‘);
}

غزوة خيبر

حدثت عزوة خيبر في العام السابع للهجرة في أواخر شهر محرم،[١] فعندما عاد الرسول عليه الصلاة والسلام من صلح الحديبية استثمر فرصة مهادنته لقريش، وعزم على التوجه لقتال يهود خيبر لإنهاء وجودهم، حيث أمن في ذلك الوقت عدم هجوم القرشيين على المسلمين، أو مساندتهم لليهود أو تحالفهم معهم، وقد تجهز الرسول عليه الصلاة والسلام للخروج إلى خيبر في النصف الثاني من شهر محرم، إذ كانت خيبر وكراً للتآمر والفتنة، ومركزا للاستفزازات العسكرية، والتحرش بالمسلمين، كما حرض زعماؤهم بعض قبائل العرب على المسلمين، وجمعوا الأحزاب في غزوة الخندق، وحثوا يهود بني قريظة على الغدر بالمسلمين، ونقض العهود التي كانت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، مما اضطر المسلمين إلى قتل ببعض زعمائهم مثل اليسير بن رزام، وأبي رافع سلام بن أبي الحقيق.[٢]

أحداث غزوة خيبر

كانت خيبر تبعد عن المدينة المنورة ثمانين ميلاً، وهي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع، وقد كان يهود خيبر يتهيؤون لقتال المسلمين، إذ وضعوا خطةً لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك اضطر المسلمون إلى قتل هؤلاء المتآمرين مثل سلام بن أبي الحقيق، واليسير بن زارم،[٣] كما كان لخيبر عدة حصون يحتمون بها وهي، حصن ناعم، وحصن قلعة الزبير، وحصن الصعب بن معاذ، وحصن أُبَي، وحصن النزار، وحصن القموص، وحصن الوطيح، وحصن السلالم،[٣] وبعد وصول المسلمين إليها بدأوا بفتح هذه الحصون واحداً تلو الأخر، على الرغم من الصعوبات التي واجهتهم، والمقاومة الشديدة عند فتحها خاصةً حصن ناعم الذي استغرق فتحه عشرة أيام، والذي فتح على يد علي بن أبي طالب،[٤] وبعد ذلك فتح المسلمين حصن القَموص، ثم بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بفتح الحصون واحدًا تلو الآخر، وكلما فتح حصناً كان اليهود يهربون إلى الحصن الذي يليه حتى وصلوا إلى آخر حصونهم وهو الوطيح والسلالم، حيث حاصرهم حصاراً شديداً، حتى استسلموا.[٢]