ما هي مبادىء اللاهوت النسوي وسبب ظهوره

يعتبر الكثير من الناس أنه من أهم ملامح اللاهوت المعاصر هو زيادة الإتجاه نحو موضوع اللاهوت النسوي، هذا الأمر الذي يتولاه بعض من لاهوت الغرب ويتحمس له كثير

mosoah

اللاهوت النسوي

يعتبر الكثير من الناس أنه من أهم ملامح اللاهوت المعاصر هو زيادة الإتجاه نحو موضوع اللاهوت النسوي، هذا الأمر الذي يتولاه بعض من لاهوت الغرب ويتحمس له كثير من أصحاب اللاهوت الزنجي، حيث أنهن ينادون فيها بالمساواة بين الرجل والمرأة في تمتع المرأة بالكهنوت، وأن تتسلم قيادة الكنيسة بجانب الرجل، مع تجنب إستخدام الصيغة المذكرة لإسم الله.

اللاهوت النسوي

اللاهوت النسوي أو لاهوت النساء كماء جاءت تسميته باللغة العربية الفصحى، ويعد من أكثر أنواع الدراسات اللاهوتية التي تقوم النساء بها، وهو أيضاً أكثر من لاهوت يركز على قضايا المرأة والموضوعات النسائية باللاهوت، أما عن اللاهوت النسوي فهو ذاك اللاهوت الذي يفترض أن الدراسات اللاهوتية كافة التي تم إجرائها في السابق تمت وفق أساليب تفكير يسطير الطابع الذكوري عليها، ويسعى هذا اللاهوت لتقديم أسلوب تفكيري يسيطر فيه الطابع الأنثوي، بحيث يتم إثراء كافة هذه الدراسات ويساعد على توسيع آفاقها.

ولعل التفكير السائد لدى شعوب الغرب كان بمثابة أرض خصبة لنمو اللاهوت النسوي، ورغم أن هذه الأرض كانت من أسباب إنحرافه في بعض الأحيان، لذا لا يمكن دراسة اللاهوت النسوي على معزل من الحركات النسوية.

نشأته

أنشئ هذا البحث اللاهوتي على يد مجموعة من الباحثات النسويات اللواتي تخصصن بالدراسات اللاهوتية أثناء عقد الستينيات، ولكن في حقيقة الأمر كان بداياته منذ قرنين ماضيين، ولكن لم يكن بهذا التركيز والإصرار ومثل هذا الوضوح، ومع توالي السنوات أصبح لاهوت النسوة معترفاً به في كافة الأوساط الدراسية الدينية، بوصفه من الأخطاء المتميزة.

ومع بداية الموجة الثانية من موجات الحركة النسوية بأمريكا تبلور اللاهوت النسوي ليصبح بشكله الحديث المتعارف عليه حالياً، وفي السبعينات أقتنعت الكنائس البروتستانتية بضرورة الإعتراف برسامة المرأة ككاهنة، الأمر الذي ترتب عليه تشجع الكثيريات من النساء ليلتحقن بالمعاهد الدينية كي يحصلن على درجات الدكتوراة بتخصصات وعلوم الدين، وأحقية التدريس بالكليات وفي الجامعات، ومن ثم كان الإنطلاقة لبروز علم اللاهوت النسوي.

أسباب ظهوره

  • في القدم كانت الكنيسة تؤمن بأن المرأة هي أصل كل خطيئة، وهي أداة من أدوات الشيطان، فكانت المرأة تُعامل بإهانة، فكان علماء الدين والقساوسة ينظرون لها وكأنها شر لابد منها وأن المرأة ماهي إلا إغواء طبيعي، ومن الكوارث المرغوب بها، فهي الشر الذي يوجد عليه طلاء، وهي تلك الفتنة المهلكة، وهي ذاك الخطر المنزلي.
  • كان القساوسة يعتقدون أن المرأة بسببها خسر كل الجنس البشري العيش في الجنة، وكان البعض ينزلون بها لمنازل أقل من منزلة الرقيق، فقد كانوا يرونها بأنها ليست مخلوق بشري.

أهم مبادي اللاهوت النسوي

  • الله لا يميز بحسب الخصائص التي تفرض الطبيعة البيولوجية كالعرق أو الجنس.
  • الإعتراف بكافة القدرات الأخلاقية والروحية والمساواة بين النساء والرجال في سلك الكهنوت والزواج المسيحي وحقوق الإنجاب.
  • التركيز على مصطلح المساواة المسيحية بخاصة بين المسحيين الغير راغبين في أن يربطون أنفسهم ضمن الحركات النسوية.

نقد موجه لللاهوت النسوي

  • حاولت النسويات المسيحيات بذل مل الجهود في البحث عن حلول تلفيقية بين المسيحية كديانة وبين مطالبهن النسوية، إلا أنهن فشلن في هذا الأمر، مما ترتب عليه بالنهاية إنتاج مذهب جديد مسيحي لايمكن إلصاقه بأي مذهب تقليدي مسيحي، ومن ثم ظلت كافة الكنائس الكبرى تنتقد وترفض وتحارب تلك الحركة.
  • كان التعنت الكنسي من الأسباب القوية التي أدت إلى إنقلاب النسويات، إذ أن المرأة كانت تُعامل بنوع من الإهانة والإحتقار، ومن ثم كان رد الفعل بصورة عسكية.
  • إن التعرف على اللاهوت النسوي أو النسوية المسيحية له أهميته بخاصة بعد ما ظهرت حركة النسوية الإسلامية التي تسعى لتأويل النصوص الشرعية، مستندة على نفس آليات النسوية المسيحية التي تم إستخدامها، الأمر الذي نجم عنه إنتاج ديانة تبعد كل البعد عن المسيحية الحقة، إذ تم تحريف تعاليم المذاهب المسيحية ومن ثم إفراز مذهب جديد.
Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!