ما هي معاهدة فرساي وشروطها

تعرف على ظروف معاهدة فرساي ونتائجها، وأهم بنودها، معاهدة فرساي تُعد أحد أهم المعاهدات التي تم عقدها في أعقاب الحرب العالمية الأولى بهدف إعادة السلام إلى القارة الأوروبية، ودول الحلفاء الأخرى حول العالم؛ وذلك انطلاقًا من ضرورة معاقبة ألمانيا عن أحداث الحرب، وما تبعها من خسائر في الأرواح، والممتلكات، والأموال، وضرورة تقييد قوتها العسكرية، فما هي شروط هذه المعاهدة ونتائجها؟؛ هذا ما ستعرضه موسوعة اليوم في هذا المقال.

معاهدة فرساي

في أعقاب الحرب العالمية الأولى تم عقد مؤتمر السلام في باريس الذي أسفر عنه عدة معاهدات للسلام؛ لفرضها على القوى المركزية في الحرب، ومن بين هذه المعاهدات المعاهدة الأشهر، والأهم ويه “فرساي”، والتي تم توقيعها في قصر فرساي في العاصمة الفرنسية “باريس” في عام 1919، كانت هذه المعاهدة بين كل من “دول الحلفاء” و”ألمانيا”،والتي تُعد بمثابة إهانة لألمانيا “القوة الأبرز خلال الحرب العالمية الأولى” ، ومُفجر الحرب العالمية الثانية.

جاءت هذه المعاهدة لتُحَمّل ألمانيا المسئولية الكاملة للحرب، وعلى هذا الأساس فُرضت عليها عدة عقوبات ثقيلة تتعلق بفقدان “بعض” أراضيها، وشعبها، وأموالها، وسلاحها؛ كتعويضٍ عما كبَدَته من خسائر للعالم جراء هذه الحرب.

أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس “وودرو ويلسون” أربعة عشر شرطًا للمعاهدة، هذا بالإضافة إلى مطالبته للدول الحلفاء بأن يتم طلب تعويضًا من ألمانيا عن الأضرار التي طالت الأفراد المدنيين، وممتلكاتهم في هذه الدول، وجاءت الشروط قاسية جدًا على ألمانيا، ومتناقضة مع شروط الهدنة، وحقيقة المعاهدة الفعلية التي وقعتها في فرساي، وأُجبروا على توقيع شرط “مذنب الحرب”،أو “مجرم الحرب”، وكانت شروط هذه المعاهدة كما يلي.

شروط معاهدة فرساي

• إنقاص نسبة الأراضي الألمانية بمقدار 10 في المئة.
• إعادة منطقتي الألزاس، ولورين إلى فرنسا؛ حيث كانتا محل خلاف بين ألمانيا، وفرنسا حول ضمهما.
• تم وضع سارلاند تحت سيادة عصبة الأمم المتحدة، وذلك حتى عام 1935.
• تم إعادة منطقة شمال شليسفيج إلى دولة الدنمارك.
• وأخذت بلجيكا ثلاث مناطق من شمال الإمبراطورية الألمانية.
• ظهرت بولندا في الجهة الشرقية الألمانية، وأخذ ممرًا يربطها ببحر البلطيق؛ مما أدى إلى فصل بروسيا الشرقية عن ألمانيا، وأُعطيت جزءًا هامًا من سيليزيا بموجب الاستفتاء.
• تم إعلان مدينة جدانسك كمدينة حرة مستقلة.
• فازت كل من الإمبراطورية البريطانية، وفرنسا، واليابان، وباقي دول الحلفاء بجميع المستعمرات الألمانية حول العالم في أفريقيا، وحدود الصين، والمحيط الهادي، وما إلى ذلك.
• إلزام ألمانيا بتقديم التعويضات اللازمة لجميع دول الحلفاء بما ألحقته من خسائر فادحة لهذه الدول أثناء الحرب، وخاصة كل من بلجيكا، وفرنسا؛ وذلك بموجب شرط “مجرم الحرب”، وتم تقدير هذه التعويضات في عام 1921 ووصلت إلى 33 مليار دولار ؛ ونظرًا لضخامة هذا المبلغ في ذلك، وأنه سيُخل بالموارد المالية للدولة الأمانية؛ وضعت المعاهدة شروطًا بالسماح لدول الحلفاء بتوقيع أي عقوبات على ألمانيا إذا لم تلتزم بدفع التعويض.
• لتقييد ألمانيا من الناحية العسكرية؛ تم تحديد أقصى عدد للجيش الألماني ليُصبح 100 ألف جندي كحد أقصى، ولا يُسمح بأي زيادة.
• تم منع ألمانيا من تصنيع أية معدات حربية من السيارات، والمدرعات، والغواصات، وما إلى ذلك، وبقي عدد قليل جدًا من المصانع الخاصة بالأسلحة.
• وعلى هذا اقتصرت مساحة الدولة الألمانية في الجهة الغربية من نهر الراين، كما أن شرق ألمانيا كانت منطقة منزوعة السلاح في مساحة 50 كيلو متر.

نتائج معاهدة فرساي

في السنوات التالية لتوقيع المعاهدة تم نقض معاهدة فرساي من قِبل ألمانيا؛ نظرًا لأن تطبيق شروطها سيُدمر الاقتصاد الألماني بالكامل، وأن من المستحيل تنفيذها؛ وعلى هذا تم تعديل معظم شروط المعاهدة لصالح الدولة الأمانية؛ وذلك قبل تولي “إدولف هتلر” حكم ألمانيا، وتوالت التعديلات على المعاهدة إلى عام 1938 حيث تبقى من شروط المعاهدة الأصلية “حدود الاستيطان” فقط.

الشروط المستحيلة التي جاءت بها معاهدة فرساي لم تلقَ الصرامة في تنفيذها، وتم تعديلها، وتغيرها فيما بعد، والتساهل الكبير في تطبيقها؛ الأمر الذي أدى إلى إعادة النزعة الأمانية العسكرية مرة أخرى، ودفعها إلى الخروج بحرب عالمية ثانية في عهد أدولف هتلر الذي تولى حكم ألمانيا، وقام بتفجير الحرب العالمية الثانية في عام 1939.

كتب عن معاهدة فرساي

يُمكنكم الاطلاع على معاهدة فرساي بنسخة (pdf) من خلال الضغط على هذا الرابط.

المراجع

1.

2.

3.