ما هي كفارة الظلم

‘);
}

ما هي كفارة الظلم

كفارة الظلم بين العبد وبين الله

إنَّ الظُّلم إذا وقع بين العبد وبين خالقه كان هذا من أشدِّ أنواع الظُّلم وأعتاها، وظلم العبد لخالقه يكون بالكفر به وبالإشراك معه،[١] فقد أوصى لقمان الحكيم ابنه كما جاء في كتاب الله -تعالى- قائلاً: (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)،[٢] ويُعرَّف الظُّلم على أنَّه وضع الشَّيء في غير موضعه، وكذلك الشِّرك مع الله -تعالى- يعدُّ من قبيل وضع الشَّيء في غير مكانه الصَّحيح،[٣] ولأنَّ من يُشرك مع الله -تعالى- فإنَّه يُسوِّي بين مُنعم النِّعَم على عباده وبين غيره، وهو إجحافٌ بحقِّ الخالق.[٤]

والشِّرك بالله -تعالى- لا كفارة له إلَّا بتوحيد الله -تعالى- وعبادته وحده لا شريك له، وإنَّ من عدل الله -تعالى- أنَّ فعل الحسنات والإكثار منها يمحو الذُّنوب والخطايا،[٥] ومن نوى التَّوبة من الشِّرك فإنَّه يلزمه لتصحَّ توبته أن يترك ما هو عليه من الباطل، وأن يعزم ألَّا يعود لهذا الإثم ثانيةً، وأن يُؤدِّي الفرائض التي فرضها الله -تعالى- عليه إلى جانب توحيده لتُقبل توبته،[٦][٧] فالإشراك مع الله -تعالى- لا يغفر الله منه شيئاً ولا يمحوه ولا يعفو عن صاحبه إلَّا بالتَّوبة الصَّادقة بالتَّوحيد.[٨]