء سيساعدك مساعدة كبيرة على تحقيق هدفك.

إنَّ عقلك مَلَكَةٌ قويةٌ بالفعل، وسيعمل على خلق واقع حالي يتوافق مع رؤيتك، وكمثال صغير على العلاقة بين عقلك وجسدك، لاحظ هذه الحقيقة الرائعة: عندما تركز تمرينك على بناء عضلة في جسدك وتتخيل أنَّ هذا التمرين ينجح، فإنَّ العضلة تنشط وتدرِّب نفسها إلى حد ما، وكانت هناك دراسات علمية تؤكد هذه الحقيقة؛ لذا فكِّر في ذلك لدقيقة.

يمكنك استخدام التخيُّل الذهني، المعروف أيضاً باسم التصور، لإنشاء النتائج التي تريد تحقيقها في جميع الحالات، فعندما تقترب من تحقيق هدفك، ستكتشف الآثار الجانبية لتقليل التوتر؛ حيث إنَّ اختصاصيي الرعاية الصحية يستخدمون التصور الذهني كأداة لإدارة الإجهاد، كما يفعل ذلك الجراحون وضباط الشرطة، فيمكنك أن ترى أنَّ التصور الذهني طريقةٌ فعالة وناجحة بالنسبة إلى جميع الأشخاص في العديد من الحالات المختلفة.

هل يمكنك القيام بالتصور الذهني؟

هناك مفاتيح عدة لإطلاق العنان لقوة التصور الذهني في حياتك، وإليك النصائح الآتية لتحفيز التصور الذهني التي سوف تساعدك على استخدامه:

• تصوَّر الموقف بأكبر قدر ممكن من التفاصيل.
• استخدم حواسك كلها: انظر إليها وشُمَّ رائحتها وتذوقها واشعر بها واسمعها.
• أغمض عينيك إذا كان ذلك يساعدك على رؤية نفسك في المستقبل.
• أضف المشاعر والأحاسيس الجسدية التي ستشعر بها إذا كنتَ قد حققتَ هدفك بالفعل.

إذا وجدتَ أنَّ اتباع هذه النصائح الأساسية لتحفيز التصور الذهني أمرٌ مفيد، فيمكنك إضافة النشاطات الآتية:

• كتابة بعض عبارات التحفيز اليومية بصيغة المضارع لتساعد ذهنك على رؤية المستقبل، أو ابدأ بكلمة “أنا”، تليها قول شيء تتمنى أن تكون قد أنجزتَه بالفعل أو شيء تريد تحقيقه في المستقبل، على سبيل المثال: يمكنك قول شيء مثل: “أنا قوي وقادر على التغلب على هذه التجربة”، أو “أنا شُفيت من المرض الذي كنتُ أعاني منه وأنا بصحة جيدة وكاملة في كل مجال من مجالات حياتي”، فيجب أن تكون محدداً هنا أيضاً وتقول بشكل مُحدد: “أنا كاتب لدي 30 كتاباً من أكثر الكتب مبيعاً”.
• إنشاء لوحة بصرية، فقط أحضِر قطعة فارغة من لوحة الملصقات واملأها بالصور التي تمثِّل كيف تريد أن تبدو حياتك في فترة زمنية محددة، ثُمَّ ضعها في مكان يمكنك رؤيتها بسهولة، وسوف يذكِّرك بالمكان الذي تريد أن تكون فيه.

إنَّ تخيُّل النتيجة المرجوة يؤدي إلى تنشيط عقلك اللاواعي الإبداعي لتوليد أفكار مبتكرة لمساعدتك على الوصول إلى هدفك، كما أنَّه يبرمج عقلك لتعرف ما الذي ستحتاجه لتحقيق هدفك، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ هذه الطريقة تجذب الأشخاص والموارد التي ستساعدك على تحقيق هدفك، وتبني حافزك ودوافعك لفعل ما هو مطلوب لتحقيق ذلك.

استخدم أيَّة طريقة تساعدك على تحفيز التصور الذهني، والمفهوم الكامل للتصور الذهني هو: تخيُّل الأمر، وتصديقه، ثُمَّ ابتكاره، وبهذا يمكنك ممارسة التصور الذهني والتدرب عليه في أي مكان، ولن يعرف أحد ما تفعله، لكن استمر في الاستكشاف وخلق الحياة التي تريد بلوغها وتحقيقها بقوة التصور الذهني.

المصدر