متى كان حصار الشعب

متى كان حصار الشعب

حصار شعب أبي طالب هو الحصار الذي تعرض له بنو هاشم من قبل قريش عندما بدأ الإسلام في الظهور، فلقد عانى الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ هو وقومه في بداية الدعوة الإسلامية بل وتم محاربته أيضًا ومحاربة الدعوة الخاصة به بالإضافة إلى أنه تم محاربة كل من آمن به.

• وكان حصار شعب أبي طالب نوع من ضمن أنواع المحاربة، فبسبب هذا الحصار تم منع التعامل مع محمد _ صلى الله عليه وسلم _ وقومه بشكل نهائي لكي يتراجع عن دعوته للإسلام.
• وتم التساؤل ” متى كان حصار الشعب ؟ ” لمعرفة الفترة الزمنية التي وقع وحدث فيها هذا الأمر.
  • واختلفت الإجابة الخاصة بهذا السؤال فالبعض قال أن هذا الحصار كان في السنة السادسة من البعثة النبوية، والبعض الآخر قال أن الحصار كان في السنة السابعة من البعثة النبوية.
• ولكن الأمر الأكيد حول هذا الحصار أنه بدأ بعد ظهور وبداية البعثة النبوية بعدد من الأعوام القليلة، وعلى الرغم من استمرار هذا الحصار لفترة كبيرة من الوقت إلا أن رسولنا الكريم لم يقم بالتخلي عن الدعوة الإسلامية.

حصار المسلمين في شعب أبي طالب

عندما بدأ محمد _ صلى الله عليه وسلم _ الدعوة إلى الإسلام اجتمعت قريش مع بعضهم البعض، وقرروا أن يقوموا بقتله، وحينها قام أبو طالب بن عبد المطلب بجمع بني هاشم وأخبرهم بما ينوي قريش فعله.

• ووقتها قرروا أن يقوموا بالذهاب بالنبي إلى شعب موجودة في مكة المكرمة يُطلق عليها اسم شعب أبي طالب، وكان معهم حمية بنو عبد المطلب بن عبد مناف.
• فتلك الشعب شهدت ولادة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ وهي موجودة بمحاذاة جبل أبو قبيس، ويُعرف عن هذا الجبل أنه من أحد أكبر الجبال الموجودة في مكة، ويُطلق على هذه الشعب الآن اسم شعب علي وهو من ضمن أحياء مدينة مكة بالمملكة.
• حينها قام رؤساء قريش بالاجتماع سويًا في خيف بني كنانة، واجتمعوا جميعًا على مقاطعة الرسول وبني المطلب وبني هاشم، وسُميَّ هذا اليوم بيوم المعابدة.
• وكانت المقاطعة تتم بشكل اجتماعي واقتصادي، فلقد تم كتابة صحيفة خاصة بتلك المقاطعة بواسطة منصور بن عكرمة العبدري، ووضعت في جوف الكعبة.
• ونصت تلك الصحيفة على:
  • ألا يتم الزواج أو النكاح من بني المطلب أو بني هاشم بالإضافة إلى عدم البيع لهم أو الشراء منهم إلى جانب عدم مبايعتهم وعدم الجلوس معهم أو مخالطتهم أو التعامل معهم.
  • كما تضمنت الصحيفة عدم الدخول إلى بيوتهم وعدم القبول الصلح معهم تمامًا على أن يستمر كافة تلك الأمور إلى أن يقوموا بتسليم محمد _ صلى الله عليه وسلم _ للقتل.

سبب حصار شعب أبي طالب

• وكان لهذا الحصار عدد من الأسباب المختلفة، فلقد حاول كفار قريش منع الرسول وتحذيره وتهديده أكثر من مرة كي يتوقف عن دعوته للإسلام، ولكنه كان ثابتًا على موقفه.
• وبسبب هذا الأمر انتشر الإسلام بين أعداد كبيرة من القبائل، وازدادت أعداد المسلمين، كما دخل أيضًا عدداً من أكبر كبراء قريش الإسلام مثل حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب، وهذا الأمر كان من أهم الأسباب التي أدت إلى الحصار.
• إلى جانب ذلك حاولت قريش تحذير عم الرسول أبو طالب وأمرته أن يقوم بوقف ابن أخيه محمد _ صلى الله عليه وسلم _ عن الدعوة إلى الإسلام، ولكن فشل هذا التحذير أيضًا.
• ومن أهم الأسباب التي أدت لوجود هذا الحصار هجرة المسلمين إلى الحبشة حيث قام ملكها النجاشي حينها بالتعهد بحمايتهم، وهذا الأمر أدى إلى زيادة القلق لدى كفار قريش، فبهذا الأمر كان يُمكن أن يكون للمسلمين بلد يأمنون فيها.

كم استمر حصار قريش للمسلمين

• وبعد كتابة نص صحيفة المقاطعة، قام المشركون بتطبيق الحصار في وقتها بشكل سريع وحينها عانى بنو هاشم وبنو المطلب من ضيق الأحوال الاقتصادية والاجتماعية، فلم يستمر الحصار لليالي أو لشهور فقط، بل استمر لمدة ثلاث سنوات.
• وعُرفت تلك السنوات بشدتها وقسوتها حيث أنها كانت سنوات عجافاً، فلم يكن هناك من الطعام ما يكفي حتى الأطفال الصغار، وكانوا يضطرون في بعض الأحيان إلى تناول أوراق الشجر لقلة الطعام.

كيف انتهى حصار المسلمين في الشعب

شهدت سنوات الحصار الكثير من محاولات بني هاشم ومحاولات بني المطلب لفك الحصار، بل حاول أيضًا عدداً من رجال قريش إنهاء هذا الحصار ومنهم زهير بن أبي أمية وهشام بن عمرو بن ربيعة، فكانوا يمشون بين رجال قريش ويحثونهم على ضرورة وقف هذا الحصار.

• وبعد مرور ثلاث سنوات من الحصار نزل وحي من الله _ سبحانه وتعالى _ على الرسول الكريم يخبره فيه بأن الصحيفة المكتوبة بداخل الكعبة قد أُكِلَت بالكامل ولم يتبق منها سوى اسم الله عز وجل.
• وحينها قام الرسول بإخبار عمه أبو طالب بهذا الأمر، فأنطلق متجهًا إلى قريش وأخبرهم أن الصحيفة قد أُكلت ولم يتبق منها إلا اسم الله.
• وعندها قال لهم إذا كان كلام محمد _ صلى الله عليه وسلم _ صحيح سوف ينتهي الحصار، وإذا كان هذا الكلام كذبًا فسوف أسلمكم إياه.
• وبالفعل ذهبوا إلى داخل جوف الكعبة واكتشفوا أن الصحيفة تم أكلها ولم يتبق سوى اسم الله الموجود عليها، وحينها انتهي الحصار.

متى انتهى حصار الشعب

• ويُقال أن الحصار قد انتهى في السنة العاشرة من البعثة النبوية، وفي تلك السنة قام كلاً من بني هاشم وبني المطلب بالخروج من الشعب، وحينها انتهت سنوات الحصار الصعبة.

دروس وعبر من حصار الشعب

يعتبر حصار الشعب من أصعب الأوقات التي مرت على المسلمين جميعًا في بداية عهد الإسلام، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه كان يوجد عددًا من الدروس المستفادة التي تعلم منها الكثير حتى وقتنا هذا، وتتضمن تلك الدروس الآتي:

• تمكن الرسول وقومه والمسلمون الذين كانوا موجودين معه من الصبر على البلاء، فلقد تحملوا الأذى وسوء الأحوال المختلفة من أجل الدين الإسلامي.
• بالإضافة إلى ذلك فلقد كانوا يتحلون بحسن الظن بالله، فلم يقوموا بالجزع بل كان لديهم يقين أن الله تعالى قدر هذا والله _ عز وجل _ سوف يكون كفيلاً به.
• ظل الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ في ثبات هو وأصحابه وقومه، ظلوا متمسكين بالدين الإسلامي، ولم يقوموا بالارتداد عنه.
• في وقت الحصار عندما علمت القبائل الموجودة خارج مكة بقصة الحصار بالكامل بداية من تطبيقه وحتى انتهائه ذهبوا إلى الرسول لكي يعلنوا إسلامهم، أي أن هذا الحصار ساعد في انتشار الدين الإسلامي خارج حدود مكة المكرمة.
• أثناء الحصار استطاع الرسول أن يفرق بين الناس وبين الأشخاص الذين يحبون الله ويحبون الدعوة إليه، فلقد كان هناك فرصة للناس كي يتركوا عبادة الله بسبب ما حدث في الحصار، ولكن لم يحدث هذا الأمر.
• بسبب موقف عم الرسول أبو طالب معه أثناء الحصار وبسبب دفاعه عنه كي لا يتم قتله من قبل كفار قريش، ظل الرسول يستغفر لعمه كثيرًا كي يخفف الله عنه عذاب النار، كما لم ينس الرسول موقف هشام بن عمرو وغيره وأكرمهم فيما بعد.