‘);
}

غزوة مؤتة

وقعت غزوة مؤتة في العام الثامن من الهجرة النبوية، وكانت مقدمةً لفتح بلاد النصارى، وكان سبب المعركة أنّ رسول عليه الصلاة والسلام أرسل الحارث بن عمير الأزدي برسالة إلى ملك الروم، فتعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني وقتله، وكان قتل الرسل من أفظع الجرائم؛ لأنّها بمثابة إعلان للحرب، فغضب الرسول عليه الصلاة والسلام، وقام بتجهيز جيشٍ عدده ثلاثة آلاف مقاتل، وعين زيد بن حارثة عليهم، وقال عليه السلام: (إنْ قُتِلَ زيدٌ فجعفرٌ، وإن قُتِلَ جعفرٌ فعبدُ اللهِ بنُ رَواحَةَ)،[١] وأمرهم أن يذهبوا إلى مكان مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا من يتواجد هناك إلى الإسلام.[٢]

أحداث غزوة مؤتة

عين الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة أمراء على الجيش الذي قام بتجهيزه، وهم زيد، وجعفر، وعبدالله بن رواحة، ثمّ خرج الجيش وتحرك باتجاه الشمال، حيث وصلت إليهم معلومات استخباراتية تخبرهم بوجود هرقل في أرض البلقاء، ومعه مائتي ألف مقاتل من الروم والقبائل المجاورة لهم، لم يتوقع المسلمون أن يكون عدد الروم بهذا الحجم، فاحتاروا في الأمر وأمضوا ليلتين يفكرون في الموضوع ويتشاورون فيما بينهم، فمنهم من اقترح بأن يرسلوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ويخبروه بعدد العدو فيأمرهم بما يفعلوا بهذا الشأن، ولكنّ عبد الله بن رواحة عارض ذلك بشدة؛ لأنّه كان تواقاً للشهادة في سبيل الله، وفي النهاية استقروا على رأي عبدالله بن رواحة رضي الله عنه.