‘);
}

مولد فدوى طوقان

ولدت الشاعرة والأديبة فدوى طوقان سنة 1917م في مدينة نابلس الفلسطينية لعائلة تشتهر بالثقافة وتتمتّع بالثراء، كما أنّها كانت تحمل الجنسيّة الأردنيّة فقد كان لعائلتها مكانة كبيرة في المجتمع الأردنيّ، وكان والديّ فدوى هما عبد الفتّاح آغا طوقان وفوزيّة أمين بيك عسقلان،[١] وكان بيت فدوى بيتاً محافظاً ذا جاهٍ وكرمٍ تعود أصوله إلى قبيلة طوقان التي قَدِمت من تل الطوقان في سوريا، وقد كانت الحضارة والأصالة حاضرةً في أرجاء هذا البيت، كما أنّ بيتها كان ذا نفوذ سياسيٍّ واجتماعيٍّ وذلك لأنّ والدها عبد الفتاح طوقان كان رجلاً حكيماً ومفكّراً، وكان ذا شأنٍ ومنصبٍ بين كبار رجال الصناعة والتجارة، وامتاز ببُعد النظر والقدرة على صياغة النكتة الحسنة واللاذعة التي كان يتمتّع بها آل طوقان عموماً، أمّا والدتها فوزية عسقلان فقد كانت شخصيّةً بارزةً في المجتمع تتّصفُ بالحكمة.[٢]

كانت فدوى طوقان تحمل الترتيب السابع بين إخوتها العشر، خمسة منهم بناتٍ وخمسة بنين، ومن القصص التي بقيت عالقةً في ذاكرة فدوى ما كان من والِدتها حين فكّرت أنْ تجهض جنين فدوى، وقد أذاق هذا الأمرُ فدوى مرارة الرفض قبل أن تصل إلى عتبة الحياة، لكنّ فدوى بقيت سالمةً في بطن أمّها إلى أن وُلِدتْ أخيراً، وقد كانت هذه بداية التشبّث بالحياة كما وصفتها فدوى لاحِقاً.[٢]

سُمّيت فدوى باسمها هذا لأنّ والدِاها كانا يُحبّان قصص جرجي زيدان، وقد سمَّوْها بهذا الاسم الذي علِقَ في ذاكرتهما لبطلة إحدى القصص التي أحبّاها وهي قصة أسير المتمهدي، أمّا تاريخ ميلاد فدوى فإنّه لم يؤرَّخ بيومٍ أو سنةٍ، إنما أُرِّخَ بحدثٍ بارزٍ كما كان الحال في ذلك الزمن، وعندما سألت فدوى أمّها عن تاريخ ميلادها في إحدى المرّات أجابتها ضاحكةً بأنّها جاءت في يومٍ كانت تطهو فيه العكّوب، وما هو معروفٌ عن العكّوب أنّه ينمو في جبال فلسطين في الربيع خلال الأشهر شباط وآذار ونيسان.[٣]